كان بالأمس، معاناة الوصول للرشاقة، والتكيف مع مرض التصلب العصبي، بدر العليان، نشر: الدار العربية للنشر ناشرون
مهما كانت تجربة الإنسان بسيطة، يكفيها أنها تجربة إنسانية.
مر بدر العليان بأربع مراحل في حياته قسمها في كتابه كالتالي: حياتي، التغيير.. التغيير، انتصاري ٧-٧-٢٠٠٩، صديق جديد.
(حياته)؛ كبرت وعادتي لم تتغير وظلت المطاعم هي همي الأكبر، أسأل عن كل وجبة جديدة أو مطعم جديد، أو شوكولاتة جديدة..
لا تخلو غرفتي من الحلويات والشوكولاتة، وأنا لا أتكلم هنا عن حبة شوكولاتة أو اثنتين بل صندوقاً في الخزانة يغازلني كل ساعتين.
أنزعج قليلاً من الذهاب إلى الأماكن الحيوية التي تكتظ بالناس، وأعتقد أنكم عرفتم السبب، فشكلي السمين كان يكسر ثقتي بنفسي.
أحاول أن أتانق بأحدث الملابس وأشتري من أرقى المحلات التي تبيع المقاسات الكبيرة، وأصفف شعري، وأنسق بين ملابسي وساعتي وحذائي، وأذهب وأنا في قمة السعادة بأناقتي، لكن ما أن أرى شكلي في أي مرآة تقابلني حتى ينهدم احساسي بالفرح.
سوف يأتي اليوم الذي أبدأ فيه الحمية الغذائية، هكذا كنت أقول لنفسي عند كل وجبة، ومضت الأيام ولم يأتِ اليوم الموعود!
زاد إلحاح أهلي القريبين مني والبعيدين، فالكل لاحظ زيادة وزني إلا أنا! فقد كنت ألبس وأسافر وأستمتع..
مي أحد أسباب رفضي للحمية لأنني كنت أرى حياتها مزدحمة بالنادي والمشي والمعاناة المستمرة مع الوزن وماذا لو زاد، كذلك اشتياقها للأكل خارج نطاق الحمية؛ نعم وصلت أمي للوزن المثالي وحافظت عليه، لكن الحرمان من الأكل كل هذه المدة لا أقدر عليه..
زاد وزني مع الأيام ومع كل زيادة كنت أشعر بصعوبة أكبر في الالتزام من جديد، مرت سنة ووصلت لوزن لم أصل له طوال حياتي..!
ساءت حالتي واعتزلت الناس، صارت كل حياتي منزلي وعملي وصديقي الذي اكتفي بالخروج معه بالسيارة..
أمي كانت تسأل عن كل نظام صحي لخسارة الوزن، وتأتي لي به محاولة بث الحماسة فيّ، وكنت أقول لها: الحل في التدخل الجراحي فقط!
اتصل بي صديقي وأحسست من صوته أنه يريد أن يقول لي شيئاً مهماً، قلت له ما بك؟ قال: أنا وصديقنا حمد حلمنا بك نفس الحلم وبنفس الليلة! رأيناك بالحلم رشيقاً فرحاً بنفسك، وكنا فرحين معك. بدر، ربما تكون على وشك إيجاد حل لسمنتك، لا تيأس.
ذهبت إلى الدكتور الذي سبق وأجرى لي عملية بالون لم تنجح معي! وكان هو أملي الوحيد لأنه يعلم بمدى صعوبة خسارتي لأي وزن رجوته أن يعمل لي عملية تحويل معدة فهي الحل الوحيد بنظري، فأخبرني أنه في حال وافقت على العملية فسوف يجريها مع فتحة طولها ١٥سم في البطن لأن المنظار في الفم لن يصل للمعدة؛ وافقت على إجراء العملية فالمخاطرة أفضل من السمنة التي أعانيها..
بعد ٣أشهر أصبح وزني ١٨٩ زادت فرحتي بتوديع عالم ال٢٠٠، وبدأت بشراء ملابس بقياسات أقل من السابق.
استبدلت الحلويات التي كنت أكلها قبل العملية بالفاكهة، أصبحت أحبها بعد أن كنت لا أهتم بها سابقاً، أحببت الأناناس والتفاح الأخضر والمشمش..
استمريت على الأكل الصحي، واستمر وزني في النزول بعد نهاية السنة الأولى وصل إلى ١٤٠ كيلو، بعدها بشهر توقف عن النزول تماماً.
قررت أن أشترك في نادي صحي وهذه أول مرة أفعلها إذ لم أشترك في نادٍ من قبل، ذهبت في جولة مع أصدقائي إلى عدة نواد واخترت الأغلى!، والسبب هو أنني أريد أن التزم وعند اشتراكي في نادٍ غالٍ سوف احرص على الالتزام وأحس بالذنب في حال إهمالي!
وزني الآن ٨٥، صرت ألبس medium بعد أن كان قياسي 6xl وهذا القياس لايوجد في أي محل بالعالم إلا المتخصصة بالقياسات الكبيرة..
إلى الآن لم أستوعب الفرق الشاسع والكبير بين بدر القديم والجديد، وعند دخولي إلى أي محل ملابس أسأله بخجل إن كان يتوفر مقاسي!
استيقظت في الصباح لأذهب إلى العمل، لكن هناك شيء يضايقني، شيء لا أعرف كيف أصفه، أحسست بخدر وتنميل شديد في نصف جسمي الأسفل!
استمر الخدر معي والتنميل يزيد يوماً عن يوم، أهملت الرياضة ولم أعد ألتزم بشيء.
خيم الحزن على منزلنا لكن الغريب في الأمر أن حزني كان الأقل بينهم، ففرحتي برشاقتي كانت أكبر من التصلب العصبي.
لاحظت التأتأة في كلامي، كأن هناك خيطاً يسحب لساني فجأة وأنا أتكلم فأتلعثم بالكلام.
وظيفتي سمسار في البورصة الكويتية، وهذا يتطلب مني الرد بسرعة على العملاء لأن الأسعار تتغير كل ثانية، ومع التأتأة في
الكلام لم أستطع التواصل سريعاً مع العملاء، الذين انزعجوا من بطئي في الكلام..!