لا نرى أكسيد الكربون بالأعين المجردة، لكن وكالة ناسا أطلقت نموذجًا حاسوبيًا يعرض تصاعد أعمدة أكسيد الكربون وسفرها حول العالم. ويقدم النموذج الحاسوبي البصري عالي الدقة نظرة رائعة على تشكل الغازات في الغلاف الجوي، وحركتها، وتجولها على مدار السنة. ويوثق الفيديو الذي أعدته ناسا بيانات عام كامل من تشكل غاز ثاني أكسيد الكربون وسفره حول العالم. وتكشف عن انخفاضه في فصل الربيع، وبلوغ ذروته حين دخول الشتاء، وكل ذلك في تايم لابس لمدة ثلاث دقائق.
ويُظهر الفيديو محاكاة لاختلافات مستويات أكسيد الكربون بين نصف الكرة الشمالي، والجنوبي، بالإضافة لتقلبات واضحة في تركيزات أكسيد الكربون حول العالم مع نمو النباتات، والأشجار، واختلاف الفصول. وقد تم إنشاء التصور باستخدام آلية “Nature Run” والتي تستخدم بيانات الظروف الجوبة، وانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري من الطبيعة والإنسان.
ويُترك النموذج لمحاكاة سلوك الطبيعة من الغلاف الجوي للأرض من تلقاء نفسه. ويعرض الفيديو سلوك الطبيعة في الفترة ما بين يناير من العام 2006 حتى ديسمبر من نفس العام. وتعرض الألوان تركيز أكسيد الكربون من الأزرق المسود، إلى الوردي، والذي يترواح من 377 إلى 395 جزءًا في المليون. أما الأحمر فيمثل 385 جزءًا في المليون. وتمثل الأعمدة الرمادية انبعاثات أكسيد الكربون.
يبقى نصف أكسيد الكربون المنبعث من استهلاك الوقود في الغلاف الجوي، في حين يتم امتصاص النصف الآخر من اليابسة، والمحيطات. في نصف الكرة الشمالي نرى التركيزات حول مصادر الانبعاثات فوق أمريكا، وآسيا، وأوروبا. أما في نصف الكرة الجنوبي، فيتصاعد أول أكسيد الكربون خلال الصيف، فأعمدة الغازات الضارة تنطلق من الحرائق في أستراليا، وأفريقيا.