كأنها خرجت من قلب أفلام الخيال العلمي ،عندما تراها من الصعب ان تصدق انها طائرة حقيقية ،وأنها أسرع طائرة في العالم وأنها صنعت منذ 50 عام في ذروة الحرب الباردة ،الطائر الأسود هي الإبداع البشري كما ينبغي له ان يكون ،هي طائرة استطلاع اريد لها ان تراقب وتصور وتتجسس وتفر هاربة قبل ان يتمكن الخصم من فعل أي شيء للتصدي لها .
مع تطور انظمة الدفاع الجوي في الستينات ظهرت حاجة سلاح الجو الأمريكي إلي طائرة استطلاع خارقة ،قادرة على التحليق على ارتفاعات كبيرة وبسرعة غير مسبوقة فتم تكليف شركة لوكهيد مارتن ببناء طائرة بهذه المواصفات .
كانت لوكهيد مارتن عند حسن ظن قادة الجيش الأمريكي ،وأعطتهم الطائر الأسود طائرة استطلاع بعيدة المدي تستطيع التحليق على ارتفاع 24000 متر وبسرعة قصوى تبلغ 3500 كم/س .
دخلت الطائر الأسود الخدمة في عام 1964 واستمرت في الخدمة حتى عام 1998 ،صنع منها 32 طائرة تحطمت 12 منها نتيجة حوادث ولم تسقط أي منها نتيجة اعمال عدائية.
يتكون هيكل الطائرة في معظمه من سبيكة التيتانيوم القادر على احتمال درجات حرارة تصل إلي 450 درجة مئوية ،نتيجة تحليق الطائرة فوق ارتفاع 13000 متر لم تكن اقنعة الأكسجين التقليدية للطيارين مجدية ،لذلك تم تصميم بذلة خاصة للوقاية من تأثيرات الضغط المنخفض ،احتوت الطائرة على نظام تبريد قوي جدا لمواجهة الحرارة المرتفعة للسطح الخارجي للطائرة نتيجة احتكاك الطائرة بجسيمات الهواء بسرعة كبيرة جدا .