لثانية واحدة تبدو على ما يُرام ولا تُعاني من خطبٍ ما، في اللحظة التي تليها تدخل في حالة بكاء هستيرية غير معروفة السبب، وفي نفس اللحظة التي تليها، تتوقف فجأةً عن البكاء ويلي ذلك نوبة ضحك لا يُمكن السيطرة عليها! في هذا المقال، نتعرَّض إلى هذه الحالة الطبية الغريبة شائعة الانتشار!
مرض غريب يُدخل صاحبه في نوبة بكاء أو ضحك هستيري مفاجئ!
من المعروف صحيًا أن البكاء مفيد للجسم لقدرته على التخلص من الطاقات السلبية والعواطف السيئة. كذلك الضحك له قدرة عجيبة على شفاء الجسم نفسيًا من الكثير من الاضطرابات.
لكن هل تخيَّلت يومًا أن يُعاني شخصٌ ما من حالة غير طبيعية تجعله غير قادر على السيطرة على بكائه وضحكه؟ هذا بالضبط ما يُعاني منه المُصابون باضطراب طبي يُسمى “PseudoBulbar”، أو اختصارًا “PBA”.
PBA هو مرض يجعل من يُصاب به غير قادر عى التحكم بالبكاء والضحك. هذا المرض الغريب يُؤثر على حوالي مليوني أمريكي، وربما سبعة ملايين آخرين لديهم أعراض قريبة من توصيف المرض، وفقًا لما جاء في موقع PBAinfo.org.
كيفن غافني، مدير العلوم العصبية في مستشفى وودلاندز ميموريال هيرمان، يوضح كيف للمصاب بالمرض أن يبدأ بالضحك بشكل مفاجئ وهستيري دون أي سببٍ وجيه بعد أن كان يجلس بهدوءٍ تام.
الأشخاص المُصابين باضطراب “PBA” قد لا يُدركون أفعالهم عند الضحك أو البكاء، وإن كانوا مدركين لذلك، فهم لا يعملون السبب وراء هذا التصرف العشوائي الغريب.
وعادةً ما يُصاب كبار السن بهذه الحالة الطبية، نظرًا إلى أنها خلل مرتبط بالدماغ. كما وأن العديد من الأمراض الدماغية قد تؤدي إلى الإصابة في نهاية المطاف بمرض PBA، مثل: السكتة الدماغية، التصلب المتعدد، و ALS.
كما ويُمكن أن تُسبب أورام دماغية اضطراب PBA في أي سن، كما نشرت الطبيبة “فيونا غوبتا”، أخصائية طب الأعصاب في المركز الطبي بجامعة هاكنزاك، والتي عملت على حالات مختلفة عانت من مرض PBA.
بشكلٍ عام، فإن ما يحصل للدماغ هو تأثير على الفص الجبهي للدماغ مما يُضعف القدرة على التحكم بالعواطف أو التعبير عن المشاعر بطرق مناسبة وفي الأوقات المناسبة.
أما العلاج، فحتى اللحظة لم يتم التوصل إلى علاج نهائي لهذه الحالة الطبية. ويُمكن القول أن التخفيف من أعراض المرض تكمن عبر العلاج الطبيعي، مماراسة الرياضة، وأحيانًا تناول بعض العقاقير الطبية المسؤولة عن تخفيض أنشطة الدماغ.
أما الأهم من العلاج، فهي طريقة التعامل مع المريض وإشماله في أنشطة مجتمعية حتى لا يشعر بأنه في معزلٍ عن العالم الخارجي. كما أن هناك دور رعاية متخصصة في أوروبا وأمريكا للتعامل مع المصابين بمثل هذه الاضطرابات.
اقرأ أيضًا: