ظاهرة السوبرنوفا “المستعرّ الأعظم” هي عبارة عن انفجار نجمي يعتبر الأضخم في الفضاء، والذي ينتج عنه قذف كميات هائلة من الغاز والغبار. وتعتبر ظاهرة السوبرنوفا أكثر نشاطًا من النوفا “مستعر”، وهي انفجار نووي ينتج عن تفاعلات اندماج نووي، تحصل في نجم القزم الأبيض بعد جذبه لغاز الهيدروجين. وقد تم تسمية ظاهرة “السوبرنوفا” بهذا الاسم من قِبل العالم “فالتر بادي”، والفيزيائي “فريتز زفيكي” في عام 1931.
تم تسجيل أول حالة المستعرّ الأعظم ، من قِبل علماء الفلك الصينيين في عام 185. وغالبًا ما تُرى هذه الظاهرة في المجرات الأخرى، فمن الصعب رؤيتها في مجرة درب التبانة بسبب كُتل الغبار التي تسد الرؤية. لكن في عام 1604، اكتشف “يوهانس كبلر”-عالم رياضيات وفلكي-، انفجار المستعرّ الأعظم في درب التبانة، لتكتشف ناسا أن أحدث انفجار المستعرّ الأعظم في مجرة درب التبانة كان منذ أكثر من مائة عام.
تحدث ظاهرة السوبرنوفا بطريقتين مختلفتين، عندما يكون هناك تغيير في جوهر النجم. النوع الأول يحدث في أنظمة النجوم الثنائية، اثنين من النجوم تدور حول نفس النقطة، أحدهما القزم الأبيض الذي يقوم بجذب عناصر النجم الأخر حتى ينفجر في نهاية المطاف. والسبب الأخر لوقوع الانفجار هو نهاية عمر النجم، كذلك نفاد الوقود النووي، وتمركز كتلته في الجوهر مما يجعل النجم ثقيل، بحيث لا يستطيع الصمود أمام قوة الجاذبية الخاصة به، وبالتالي تحدث ظاهرة المستعرّ الأعظم.
وقد درس العلماء ظاهرة السوبر نوفا لمعرفة المزيد حول الكون، لتظهر الدراسات أننا نعيش في كون يتوسع وينمو بمعدل متزايد من أي وقت مضى. كما أوضح العلماء أن السوبرنوفا تلعب دورًا رئيسيًا في توزيع العناصر في جميع أنحاء الكون، فعند انفجار النجم يطلق عناصر من حوله في الفضاء، والتي تعمل على تشكل النجوم والكواكب الجديدة. وتحدث ظاهرة السوبرنوفا مرة واحدة كل 50 سنة في مجرة بحجم مجرة درب التبانية، بعبارة أخرى، ينفجر نجم كل ثانية في مكان ما من الكون.
وتظهر هذه المجموعة من الصور التي قام بالتقاطها الباحث الكيميائي “إيريك كولز”، والبالغ من العمر 70 عامًا الظاهرة بكل وضوح، فقد قام باستخدام مرشحات مختلفة على مجموعة من تسلكوباته، لرؤية الأنماط التي أنتجتها الغازات المختلفة من الانفجارات النجمية بشكل واضح. فالغازات والهيدروجين والأكسجين والكبريت، في هذا السديم تمتص الطاقة الضوئية من النجوم القريبة، لتنبعث منها مرة أخرى في موجات طولية واضحة.
ولمحاولة الحصول على اللقطة المناسبة، استخدم السيد “كولز” العديد من المرشحات لأخذ ثلاث صور منفصلة بألوان مختلفة، وعادة ما تكون في ثلاث ليالٍ منفصلة. حيث يرتبط التليسكوب مع جهاز الكمبيوتر الخاص به، ليقوم بجمع الصور وإنتاج صورة واحدة متعددة الألوان، وتسمى هذه الصور “Hubble palette“.
“محاكاة ظاهرة سوبرنوفا برسم ثلاثي الأبعاد“
المصادر