مع التطور الكبير في التكنولوجيا الطبية، أصبح علاج العديد من الأمراض والاعتلالات الصحية أمر سهل بفضل تطور تقنيات الطب وإجراء عمليات جراحية نوعية تُحدد الخلل بدقة وتعمل على إصلاحه. لكن العديد من العمليات الجراحية لم نسمع عنها من قبل أو لم نتوقعها رغم أن بعضها كان يُجرى منذ قرون طويلة. تعرف على أكثر العمليات الجراحية غرابة في تاريخ الطب!
عمليات جراحية لم تكن تعلم أنها ممكنة!
زراعة الحلق
في عام 2011م، تمكن الجراح السويدي باولو ماكيريني في مستشفى جامعة كارولينسكا من زراعة أول قصبة هوائية اصطناعية باستعمال الخلايا الجذعية لمريض. في الوقت الذي اعتُبرت فيه العملية ضربة قوية في عالم الطب، فقد فتحت الباب أمام عالم جديد من زراعة الهياكل الاصطناعية. ومنذ عام 2011م، تم إجراء سبعة عمليات مماثلة على مرضى آخرين في المستشفى، لكن الصدمة أن ستة من أصل ثمانية من المرضى الذين أُجريت لهم العملية هم الآن جثث! ما أوقع المستشفى في فضيحة طبية ومأزرق كبير، الأمر الذي أدى لاستقالة رئيس المعهد، كما اتُهم الجراح السابق بتزوير سيرته الذاتية!
تطويل الأطراف
Distraction osteogenisis أو عملية تطويل الأطراف، والتي وُضعت أصلا من قبل الطبيب أليساندرو كوديفيلا لإعادة بناء تشوهات الهيكل العظمي. وعلى الرغم من أنها عملية محفوفة بالمخاطر، لكن تم إجراؤها لأشخاص يعانون من التقزم أو لأطفال وُلدوا بساق أطول من الأخرى. اليوم، تعتبر عمليات تطويل الأطراف من العمليات التجميلية واسعة الانتشار، يمتهنها عدد قليل من الأطباء في الولايات المتحدة. وهي عملية مكلفة يُمكن أن يصل سعرها إلى أكثر من 85 ألف دولار، وهو سعر مرتفع لإضافة بوصة أو اثنتين للساق!
عملية استئصال اللسان
الاستئصال الجراحي لنصف اللسان هو إجراء علاجي لعلاج سرطان الفم تحت التخدير العام، ويمتد تاريخ هذه العملية إلى القرنين الـ18 و 19، حيث كان يُجرى هذا الإجراء من قبل أطباء العصرين الماضيين لعلاج مشاكل التأتأة! الطبيب البروسي J.F. Dieffenbach اعتقد أن شق جذر اللسان يُمكن أو يُوقف تشنج الحبال الصوتية، لكن للأسف، العلاج لم يُجدِ نفعا وبعض المرضى نزفوا حتى الموت أما البعض الآخر فقد فقدوا القدرة على النطق!
إيقاف التعرق
عملية جراحية يتم عبرها إزالة أجزاء من جذع العصب الودي لعلاج حالات التعرق المفرطة. كما أنها قد تعتبر عملية تجميلية لعلاج الاحمرار المفرط بالجلد. أما الآثار الجانبية للعملية فهي آلام بالعضلات، خدر، متلازمة هورنر، ارتفاع بحرارة الأطراف، تعب. كما يشعر المريض وكأنه يعيش في جسدين منفصلين.
ثقب الرأس
كان ثقب الجمجمة يُستعمل كعلاج للصداع النصفي والاضطرابات النفسية الأخرى. وكان هذا العلاج منتشرا في العصور الوسطى، حيث كان يتم ثقب جمجمة كل شخص يتصرف بطريقة غريبة كوسيلة لإخراج الأرواح الشريرة من الجسم. بعض الأبحاث تُشير إلى أن هذه الظاهرة لا زالت تُستعمل في بعض المناطق بالعصر الجديد!
توسيع حوض الحامل
من العمليات الأخرى التي كانت تُجرى منذ العصور الوسطى، عملية توسيع حوض السيدة الحامل بما فيه الكفاية لمرور الطفل عند الولادة. وكانت هذه الممارسة الطبية قد انتشرت بنطاق واسع بين عامي 1940s حتى 1980s، وذلك قبل أن تقرر لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن هذا الإجراء الطبي إجراء قاسٍ وبشع ومهين. لكن ومع حلول هذا القرار، كانت قرابة 1500 سيدة خاصة من إيرلندا قد خضعن لهذه العملية والكثير منهن يشتكين حتى اللحظة من صعبوة ممارسة الحياة بشكل طبيعي وآلام مزمنة. فقد كانت إيرلندا هي البلد الوحيد الذي استعمل إجراء التوسيع بالمناشير بدلا من إجراء عملية قيصرية تقليدية.
قطع الجزء السفلي من الجسم
عملية استئصال نصف الجسد، أو بتر كامل الجسم تحت الخصر بما في ذلك الساقين والأعضاء التناسلية وعظم الحوض والجهاز البولي! فهي عملية مرعبة أول من استعملها هو الدكتور جيفري جانيس كعلاج أخير للمرضى الذين يعانون من أمراض قاتلة كالسرطان أو المضاعفات الناجمة عن تقرحات في منطقة الحوض. كما تم إجراء الجراحة على بعض جرحى الجيش الأمريكي الذين قاتلوا في العراق وأفغانستان. وبينت دراسة نُشرت عام 2009م، أن الجراحة كانت سببا في حياة العديد من جرحى الحروب.
شق الدماغ
عملية محفوفة بالمخاطر يتم عبرها شق الدماغ إلى قسمين واستئصال نصف الكرة المخية. وكان أول من أجرى هذه الجراحة هو جراح الأعصاب الرائد والتر داندي. وخلال الفترة بين عامي 1960s إلى 1970s، كانت العملية نادرة ومحفوفة بمخاطر المضاعفات وحصول الالتهابات العميقة، لكن هذه الأيام تطور إجراء العملية ويتم إجراؤها على بعض مرضى الصرع. وغالبا ما تُجرى العملية على الأطفال لمرونة أعصابهم ما يسمح للخلايا العصبية في الجانب الآخر من الدماغ بتولي وظائف النصف المقطوع.
زراعة السن في العين
جراح العيون الإيطالي بينيديتو سترامبيلي هو أول من أجرى هذه الجراحة المعقدة والمعروفة علميا باسم Osteo-odonto-keratoprosthesis. وهو إجراء طبي يُجرى لاستعادة الرؤية وإصلاح أنسجة العين التالفة. وتتم العملية على ثلاث مراحل، الأولى: يتم إزالة الأسنان من فم المريض، الثانية: يتم إنشاء قرنية اصطناعية من أنسجة الأسنان المقطوعة، وأخيرا: تُزرع الصفيحة الجديدة في خد المريض قبل زراعتها في العين. وتقوم الفكرة على أن الجهاز المناعي لن يهاجم الجزء المزروع لأنه من نفس أنسجة الجسم.
زراعة الرحم
أجرى أطباء في السويد تسع عمليات زراعة رحم ناجحة. خمسة من تلك العمليات أثمرت بالحمل والولادة. وكانت جميع السيدات في سن الثلاثينيات من عمرهن ممن وُلدوا بدون رحم أو تمت إزالته بسبب سرطان الرحم.
اقرأ أيضا: