السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتاب اليوم جداً مختلف، وجداً جداً يستحق القراءة، لأنه وببساطة يتعلق بأمر نمارسه خمس مرات يومياً
ممارسة اعتيادية ، وللأسف أشبه ما تكون عند الكثير صورية، بينما ندرك جميعاً في أعماقنا أن لها أبعاد
عميييقة جداً، في هذا الكتاب، أوسلسلة الكتب الخمسة – من الحجم الصغير- سندرك مدى العمق الذي
تحمله حركات الصلاة، سيأخذنا المؤلف في تفصيل جميل لمعاني الصلاة من الأذان وحتى التشهد، أنصحكم
بقرأته :)؛
***
كنت دوماً أجد أنه من المؤلم أن الناس لا يصلون..خصوصاً عندما كنت أجدهم أشخاصاً طيبين..ذوي معدن أصيل،يتصرفون بنبل وشهامة
ومع ذلك لا يصلون..كان ألمي يتجاوز المجاز المألوف في حالات كهذه- ليصل إلى حدود الألم الجسدي الحقيقي.. كنت أستغرب من
قدرته على (عدم الصلاة)! مجرد قدرتهم تثير استغرابي؛ كيف يستطيعون أن يفعلوا ذلك؟ يفعلوا(عدم الصلاة)؟
***
لا يمكن انكار أن(الصلاة) تبعث على الراحة النفسية والتوازن الداخلي؛ لكن يمكن بالتأكيد مجادلة أن ذلك هو الهدف الأصلي منها..
***
كون الصلاة فرض وكفى، يعكس فهماً معيناً يجعل أوامر الشريعةبلا أسباب، وإنما هي أوامر وكفى،دونما مقاصد، دونما أهداف..
***
الردة بمعنى أوسع وأكثر تجريداً ارتداد عن القمة العالية التي وصلها الانسان بصفته الأرقى بين المخلوقات. إنها ارتداد عما
جعل آدم يستحق سجود الملائكة، إنها ارتداد عن تلك القمة العالية التي حزناها…وهبوط إلى القعر..
***
الكسل؟ الجحود؟..لا أعرف. لا أعرف كيف أصف الأمر هنا، فهذه تفاصيل. لكن من حيث أرى الأمر، من بعيد، أراه بوضوح
ترك الصلاة ترك ذلك البعد الآخر في الفهم- في الشعائر- هو هبوط من مرتبة الانسان.. باتجاه درجة الزواحف.ولو دققنا لوجدنا
كثيرين، ممن لا يصلون يشبهون الزواحف.. على الأقل، لو رأينا من داخلهم.
***
إذا كانت الصلاة كشعيرة بشكل عام، تحافظ على مكانتنا بوصفنا نوعاً انسانياً..فإن الصلاة التي هي ركن من أركان الدين الخاتم لا بد
أن تتجاوز المكانة..إلى المساعدة في تحقيق الهدف من وجود النوع الانساني على قمته العالية
***
الصلاة في حياتنا، هي تلك النبتة التي يمكن لها أن تتحدى الجدب في حياتنا؛ أن تنبت برأس كبير وجذور قوية،رغما عن القحط والصحراء.
***
إقامة الصلاة هي تنزيل القيم المجردة إلى أرض الواقع، أو جعل الواقع مؤهلاً لاستلام القيم والتفاعل معها من أجل واقع أكثر توازناً
***
إقامة الصلاة بهذا المعنى، هي إقامة دورة تدريبية تستغرق عمرك بأكمله، منذ أن تبلغ سن الحلم؛ إنها دورة تدريبية تلتزم بحضورها
خمس مرات كل يوم، تقصيرك في الحضور، سيؤثر حتماً في أدائك خارجها، حضورك فقط لمجرد الحضور، لِيُشطب اسمك من
سجلات الغائبين سيؤثر أيضاً في أدائك خارجها، حضورك دونما تركيز، دونما اهتمام لقيمة التدريب، أو لأهميته فيما تفعله بعدها
سيؤثر حتماً في أدائك.. وعلى دورك.
***
أؤمن أن كل كلمة من كلمات الصلاة في أركانها وهيئاتها، تحوي من المعاني أكثر مما نظن..بل إنها يمكن أن تحدث ذلك الشرخ في
البرزخ.. نحو ملكوت الحقيقة.. ملكوت الواقع كل كلمة كل حرف أقصد ذلك حرفياً من الأذان إلى التسليم
***
الجمل الثلاث الأولى في نص الأذان تمتلك تماسكاً وتسلسلاً منطقياً. إنها تبدأ بأن الله أكبر.. ويعني ذلك،أن هناك أشياء أكبر في
حياتنا، ومهمة، وأخرى أصغر، وأقل أهمية، يعني ذلك أن هناك أولويات، وتراتباً بين الأمور التي تواجهنا ونواجهها في الحياة
وأن قمة التسلسل، يجب أن تكون محسوسة دوماً، مهما كان، ومهما حدث فالله، سيظل أكبر
***
حي على الصلاة، حيّ أخذناها دوماً على المعنى المباشر: الأقبال. ولم ننتبه إلى أن هذا المعنى قد اشتق أصلاً من فعل الحياة.
الذي سينبثق منه الأقبال الذي وقفنا عنده إنها دعوة للحياة، ولكن ليس لما تعودناه من حياة؛ ليس لذلك النمط العادي العابر من محض
حياة بيولوجية دنيا بل لحياة من نوعية أعلى، حياة حقيقية
***
(إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً)، الصلاة إذن ليست فقط مكتوبة علينا كما كتب الصيام والقصاص في القتلى
بل إنها هي الكتاب.. والفرق بين أن تكون (مكتوبة) علينا، وأن تكون هي ذاتها كتاباً فرق كبير.. والفرق أن ما كتب علينا،
علينا أن نؤديه.. أما ماهو كتاب فإن الأمر يتجاوز الأداء المجرد إلى اتخاذه وسيلة لقراءة العالم
***
ذلك المكان الذي نتجه إليه عند الصلاة، هو أكثر من مجرد مكان، إنه يضم كل ما كان، منذ أن بدأ إبراهيم رحلته تلك، ليرفع
قواعد حضار لا إله إلا الله، إلى أن أرسيت تلك الحضارة وشمخت على يدي خاتم الرسل عليه أفضل الصلاة والسلام
***
تحويل القبلة – وجعلها في المقام الأول نحو المسجد الأقصى- نسفاً لنمط الاستقرار في التفكير..الذي لا ينتج غير
الجمود على الموجود، ويطلق هذا النسف نمطاً بديلاً للتفكير يكون مستعداً لتحمل أقصى البدائل ما دامت قد أثبتت الأصح
وأنها الأكمل.. وأنها الأكثر صلاحاً
***
(الله أكبر) لا تلغي حقائق الحياة وشروط الواقع واشكالاته، وارهاصاته، لكنها فقط لا تجعل كل هذا أكبر منها إنما تكون هي الأكبر.
***
مع الله أكبر ترفع يديك.. فالفكرة العميقة التي تسكن الرؤوس يجب أن ترتبط بالأيدي؛ بالعمل، بالجهد العضلي الذي ينقل تلك الفكرة
إلى الواقع، من دون يديك، ستكون الله أكبر مجرد شعار
***
باسم الله هي في جوهرها، اعلان بأنك الخليفة، وأنك باسمه عز وجل تقوم بما تقوم به، إنك، نيابةعنه، وأصالة عن دوك
وما كلفت به، تقوم باسمه بما تقوم به
***
التخويل الذي منحه الله لك، ليس تخويلاً مطلقاً بالتصرف كيفما كان..إنه مقيد- حتماً وبلا تراجع- بأن يكون عملك
جزءاً من رحمةالرحمن الرحيم..
******
ملاحظة تلخيص الكتب هنا غير متزامن مع تلخيصات الكتب في حساب تويتر، فمن أراد قراءة المزيد
من الكتاب الأسبوعي المُلخص هنا فليبحث عنه في صفحات الكتاب المُتأخرة
تُسعدنا متابعتكم لنا
ونسعد باقتراحاتكم
https://twitter.com/Guide_Books