على أحد الشواطئ، حدث أن التقى رجل ببحار بارع، ودار حديث بينهما
حتى سأله: أين مات أبوك؟ فأجابه البحَّار: في البحر
فسأله: وجَدُّك أين مات؟ فقال: في البحر
فصرخ الرجل مستغربًا: وتركب البحر بعد هذا!؟
فرد البحار بالسؤال نفسه: وأنت أين مات أبوك؟ فقال: على فراشه.
وجدك؟ فأجاب: على فراشه، فقال البحار: وتنام على الفراش بعد هذا!
إن السعادة، وما في جعبة إشراقتها من دفء الراحة، لا تُحْجَبُ شمسها إلا لدى صنفين من البشر
المبالغين في التوقعات دائمي الإحباط
والباحثين عن الكمال الذين لا يثمنون جميلاً ويبخسون كل صنيع طيب كبير أو صغير
أو المثقلين بالمخاوف القديمة والمتهيبين توجسًا وخيفة من كل قادم وحاضر!
وكل من ينتمي لأحد هذين الصنفين يخسر كثيرًا
فتراه يحرم نفسه من الطيبات وينفر من حوله الخيرات
ويصبغ حياته بالتعاسة من خلال ممارسة الشكوى وادعاءات الكآبة!
مما يذكره علماء الطبيعة، أن هناك نوعًا من العقارب في أميركا الجنوبية
من شأنها إذا أُغضِبت أن تصبح شديدة العدوانية
بحيث أنها تلسع نفسها بإبرتها القاتلة لتموت قتيلة بسمها الخاص على الفور!
وحال هذه العقارب بمثل حال جالبي التعاسة والكآبة لأنفسهم
يثورون على أدنى التوافه، ويحنقون على كل صغير ويعظمونه حتى يميت كل حُسْنٍ في نفوسهم
بل حتى في حياتهم، والأخطر من ذلك أنهم يلقون بتلك السلبية في حياة من حولهم!
السعادة سريعة النماء، واسعة الانتشار ووافرة الثمار
لا يتجول في حدائقها ويحلق مع نفحاتها
إلا كل مدرك لقيمة ما في قلب فكره وقوله وفعله،
وإليك هذه البذور العشرية ليطيب غرسك وتشرق روحك بالسعادة:
1 – نمِّ لديك تقدير الأشياء البسيطة الطيبة في نفسك
وذلك بالثناء على نفسك وتقديرها بشكر الله على ما فضَّلك به من نِعم.
2 – اعتد المديح لجميل القول والفعل فيمن حولك مهما بدا ضئيلاً
واحرص في ذلك على أن تلحظ ما لا يلحظه الكثيرون وتبدي إعجابك به
وبهذا تسهم في تنمية الإحساس بتقدير الحُسْنْ لدى الآخرين
وإن قدح قادح فذكر بـ: ﴿ولا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءهُم﴾.
3 – عِش لحظاتك مع الغير، واملأها بما يسعدهم وهكذا ستسعد
فكل ما تقدمه يرتد إليك بصورة أو بأخرى ولعل الأحاسيس أسرعها.
4– إذا واجهتَ الصعاب بالأمس فلا تحمل همها لليوم أو للغد أو طول العمر!
فقط اقطف وقتًا تحسم فيه الأمور، وتوكل حينها على الله
وعليك بالصدقة والدعاء، وثق بعدها بفرج عظيم يغلفه الرضا من عنده جل علاه.
5 – اعزم بجد على أن تصفِّي كلماتك
وتنتقي أعذبها وألطفها في حديثك مع نفسك ومع الجميع.
6 – لا تلقِ باللائمة على أحد
وتنسب إليه خضوعك أو كسلك أو فشلك أو ضعف شجاعتك تجاه مخاوفك
وتحمل بنفسك مسئولية ذاتك وارتق بها علمًا وخلقًا.
7 – تجنب تمامًا أن تصوِّر للآخرين سوء أحوالهم
وتبث في نفوسهم ولو ذرة يأس أو تعاسة!
وإن أفصحوا بكدر لك فكن حكيمًا وحررهم من قيد السلبية لسماء الإيجابية.
8– احذر المبالغة في ردة فعلك تجاه الأمور وتريث وحَكِّمْ عقلك والتفت لضميرك.
9– استمر في تحسين جوانب حياتك
الإيمانية والاجتماعية والعقلية والمادية والصحية، واستمتع بلحظاتها وتسلَّح بالرضا والفأل.
10 – تيقَّن كل اليقين أن السعادة مستودعة لديك
وأنت محركها بما في قلبك ويحمله فكرك ويقدمه فعلك؛ فبادر وابتسم واستبشر.
وقود لحياتك:
«كل شيء في هذه الحياة يمكن أن يكون مصدرًا للسعادة، إذا نظرنا إليه كمصدر للسعادة».
…
طبتم وطابت أوقاتكم
أختكم
هدى بنت ناصر الفريح
“صدر بحمدالله وتوفيقه كتابي(أجمل حياة..رتب ذاتك وارتق بعلاقتك) ويتواجد في كبرى المكتبات”
Twitter:
hudaalfourih@
Facebook:
http://goo.gl/t4xEq