بالنسبة للكثير من الناس، يُعد الخريف فصل السحر والجمال حيث تبدأ الليالي المريحة المُضاءة بالشموع بنكهة اليقطين. أما بالنسبة لأشخاص آخرين، فإن فصل الخريف هو فصل الاكتئاب وارتفاع مستوى القلق والأرق الليلي. هذا الاكتئاب يرتفع بنسبة كبيرة ويُمكن ملاحظته بالنسبة للأشخاص الذين يُعانون من القلق الشديد والحساسية “HSPs” ومن يُعانون من الاضطراب العاطفي الموسمي “SAD”. فالتغييرات الموسمية العديدة والتغييرات في أنماط الحياة التي تُصاحب فصل الخريف يُمكن أن تُسبب ما يُعرف باسم “قلق الخريف Autumn anxiety”.
وعلى الرغم من أن مُصطلح Autumn anxiety قد يبدو حديثًا، حيث تمت صياغته في عام 2005، إلا أن القلق الموسمي ليس بالأمر الجديد. حتى بالنسبة لأولئك الذين لا يتعاملون مع اضطرابات القلق أو الاضطرابات العاطفية، فالأسابيع الأولى من فصل الخريف يُمكن أن تُثير مشاعر العصبية لديهم. وهذا ليس مستغربًا كون فصل الخريف هو فصل التغييرات في أنماط الحياة، من حيث قِصر النهار والعودة إلى المدارس والوظائف، ويُصبح الطقس أكثر برودة ويميل الناس إلى الجلوس بالمنزل أكثر حيث يزيد وقت الفراغ. كل هذه العوامل بلا شك سترفع من مستويات القلق لدى الشخص.
لحسن الحظ، يُمكن التعامل مع هذه الظاهرة الموسمية بطريقة سهلة إن كُنت تعلم ما الذي يُسبب قلق الخريف في المقام الأول.
لماذا نشعر بالاكتئاب والقلق أكثر في فصل الخريف؟
أيام أقصر!
مع بدء النهار بالقِصَر، ينخفض وقت تعرّضنا لأشعة الشمس، ما يجعل الناس يُعانون من أعراض الاكتئاب، التي تكثر بشكلٍ عام في فصلي الخريف والشتاء. ويُمكن أن يُترجم ذلك إلى الانخفاض في نسبة فيتامين “د” الذي نكتسبه من أشعة الشمس. فالعديد من الدراسات ربطت بين نقص فيتامين “د” والقلق والاكتئاب. ويُمكنك التغلب على هذه المشكلة بتناول مكمّلات فيتامين “د” لمكافحة أعراض الاكتئاب.
بداية السنة الدراسية
يُمكن أن تُثير العودة إلى مقاعد الدراسة الاكتئاب ليس فقط بالنسبة للطلاب، بل للآباء كذلك. فالتغير في نظام الحياة بعد عطلة ليست بالقصيرة قضاها الناس بين الشواطئ والاستمتاع في المنتزهات والألعاب الصيفية، ثم الانتقال إلى صخب المدرسة والاستيقاظ الباكر والتغيير في مواعيد النوم سيجلب بلا شك المشاعر السلبية، وما يُضاعفه هو التغيير في الطقس وقِصر الأيام.
الحساسية الموسمية
وجدت دراسة أُجريت عام 2009 أن العملية التي يمر بها الشخص عندما يقاوم جسمه العدوى تبدو كأعراض الإصابة بالاكتئاب أو الهوس. وقد وجدت دراسات أخرى أن التغيرات في أعراض الحساسية خلال مواسم حبوب اللقاح المنخفضة والمرتفعة ترتبط بارتفاع درجات القلق والاكتئاب. يحدث هذا على الأرجح لأن الحساسية تهاجم الجهاز المناعي، ويستجيب الجسم بضخ السيتوكينات (البروتينات التي تشير إلى التهاب خلايانا) عبر مجرى الدم. لذلك إن كنت تعاني من الحساسية الخريفية وقلق الخريف، فاعلم أن علاج الحساسية لديك سيساعدك على علاج القلق لأيضًا.
ممارسة الرياضة بوتيرة أقل
لسوء الحظ، قد يكون من الصعب الاعتياد على ممارسة الرياضة خلال الخريف لعدة أسباب. فمن يُفضّلون الركض في الهواء الطلق لن يتمكنوا من ذلك بسبب التغييرات في ساعات النهار والليل والظروف المناخية المتقلّبة في الخريف. حتى إن كُنت تُمارس الرياضة في أماكن مغلقة، تظل الرياضة صعبة في أوقات الخريف.
تحمل مسؤوليات جديدة
إن آخر ما يحتاج إليه شخص يُقاوم القلق هو جدول يومي مُزدحم بالمهام، ما يُشكّل تحديًا كبيرًا مع الوقت القصير في النهار. الخريف هو فصل المسؤوليات حيث تبدأ الدراسة والوظائف الجديدة، ويُصبح وقتك ضيقًا للغاية ما ينعكس سلبًا على صحتك النفسية.
بالنهاية، يُمكنك عزيزي القارئ أن تنظر إلى “قلق الخريف” باعتباره فترة قصيرة وستمر لأنها مرتبطة بطقس معيّن لن يدوم للأبد. حاول أن تُحافظ على روتين حياة هادئ وأن تُعطي لنفسك وقت فراغ تُدلل به نفسك في هذا الجو المُقلق.
اقرأ أيضًا: