من Freddy إلى Chucky وJason وأفلام أخرى عديدة يجمعها صفة رئيسية بارزة، وهي الرعب في كل مشهد من مشاهدها. وعلى الرغم من الكوابيس التي قد تُسببها لنا لعدة أيام، إلا أننا نجد متعة غريبة ومُحببة في مشاهدة أفلام الرعب والحرص على متابعتها.
تبيّن أن هناك أسباب علمية وراء حبّنا للأفلام المخيفة. هذه الأفلام والمشاعر التي تُصاحبها لها تاثيرات قوية على جسمك وعقلك وحتى الهرمونات. وكان موقع The Healthy قد شارك 7 تأثيرات غير متوقّعة لمشاهدة أفلام الرعب على جسمك.
كيف تُؤثّر أفلام الرعب على جسمك وعقلك؟
الجزءان من الدماغ يتواصلان معًا
“هناك جزءان من الدماغ يُشاركان في ردة فعلنا على مُحفّزات مشاعر الخوف”، يُوضّح ماثيو برايس، مهندس أبحاث في قسم الطب النفسي والعلوم السلوكية في كلية طب هيلث ماكغفرن في هيوستن، والذي يقيس الاستجابات الفسيولوجية البشرية لمحفزات الخوف مثل أفلام الرعب.
كل من قشرة الفص الجبهي prefrontal cortex، المسؤولة عن الوظائف الإدراكية رفيعة المستوى، والجهاز الحوفي limbic system، حيث تقع اللوزة الدماغية، وهي الجزء الذي يُضيء في صورة الرنين المغناطيسي عندما تُواجه شيئًا مخيفًا، يتّحد النظامان معًا للإشارة إلى مدى الخوف الذي يجب أن تكون عليه بالفعل، ويُساعدانك على التمييز بين الخوف الحقيقي الذي يُعرّض حياتك للخطر، أو الخوف الخيالي كالذي نختبره من مشاهدة الأفلام المرعبة.
ردة فعل جسمك تجاه الخوف “fight-or-flight response”
سواء كانت ردة فعلك على موقف مرعب حقيقي أو تجاه فيلم رعب، فإن جسمك يتفاعل مع هذه الأحداث التي تُحفّز مشاعر الخوف من خلال منطقة في الدماغ تُسمى تحت المهاد hypothalamus، وهي المسؤولة عن درجة حرارة الجسم ومعدل ضربات القلب. سوف يتسارع نفسك، وتزداد معدل ضربات قلبك. كل هذه الاستجابات المفاجئة ستحدث حتى لو لم تكن في خطر مميت، لكنها ستكون خفيفة عند متاعبة فيلم مرعب.
يُصبح عقلك فارغًا
جريج سيجل، وهو أستاذ مشارك في علم النفس في كلية الطب بجامعة بيتسبيرغ، أوضح أن تأثير أفلام الرعب على الناس يُشبه إلى حدٍ كبير تأثير تمارين التأمل وتمارين اليوغا التي تعمل على إفراغ عقلك تمامًا من كل الاهتمامات اليومية الأخرى لتأخذك إلى بقعة فراغ تستطيع أن تهدأ فيها. قد يبدو الأمر غريبًا، لكنه حقيقي! لأفلام الرعب تأثير مهدّئ على عقلك بإدخاله في حالة الفراغ دون أن تلتمسَ ذلك.
الحصول على دفعة كورتيزول مفاجئة
هذا ليس أمرًا سيئًا بالضرورة، كما يقول الدكتور سيجل. حيث علّق على ذلك بأن الإجهاد المزمن الذي يُؤدي إلى رفع مستوى هرمون الكورتيزول يختلف عن دفعة الكورتيزول المفاجئة التي تحصل عليها عند مشاهدة فيلم رعب. هذه الحالة من الإثارة العامة ستسمح لعقلك بالمعالجة العاطفية، وهو ما يُعرف بالإجهاد الجيد.
الوصول إلى العواطف “المحظورة”
قد يُنظر إلى الخوف والشفقة على أنها مشاعر محظورة على الذكور دونًا عن الإناث في بعض المجتمعات، ولا يُسمح للرجال بالتعبير عن هذه المشاعر أمام أحدٍ ما. مشاهدة الأفلام المرعبة تسمح بالتنفيس عن هذه المشاعر وقبولها من الآخرين.
كما أن التعبير عن مشاعر الخوف التي تُعتبر من العواطف السلبية، أمر جيد من وقتٍ لآخر لأنها تُساعد أجسامنا على التأقلم مع المشاعر التي لدينا بطريقة أفضل.
مساعدتك في تهدئة القلق
قد تعتقد أن أولئك الذين يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة واضطرابات القلق والرهاب الاجتماعي يُنصحون بعدم مشاهدة الكثير من المشاهد المخيفة، لكن العكس قد يكون صحيحًا، كما يقول الدكتور سيجل. فالأفلام المخيفة قد تكون وسيلة لمساعدة الأشخاص على استعادة مشاعر الخوف في بيئة آمنة وفق شروطهم الخاصة، والسماح لتلك المشاعر بالخروج والتنفيس عنها، ما يُقلل من مستويات القلق والتوتر، على حد تعبير الدكتور سيجل.
تعزيز صحة جهاز المناعة
من كان ليظن أن مشاهدة أفلام الرعب قد يكون لها تأثير إيجابي على جهاز المناعة! يبدو أن هذا الأمر فيه شيء من الحقيقة. فقد وُجد أن عدد كريات الدم البيضاء قد ازداد بشكل ملحوظ في عينات دم مشاركين في دراسة أجرتها جامعة كوفينتري في بريطانيا بعد مشاهدتهم أفلام مرعبة. وتزداد نسبة كريات الدم البيضاء في الدم كرد فعل عند حدوث التهاب أو عدوى. كما أن زيادة إفراز الأدرينالين الحاصلة تؤثر كذلك وتزيد من نسبة كريات الدم البيضاء وذلك لأن الأدرينالين يؤثر بطبيعة الحال على جهاز المناعة.
اقرأ أيضًا: