مدن مهجورة
عندما تهجر المنازل وتصبح خاوية إلا من صوت الرياح , تنتقل من مكان لمكان , وتحمل معها صورا من الخيال لأناس كل ماأقترفوه من ذنب هو أنهم كانو هنا , ثم غادروا , تاركين خلفهم أكواما من الذكريات المرة والحلوة تجترها تلك البيوت الخاوية وتلوكها على مدى الأزمان .
متنقلا بين تلك البيوت , هناك بين الشجيرات الصغيرة كانت الجدة تحمل سلتها وتقطف الثمار , وهنا في هذا الزقاق الصغير يجري الولد الشقيّ خلف صديقه عابثين لاهم لهم ولا حزن فقط سعادة لايعرفون سببها . خلف تلك التلة الخضراء يقف الأب والجد حاملين الفأرس والجاروف يزرعون ويحصدون مازرعوه . ورائحة الطعام اللذيذ تنبثق خارجة من المدخنة القرميدية الحمراء في ذلك المنزل الصغير معلنة الإيذان بالرجوع لتناول العشاء .
تبتلع غصة بالكاد نزلت , وأنت تتذكر كل هذا أو على الأقل تحاول إختراع تلك القصص . فلا شاهد من الناس على تلك القصص سوى تلكم الجدران المتهالكة الآيلة للسقوط . ولا رقيب على عقلك وذكرياتك سواك.