ما الفرق بين الواقع الافتراضي والواقع المعزز؟

برزت العديد من التقنيات الحديثة في عصرنا الحالي والتي كانت في يومٍ من الأيام مجرد ضربٍ من الخيال. من ضمن هذه التقنيات تقنية الواقع الافتراضي، التي تنقلك من العالم الواقعي إلى عالمٍ آخر مبني على الخيال تعيشه كأنك في الواقع، تتحكم به وتتحرك فيه بحرية لدرجة تُثير لديك الشك بأن ما تراه مجرد خيال!

إلى جانب هذه التقنية العظيمة التي استُعملت في مجالات مختلفة، برزت تقنية أخرى موازية لها عُرفت باسم الواقع المعزز AR. تقنية جديدة قلبت موازين الحياة الواقعية بقدرتها على إضافة تفاصيل عديدة إلى عالمك الحقيقي. وبين الواقع الافتراضي والواقع المعزز، هناك اختلافات شاسعة رغم تقارب المصطلحات.

في هذا المقال، نصحبك في جولة تعريفية ممتعة وأبرز الفروقات بين تقنيّتيْن عظيمتيْن باتتا تُستعملان بشكلٍ متزايد في التكنولوجيا، وتُبنى على أساسها العديد من الأجهزة في محتلف المجالات، كالطب والفضاء والتعليم….إلخ.

 

الواقع الافتراضي Vs الواقع المعزز !

ما هو الواقع الافتراضي Virtual Reality ؟

يُمكن إجمال الأمر بأن الواقع الافتراضي هو عالم يصنعه الحاسوب بطريقة مجسّمة ثلاثية الأبعاد، بحيث يُمكنك أن تتحرك فيه وتعيش مغامرات عديدة خلاله بالاستعانة ببعض الأجهزة التقنية المرافقة، كخوذة الرأس المخصصة أو النظارات والسماعات وقفازات خاصة تُمكّنك من مسك الأشياء في عالمك الوهمي.

يتم تطوير تقنية الواقع الافتراضي من خلال برمجيّات متطوّرة تُحاكي ألعاب الفيديو، مع اختلافٍ واحد، وهو أنك جزء من هذه اللعبة! حيث يُمكنك أن تتحكم فيما تراه وأنت داخل اللعبة أو الفيديو بواسطة نظارات الواقع الافتراضي VR headset التي توفّر لك هذه التجربة مع الاستعانة بتطبيقات خاصة تدعم هذه التقنية VA apps يُمكن تحميلها من خلال الحاسوب أو الهاتف.

في العالم الافتراضي، أنت محكومٌ بالحدود المحيطة. بمعنى أنك لن تتمكّن من الذهاب أبعد من المشاهد التي يُوفرّها الواقع الافتراضي. كما أنك لن تتمكّن من التفاعل مع العالم الحقيقي طالما أن نظارة الواقع الافتراضي على رأسك والتطبيق لا يزال يعمل. ولا يُمكنك أن تخرج من عالمك الوهمي سوى بخلع نظارة VR أو إغلاق التطبيق الذي وفّر لك البيئة المجسّمة الوهمية.

اليوم، العديد من تقنيات الواقع الافتراضي أصبحت متاحة في الأسواق وبأسعار تنافسية. من أشهر هذه الأجهزة التقنية، نظارة Oculus Rift التي تعتمد على أجهزة الحاسوب لتوفير البيئة ثلاثية الأبعاد. تُتيح النظارة مشاهد بزاوية رؤية 360 درجة وبوضوح 1080 بيكسل، وعرض بنسبة منخفضة بتقنية OLED.

جهاز آخر شائع الاستعمال في تقنية VR وهي نظارة Samsung Gear VR، والتي تُوظّف تقنيات سامسونج في العرض مثل هاتف Note 4، الذي يُستعمل لتوفير برمجيّات الواقع الافتراضي لنظارة Gear VR، ثم يتمتّع المستخدم بتجربة VR بدقة (2560*1440 بيكسل) ورؤية بزاوية 96 درجة ومعدّل تحديث 60 هيرتز. المميّز في هذه النظارة أنها منخفضة السعر ما يجعل امتلاكها سهلًا، خاصةً إن كُنت تمتلك هاتف Note 4.

اقرأ أيضًا: كيف تعمل تقنية الواقع الافتراضي ؟

 

ما هو الواقع المعزز Augmented Reality؟

على الجانب الآخر، برزت تقنية حديثة أخرى تُشبه إلى حدٍ كبير تقنية الواقع الافتراضي، لكن مع اختلاف جوهري بارز، وهو أن المستخدم سيتمكّن من رؤية مشاهد وهمية في محيطه الحقيقي بعرض 2D و 3D، حيث تندمج المشاهد مع الواقع الحقيقي للمستخدّم لتُنتج ما يُعرف بالواقع المعزز أو AV.

يُمكن توظيفة هذه التقنية في عرض بعض المعلومات والتفاصيل عن أشياء حقيقية في العالم الحقيقي. مثل عرض درجات الحرارة للمدن على خريطة افتراضية تظهر للمستخدم في عالمه الحقيقي، أو عرض أماكن وجود المطاعم في منظور حقيقي للمستخدم بعرض 3D وهكذا.

تمامًا مثل VR، فإن تشغيل AR يحتاج إلى تطبيقات خاصة وبرمجيات متخصصة تدعم هذه التقنية. هذه البرمجيات تعمل على دمج الواقع الفعلي للمستخدم مع تفاصيل وهمية ولا تفصله عن الواقع، على عكس تجربة VR التي تنقل المستخدم إلى عالم منفصل تمامًا عن عالمه الحقيقي.

من المُذهل أن تقنية AR تم توظيفها في العديد من الأشياء، أكثرها شهرةً الألعاب مثل لعبة بوكيمون جو، لكن من خلال شاشة الهاتف المحمول وليس نظارات خاصة. حيث تظهر لك البوكيمونات في نفس البيئة المحيطة بك! كما تم استخدام AR في العديد من أفلام الخيال العلمي، مثل فيلم Wall-E وبعض أفلام هوليوود مثل Avatar، Iron ، Minority Report.

أما عن الأجهزة الحديثة التي تدعم هذه النظرية، نظارة Hololens من مايكروسوفت التي يُميّزها أنك لن تحتاج لإقرانها بأي أجهزة خارجية لبدء تجربة الواقع المعزز. فهذه النظارة تضم حاسب holographic في العدسات يخلق لك تجربة تفاعلية ثلاثية الأبعاد في عالمك الحقيقي.

المذهل في الأمر أن كلا تقنيّتي VR و AR ليستا وليدتا العصر الحالي، إنما ظهرتا منذ منتصف القرن الماضي، لكن بأساليب مختلفة نظرًا لافتقار التكنولوجيا في ذلك الوقت للعديد من الأجهزة الحديثة التي تدعم كلا التقنيّتين.

حيث كانت كلا التقنيّتيْن تُستعملان بطريقة أبسط وأقل تطورًا في محاكاة الواقع لأغراض التدريب العسكري أو الطبي أو في مجالات الفضاء وتدريب الروّاد على المهمات في الفضاء الخارجي.

 

المصادر

1 ، 2

Exit mobile version