أصبحت جزيرة تيران بعد إعادتها للسعودية محط اهتمام السائحين، سواء المصريين والعرب أو الأجانب، فقد شهدت الجزيرة طوال الأسابيع القليلة الماضية عشرات الرحلات السياحية الوافدة إليها.
صور: رحلة استكشاف جديدة لجزيرة تيران
وفقاً لما جاء في العربية.نت، فإنه في الثامنة من صباح كل يوم ومنذ أول أبريل الماضي وحتى الآن وفي منطقة مارينا بشرم الشيخ الواقعة على بعد 500 كلم من القاهرة، يتجمع مئات السائحين الراغبين في القيام برحلة بحرية إلى الجزيرة السعودية وفي تلك المنطقة المليئة بالكافيهات والحدائق الخضراء وأماكن بيع معدات ومستلزمات الغوص، يصطف السائحون من مختلف الجنسيات في طوابير طويلة انتظاراً لقيام مشرف الرحلة بالحصول على موافقة مكتب الأمن بالمنطقة، حيث يقدم المشرف لضابط الأمن المختص كشفاً بالأسماء مرفقاً به بطاقات هوية السائحين وجوازات سفرهم، وبعدها يصطحب السائحين إلى السفينة التي ستقلهم إلى الجزيرة.
فور الصعود إلى السفينة يقوم المشرف بتعريف الزوار بالرحلة والجزيرة وأهم مناطق الشعاب المرجانية حولها، ويقدم للراغبين في الغوص تعليمات حول كيفية ارتداء الأقنعة وارتداء ملابس الغوص وعمق المياه التي سيتم الغوص فيها، مؤكداً للجميع أن التعليمات تسمح فقط بالاقتراب بنحو لا يقل عن نصف كيلومتر من الجزيرة دون الصعود إليها أو حتى الاقتراب أكثر من ذلك منها.
على الجزيرة لا يوجد سوى عدد قليل من جنود قوات حفظ السلام الدولية تنقلهم للجزيرة طائرة هيلوكوبتر يومياً.
على سطح السفينة يبدأ السائحون في التقاط الصور للجزيرة والمركب الغارق، وهو سفينة غرقت في عام 1981 والتصقت بها الشعاب المرجانية، وتكاثرت والتفت حولها حتى أصبحت منطقة متكاملة من الشعاب النادرة التي يجرم قانون البيئة المصري إتلافها، لذا تم ترك السفينة هكذا دون انتشالها حتى لا تتلف الشعاب التي حولها.
وبالقرب من الجزيرة تتواجد الأسماك الملونة في قاع البحر، ويحرص السائحون الأجانب تحديداً على التقاط صور لها، كما تظهر بعض أسماك البراكودا من حين لآخر والدلافين أيضاً.
يقول الغطاس والمشرف البحري سعيد محمد سعيد، بأنه يتواجد حول تيران جزر أخرى صغيرة هي خشخاشة ومرجانة والجاكسون ريف، والأخيرة تقع في منتصف المسافة بين الجزيرة وساحل شرم الشيخ، وفي الماضي كان مسموحاً للسائحين بالصعود للجزيرة والحصول على حمامات الشمس فوق سطحها، مضيفاً أن الجزيرة من أفضل المقاصد السياحية ويضعها السائحون دائماً ضمن برامج زيارتهم لشرم الشيخ.
ويضيف سعيد أنه يوجد خلف الجزيرة منطقة تسمى العاشق، وكان أهالي المنطقة قديماً يروجون أن أحد الصيادين كان عاشقاً لفتاة، وكان يذهب لتلك المنطقة كل يوم لاصطياد أفضل الأسماك لها حتى جرفته المياه وغرق فيها، ولذلك سميت بمنطقة العاشق.
سامح زهران، غطاس بإحدى السفن التي تقل السائحين للجزيرة، يؤكد أن مضيق تيران يتميز بضحالة مياهه وكثرة التكوينات المرجانية فيه، ولذلك تصدر وزارة البيئة تعليمات منتظمة بعدم الغوص إلا لمسافات معينة حتى لا تتأثر الشعاب المرجانية بالمنطقة، كما أدرجت الوزارة الجزيرة وصنفتها كمحمية طبيعية، مضيفاً أن المضيق الواقع بين تيران ومدينة شرم الشيخ مهم للملاحة البحرية، ويضم مجريين تناسب أعماقهما مرور السفن لخلوهما من الصخور والعقبات الأخرى.
أكد الدكتور عبدالرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بسيناء للعربية.نت، أن الجزيرة تبلغ مساحتها 80 كلم وتبعد عن ساحل شرم الشيخ بنحو 6.5 كلم، مشيراً إلى أن جزيرة تيران أطلق عليها قديماً اسم ايتاب، حيث كانت محطة الجمرك الإمبراطوري في العهد البيزنطي خلال القرن السادس الميلادي لتحصيل الضرائب من القوافل التجارية القادمة من الهند إلى الموانئ البيزنطية.
بعض الخبراء المصريين يؤكدون أن اسم تيران يرجع إلى كلمة “تير” أي موجات البحر وهي كلمة سعودية، فيما يقول البعض الآخر إن معركة كبيرة جرت على أرض الجزيرة في عهد الرومان، واستخدمت فيها الثيران، لذا سميت جزيرة الثيران، ثم تغيرت إلى جزيرة تيران، لكن الحقيقة المؤكدة حول سبب تسمية اسم الجزيرة بتيران غير معروفة حتى الآن.