فيلم ” The Revenant ” “العائد”، أثار العديد من ردود الفعل المختلطة لدى الكثير من النقاد، والذين اختلفوا في تقييم أداء بطله ليوناردو دي كابريو من جهة، وجودة التصوير والإخراج والدقة التاريخية من جهة أخرى.
هذا الفيلم مقتبس عن رواية حقيقية لصياد يدعى “هيو غلاس” والذي نجا من هجوم دب بري عليه. في عام 2011 بدأ المخرج أليخاندرو غونزاليز إيناريتو، و ليوناردو دي كابريو وشون بن مرحلة ما قبل الإنتاج. ولكن حصل بعد ذلك بعض التغيرات بسبب انتاج المخرج إيناريتو لفيلم “بيردمان”، والبحث عن التمويل. وبعد ذلك تم اختيار طاقم التمثيل والعاملين.
في عام 2014 تم دراسة الفيلم بشكل كامل في سبعة أشهر، وتم إختيار أماكن التصوير والترتيب الزمني، كما وتم إضافة 7 مليون دولار في ميزانية الفيلم. وواجه بعد ذلك طاقم الفيلم العديد من المشاكل بسبب ظروف الطقس القاسية، والتي لا يمكن التنبؤ بها، إضافة إلى العواصف الثلجية وغيرها. وبسبب هذا، اضطر الفريق إلى تغيير وقت التصوير مراراً والبحث عن مواقع جديدة.
هنا مجموعة من الصور التي تعرض مشاهد من فيلم The Revenant من وراء الكواليس.
صور: فيلم ” The Revenant ” “العائد” خلف الكواليس
كان فريق التصوير يواجه مشكلة في نقل المعدات إلى مكان التصوير، وقد كان الفريق يقضي أكثر من 40% من الوقت في التنقل من مكان لآخر بواسطة طائرات الهليوكوبتر. مع الأخذ بعين الاعتبار عدم استخدام الإضاءة أثناء التصوير. وكان المخرج ايناريتو يقضي معظم الوقت في التدريب والبروفات لمشاهد الفيلم.
تم الانتهاء من التصوير في أغسطس 2015. حيث زادت ميزانية الفيلم من 60 مليون دولار إلى 135 مليون دولار. وقد حصل الفيلم على مجموعة من جوائز غولدن غلوب، وهو مرشح الآن ل12 جائزة أوسكار.
ربما من أكثر التحديات التي تعرض لها دي كابريو، هي المظهر، والرعاية اليومية له، والتي كانت تستغرق من 4 – 5 ساعات. واللحية التي استغرق نموها 6 أشهر، والأحوال الجوية القاسية أثناء تصوير المشاهد، والتحدي الآخر هو العدد القليل من الحوارات في المشاهد.
ثمة صعوبة أخرى في الفيلم، حيث سعى المؤلف للحفاظ والتركيز على قصة واحدة، وهي ذكريات “هيو غلاس” والمعاناة التي مر بها، ولتدفعه إلى الانتقام. نقطة أخرى تم التركيز عليها في الفيلم وهي عرض الحيوانات والظواهر الطبيعية في تلك المنطقة، إضافة إلى العلاقة بين الهنود والصيادين.
في الواقع فإن دي كابريو فعل الكثير من الأشياء الحقيقية، مثل المشي في درجة حرارة -25، واعتاد على انخفاض حرارة الجسم، وأكل السمك النيء، وكبد الجواميس، وأقاد النار دون أعواد ثقاب، وأطلق النار من سلاح يبلغ عمره أكثر من قرنين من الزمن، والتحدث بلغة الهنود. كما وأصر دي كابريو على أن يظهر في واحدة من أكثر المشاهد إثارة، وهي الغوص في الأنهار الجليدية.
دي كابريو فعل الكثير من المشاهد الصعبة في الفيلم، وعينه على هدف واحد فقط، وهو الحصول على جائزة الأوسكار لأفضل ممثل. لما لا، وهي الجائزة التي طال انتظارها من قِبل دي كابريو. وقد كان دي كابريو سعيد لتأديته هذا الدور الذي منحه إياه المخرج ايناريتو، وهو يأمل أن يحصل على الأوسكار هذا العام.