منطقيا، جميع الخلايا الحية معرضة لأن تصاب بالسرطان، لكن هل كنت تعلم أن خلايا الفيل لا تصاب بهذا المرض الخبيث أبدا! فمنذ السبيعنيات، يتساءل العلماء حول سبب مناعة خلايا الفيلة للإصابة بالسرطان، فكما لاحظ العلماء، كلما زاد حجم الكائنات الحية قلت قابلية خلاياها للإصابة بالسرطان!
الفيل أكثر حظا في تجنب الإصابة بمرض السرطان، والسبب!
فقديما اعتقد العلماء والأطباء أنها كلما زاد عدد الخلايا الحية في كائن حي، زادت الفرصة لتحولها إلى خلايا خبيثة وانقسامها بطريقة خارجة عن السيطرة، ما يعني أن فرصة تسرطنها أعلى نسبيا من الكائنات الحية ذات الخلايا الأقل، وهذا ما يمكن أن يحصل مع الفيل منطقيا حسب ما توصل له العلماء قديما، لكن خلايا الفيل تسلك سلوكا معاكسا لما اعتقده العلماء قديما، فالدراسات تشير أن أقل من واحد من عشرين من الفيلة يموت بفعل السرطان، على الرغم أن المرض نفسه يقتل واحد من أربعة بين البشر! فما الذي يحدث؟
أظهرت دراستان حديثتان أن الفيلة أقل عرضة للإصابة بالسرطان ذلك لأنها طورت نسخ جين إضافي يمنع الأورام من النمو والتطور في الجسم بين الخلايا ما يمنع تحول الخلايا إلى سرطانية، ويُعرف هذا الجين باسم (p53) ويُنسخ الجين 20 مرة في المادة الوراثية للفيل، ونجد أن هذا الجين يُنسخ مرة واحدة فقط في المادة الوراثية لباقي الثدييات بما فيها الإنسان.
فقد اهتم الدكتور “جوشوا شيفمان” طبيب الأورام في جامعة يوتا، بدراسة هذه الظاهرة بالمادة الوراثية للفيلة في الوقت الذي كان يجري به دراسة على الأشخاص الفاقدين لجين (p53)، كما لفتت دراسة “شيفمان” العالم “فنسنت لينش” المختص في علم الوراثة التطوري في جامعة شيكاجو، والذي ألقى محاضرة عن جينوم الفيل والبروتين المنسوخ من الجين المذكور، وكلاهما توصلا للاستنتاج الوراثي السابق!
آلية عمل الجين (p53)
عندما تتعرض خلايا معينة في جسم الفيل إلى ضرر معين يهددها بالتحول إلى خلايا مسرطنة، يقوم الجين (p53) بتكوين بروتين يدمر أو يُصلح الخلايا المتضررة، ووجود نسخ عديدة من الجين (p53) يعني أنها أكثر قدرة عل السيطرة على أي تغير مفاجئ على الخلايا ومنع انتشاره في الجسم.
وعلى الرغم من توصل العلماء للسبب الذي يقي الفيلة من الإصابة بالسرطان، إلا أن الدراسة تبقى غير قادرة على تفسير سبب وجود نسخ عديدة من الجين المذكور في المادة الوراثية للفيل حتى اللحظة، كما أن الحيوانات كبيرة الحجم تمتاز بأن لديها أيض أبطأ من الحيوانات الصغيرة على الرغم من زيادة الخلايا عندها، لكنها تنقسم بمعدل أبطأ من الحيوانات صغيرة الحجم ما يمنع خطر حصول طفرات سرطانية.
ويبقى هناك أمل لدى العلماء أن يستعمل الطب المادة الوراثية من الفيل في علاج الأمراض السرطانية لدى البشر في المستقبل، فلو انخفضت الإصابات بالسرطان بين البشر إلى واحد من كل عشرين شخص، سيكون هناك الكثير من الشكر والعرفان يوجه إلى الفيلة على هذا العلاج!
اقرأ أيضا:
أشياء داخل منزلك قد تسبب لك السرطان!