من اسبوع وحنا نحوس ندور شنطة مناسبة لابني الي بيدخل اولى ابتدائي هذه السنة ان شاء الله، و يانلقى شي غالي مره او كبيره مره يمدي الولد بكبره يدخل فيها.
والمشكلة معنا وقت لان اول اسبوع مافيه دراسة ولا كتب، بس كذا حماس البدايات، يسمى الاسبوع الاول للدراسة بالاسبوع التمهيدي وفي الاسبوع التمهيدي يتطلب حضور الاب مع ابنه لتعويده على المدرسة وازالة الرهبة والخوف منه الطفل.
تكلم مديرك تراني ابتاخر ذا الاسبوع كل يوم ويقعد يذلك شوي لين يوافق، ويتأفف كلما جيت متأخر – الا من رحم الله –
دخلت المدرسة و رحت للمكان المخصص للمستجدين، والمدرسة استعدت لهالحدث السنوي ببعض الكراسي للاباء وفرشت سجاد ليجلس عليه الابناء ثم تبدأ فقرات هذا اليوم .. الذي يبقى في ذاكرة كل طالب.
فقرات الحفل ماتغيرت من اكثر من خمس وعشرين سنة الشيئ الوحيد المختلف هو المدرسين المسئولين عن هذا الحفل، لعبة الكراسي وشد الحبل وقراءة الاناشيد والقران الكريم في المايكرفون وترديد الارقام من واحد الى عشرة وغيرها .. من يون كنت انا في الصف الاول الابتدائي والى يومنا هذا لم تتغير.
وذاك الطفل الي مايوقف من الصياح وكذلك الطفل الجريئ الي يشارك في كل الفقرات والاخر الذي لم يحضر معه ابوه وهنا اتوقف قليلا..
انت ايها الاب ليه ماتتواجد مع ابنك في مثل هذا اليوم، انت او اخوه الكبير او ولي امره .. ترميه في المدرسة بكل قسوة وكانه موب ولدك، بقريح انت و ولدك بس تراه غثنا بالصياح ..ترا كلها كم يوم بتحضر معه ثم تقلع رح لعملك ..
وكذلك اذا صار احد الطلاب المستجدين ابن لاحد المدرسين تلقا انواع المجاملات لهذا الطفل وكل شوي وين نايف هذا ابوك يانايف يا نايف شف ابوك وتلقى ابوه ذا الدب قاعد يضحك ومبسوط هو وولده وماخذين الاهتمام كله وباقي الطلاب ماحد ملتفت لهم..
واذا جت الفسحة جاك طلاب ثاني وثالث يطلون على المستجدين يعنني حنا كبار ويضحكون عليهم .. والي اخوه معهم تلقاه مسوي جاي يتطمن عليه ياستاد ياستاد وشلون اخوي فهد عادي اخذه اوريه اصدقاي على اساس اخوك ايفون..
والمدرسين كل شوي طاب واحد يتميلح قدامنا مسوي انا الي المدرسة واقفه على مجهوداتي..
والمدرسين المسئولين عن الحفل جزاهم الله خير يحاولون يبتكرون يطلعون بشي بس ماش ، هالسنة ابتكرو فكرة كراسة رسم والوان وخل ذا المبزرة يلونون تضيع نص ساعه يفتكون من الغثا شوي .. ويمشون هالاسبوع التمهيدي بالطول والا بالعرض..
وتشوف طلاب الصفوف الثانية في الطابور كل واحد يتثاوب وماله خلق وكنهم شايفين بعض امس عادي سلام بارد وفيهم النوم.. والى يومك وظيفة الطالب اول يوم دراسي هو تسحيب الطاولات في الاسياب ونقلها من فصل الى اخر.
كان التكتيك عند بعض الطلاب الذهينين هو الحضور في اول يوم واختيار موقع مناسب في الفصل واختيار طاولة نظيفة وزينة، تكتيك مميز بس يخربه مدرس بثر يجي بكل برود الطويل ورا والقصير قدام.. طيب وش ذنبي انا جاي بدري وذاك يتندح في اوربا ماداوم الا نصف الاسبوع الثاني من الدراسة.
ترا فكره انك تجلس قدام موب دفارة وتميز لالالا وانما اقرب للباب للطلعة وكذلك المدرس دايم عينه على الطلاب الي ورا لانهم المشاغبين.. هههههه تكتيك ياحبيبي.. ويجيك ذا المدرس البثر يحوس ام الخطة .. لحظة خل نتفاهم طيب
طبعا مازالت الدراسة تبدأ والكتب مااكتملت والامور نفسها .. الشي الوحيد الي تغير ماعاد ينشدون عن الشعر وقص شعرك والا مافيه كتب .. وكذلك عادي يلبسون بدلة موب لازم ثوب..
على طاري الثوب انا من المؤيدين انهم يلزمون الطلاب بالثوب على الاقل زي موحد موب بدلات وخساير وبتتقطع اثناء اللعب والمراكض في الاسياب..
وتستمر محلات المراييل في زيادة الزحمة في شوارعنا في اول اسبوعين دراسيين .. انا ودي افهم ليه كل سنه يغيرون شكل المريول؟ وش الفايدة؟ خله نفسه وخلاص كل سنه نزاحم العالم وتستنزف اعصابنا لين نحصل على المريول وتخلص بعضها وتضطر تدور احد يعرف احد يجيب لك المريول وتواعده في حاره جانبية ومتلطم عشان مايجي واحد يزيد السعر وياخذه.. ليه ماتجي خياطة لكل مدرسة وتاخذ مقاسات الطالبات وبعد اسبوع تجي مره ثانية وتبيع عليهم وخلاص .. زحمه وغثا وشوله..
اثناء انشغالي في كتابة هذه الاسطر، تفاجأت ان الدعوة صارت حوسة وفقرات الحفل فرطت من مسبحة المسؤول والاطفال يتراكضون في كل اتجاه والمدرسين يلوحون لهم بالهدايا أن تعالو وانتظمو بس ماحولك احد الدعوى فهاوة،
على طاري الفهاوة وين ولدي؟!!.. عن اذنكم ابروح ادوره.
قبل 21 سنة كنت صف اول ابتدائي.
أول يوم كان مأساة. عند دخولنا الفصل لأول مرة قاموا بعض الطلاب بالمشاغبة. وجاء شخص وللأسف يطلق عليه معلم فأخرج مجموعة من الطلاب وكنت أنا من ضمنهم. وفكر في عقابنا فرأى أن العصا لا تشفي غليله فنظر إلى باب الفصل وخطرت على باله فكرة شيطانية. فأمر أول طالب بأن يضع يده على عتبة الباب وسوف يقوم المعلم بإغلاقه بقوة على يد الطالب. سحب الطالب يده فأتته صفعة على وجهه وعندها صاحوا الطلاب وبكوا وأصبح المكان كأنه مأتم.
أنقذنا من هذا الموقف المرعب معلم آخر جزاه الله خيرا.
يا ليت كان عندنا أسبوع تمهيدي.
الحمدلله الآن أصبحت معلم ولكن صديق للطالب.