بصخرتها الشاهقة التي تحيط بها المياه الزرقاء، تعد جزيرة بانيي جنة تايلاند، لكن المظاهر الطبيعية فيها لم تكن العامل الأساسي في جذب أنظار السياح إليها، إنما كان ملعب كرة قدم عائم. فقد تأثرت السياحة في تايلاند سلبًا بعد أشهر من الاحتجاجات، وانقلاب جيش الماي ماي، وفرض القوانين العرفية، ومقتل سائحين اثنين في جزيرة كوه تاو في سبتمبر الماضي.
لكن في جزيرة بانيي وهي جزء خلاب من مقاطعة “بانجا نجا”، يأتي الزوار الأجانب لتجربة ملعب كرة القدم غير العادي. يقع الملعب بجوار عبَّارة الجزيرة ذات الأغلبية المسلمة. وقد أصبح الملعب كنزًا وطنيًا بعد حملة إعلانية من قِبل البنك التايلاندي عام 2010 والذي حول مجتمع الجزيرة من مجتمع مشهور بالصيد إلى آخر مشهور بكرة القدم.
وقد ركز الإعلان الممول من البنك التايلاندي على نجاحات الفريق المحلي لكرة القدم في جزيرة بانيي على الرغم من الملعب المتهالك. وبعد الحملة الإعلانية بنى سكان الجزيرة بمساعدة السلطات المحلية ملعب كرة قدم جديدًا. وبعد الإعلان الذي تم بثه عام 2011 أصبحت جزيرة بانيي مشهورة على الصعيدين المحلي والدولي بكرة القدم. ولم يساهم ملعب كرة القدم العائم في جذب الزوار، إنما ساهم في الحفاظ على سكان الجزيرة من الهجرة.
وتعد هجرة السكان المشكلة الأساسية في المجتمعات التايلاندية الفقيرة، مع هجرة الشباب لمسافات طويلة للعثور على عمل أفضل أجرًا، لتقديم العون للعائلات الكبيرة في العودة إلى ديارها. لكن شباب الجزيرة استمروا في البقاء، فزاد عدد السكان فيها من 1200 إلى 1800 خلال السنوات العشر الأخيرة. فالوظائف أصبحت أفضل من البر، فيمكن للشباب الحصول على الأموال بسهولة خاصة من قيادة القوارب الصغيرة. وتعهد المجلس العسكري بالقيام بحملات لتنشيط السياحة، والقضاء على هجرة العائلات.