يعتبر الكحول الطبي من أبرز وأهم مستلزمات الإسعافات الأولية عند التعرض لجرح أو كشط في الجلد. فهو معقِّم موضعي يُوضع على المنطقة المصابة لتطهيرها من الجراثيم والبكتيريا قبل تضميد الجرح.
وحيث أن الكحول الطبي يمنع التهاب الجرح من الداخل والخارج، لكن لمهمته هذه ثمنٌ يعرفه الكبير والصغير. فبمجرد أن يُلامس السائل الجرح، حتى تشعر بحرقة شديدة ومؤلمة.
فهل طريقة عمل الكحول في مكافحة البكتيريا والجراثيم هي السبب في الشعور بهذه الحرقة؟
لماذا نشعر بالألم عند وضع الكحول على الجروح ؟
ليس لمحاربة البكتيريا وقتلها أي علاقة بالألم المصاحب لفرك الجروح بالكحول، إنما يعود ذلك إلى آلية تعامل أجسادنا مع اختلاف دراجات الحرارة المفاجئة.
إذ تحتوي بشرتنا على نوعٍ خاص من البروتينات تُسمى مستقبلات VRI التي تعمل على تنبيه الدماغ عند التعرض إلى درجات حرارة عالية.
وعلى الرغم من أن سكب كحول بارد على الجرح لا ينبغي أن يُثير ردة فعل لعدم اختلاف الحرارة داخل الجسم، إلا أنه يؤثر على مستقبلات VRI العصبية.
حيث يعمل كحول فرك الجروح على تخفيض الحد الأدنى للحرارة التي تستشعرها الخلايا العصبية VRI، والتي تتأثر عادةً بدرجات الحرارة العالية، مما يجعل هذه الخلايا تتنبه بدرجة حرارة الجسم الطبيعية وتنقل السيالات العصبية المسببة لحس الحرق والألم.
ووجد الباحثون أن الكحول يُقلل من درجات الحرارة التي تستشعرها مستقبلات VRI العصبية بمقدار عشر درجات تقريبًا حول الأنسجة الملتهبة ما يؤدي إلى تنشيط سريع لمستقبلات VRI، ولذلك تشعر بالألم والحرقة سريعًا بمجرد ملامسته للجلد.
كيف يُمكن تجنب الحرقة من استعمال الكحول ؟
لا يُوجد طريقة تمنع بها عمل المستقبلات العصبية أو تُثبطها عند استشعارها لحرارة الكحول الباردة. لكن وفقًا للباحث روبرت كيرسنر في الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية، فإنه يُمكن تجنب حرقة تعقيم الجرح بالكحول عبر تخطي هذه الخطوة وغسل الجروح بالماء فقط.
وعلل ذلك بأن الكحول ومثله من السوائل المعقمة مثل اليود أو بيروكسيد الهيدروجين، تقتل الخلايا السليمة إلى جانب البكتيريا والجراثيم. لذلك، فإن الطريقة الأكثر فعالية للتخلص من الجراثيم دون إلحاق الأذى بالأنسجة السليمة عبر شطف الجرح بالماء.
اقرأ أيضًا: