هل سبق لك أن ذهبت إلى مطعم يقدم الطعام الحار بشكلٍ خاص؟ بالتأكيد فعلت! خلال تلك التجربة، هل شاهدتَ أشخاصًا يتصببون عرقًا بينما يتناولون الطعام المليء بالتوابل والشطة والصلصة الحارة؟
قد تسأل نفسك: “لماذا يُصر على تناول الأكل الحار؟”، أو “ما الهدف من تعريض نفسه لهذا النوع من التعذيب؟”
قد يُخبرك عشّاق الطعام الحار أنهم مدمنون على النكهة والإحساس الذي تولّده الحرارة، لكن يبدو أن هناك سببًا آخر يجذبهم إليه، فهو صحي للغاية!
مقالات ذات صلة: لماذا يدمن البعض على تناول الفلفل؟
الطعام الحار صحي! كيف ذلك؟
لا تستغرب ذلك! فالعديد من الدراسات ربطت بين الفلفل والفوائد الصحية، ما رفع من شعبية الأطعمة الحار الغنية بالشطة والفلفل!
حيث تُعتبر مادة الكابسيسين الكيميائية “capsaicin” مصدر الحرارة والفوائد الصحية العديدة في الفلفل.
تاريخيًا، كانت إضافة الشطة والتوابل الحارة إلى الطعام أسلوب معروف في حفظ الطعام قبل اختراع التبريد.
إذ تمنع خصائص الكابسيسين المضادة للميكروبات من حوالي 75% من نمو البكتيريا.
كما أن إضافة هذه المواد إلى الغذاء تُساهم في حمايتنا من التسمم الغذائي. هل كُنتَ تعلم ذلك؟
إضافةً إلى الفوائد السابقة، نستعرض في هذا المقال 10 فوائد غير متوقّعة للفلفل والطعام الحار لتُحفّزك على إضافة الشطة إلى وجبتك القادمة!
10 فوائد غير متوقّعة من تناول الطعام الحار!
الفلفل مفيد للجهاز الهضمي
قد يبدو هذا غير منطقي، لكن الكابسيسين الموجود في الفلفل يعمل كمضاد للتهيج. تم إخبار هذه الحقيقة على أشخاص يعانون من القرحة منذ سنوات بتجنب الأطعمة الحارة، لكن الأبحاث كشفت أن الفلفل مفيد للقرحة.
يوفّر مسحوق الفلفل كميات ضئيلة من مضادات الأكسدة والمواد الكيميائية الأخرى للمساعدة في حل مشاكل الجهاز الهضمي كشفاء اضطراب المعدة وتقليل الغازات المعوية وعلاج الإسهال والعمل كعلاج طبيعي للتشنجات.
وذلك عن طريق تقليل الحموضة في الجهاز الهضمي التي تسبب القرحة. كما أنه يساعد على إفراز اللعاب ويحفز عصارة المعدة التي تساعد على الهضم.
يُساعد على تقليل الوزن وحرق السعرات الحرارية
تبين أن كل هذا التعرق الذي تقوم به أثناء تناول الأطعمة الغنية بالتوابل يخدم غرضًا حقيقيًا، وهو حرق السعرات الحرارية!
وفقًا لدراسة نشرتها نيويورك تايمز، فإن تناول طبق من الطعام الحار يزيد من معدل حرق الجسم للسعرات الحرارية بنسبة تصل إلى 8٪.
بعبارةٍ أخرى، فإن التعامل مع كل هذه الحرارة يجعل عملية الأيض تعمل بشكل أسرع.
وجدت دراسات أخرى أن الأشخاص الذين يتناولون المقبلات الحارة يستهلكون سعرات حرارية أقل عند وصول الطبق الرئيسي.
لذا، إن كنت تتطلع إلى التخلص من بضعة كيلوجرامات، فقد ترغب في إضافة الأطعمة الغنية بالتوابل إلى نظامك الغذائي!
الطعام الحار مهم لسلامة القلب!
أظهرت العديد من الدراسات أن الأشخاص في البلدان ذات الأنظمة الغذائية الغنية بالتوابل يميلون إلى الإصابة بنوبات قلبية أقل بكثير من أولئك الموجودين في المناطق التي بها مجموعة أكثر اعتدالًا من الأطعمة.
ما السبب؟ يبدو أن تناول الفلفل الحار يُقل لآثار الكوليسترول السيئ (المعروف أيضًا باسم LDL).
بالإضافة إلى ذلك، فإن الكابسيسين، المادة الكيميائية المسؤولة عن التأثير الحارق الذي تخلقه الأطعمة الحارة في فمك، يساعد في مكافحة الالتهاب (وهو أحد الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى نوبة قلبية).
كما أن الكابسيسين تُساعد على تحسين الدورة الدموية وتُقلل من ترسبات الدهون، وبالتالي تعكس تجلّط الدم الزائد، وتُحسّن تدفق الدم.
الطعام الحار يُقلل من أعراض الألم
على الرغم من أن الأمر معقّد من حيث التفسير العلمي، لكن ببساطة: الكابسيسين قادرة على تثبيط بعض الإشارات المرسلة من الخلايا العصبية إلى دماغك، ما يؤدي إلى تقليل الشعور بالألم والإحساس به.
هذا هو السبب وراء استخدام الكابسيسين في كثير من الأحيان كعنصر في كريمات التخدير لتخفيف الآلام – فالإحساس بالحرقان يعمل على إزالة الألم من مصدره.
الفلفل غني بالعناصر الغذائية
أظهرت الدراسات أن تناول الفلفل الحار بشكلٍ يومي يجعل من السهل عليك تلبية الحصة اليومية المُوصى بها من عناصر غذائية تشمل فيتامين C و A، بالإضافة إلى حفنة من المعادن الحيوية.
الفلفل يجعلك أكثر سعادة!
يؤدي تناول الطعام الحار الغني بالتوابل إلى إنتاج عقلك لهرمونات “السعادة”، مثل هرمون السيروتونين، مما يجعلك أكثر استعدادًا للتعامل مع الاكتئاب والقلق والغضب والتوتر.
لعل هذا السبب يُوضّح لمَ يكون الأشخاص سعداء عند تناولهم الوجبات الحارة على الرغم من تعرّقهم وبكائهم من الاحتراق بالفلفل!
قد يقي الفلفل من الإصابة بالسرطان
وفقًا لبعض المهنيين الطبيين، وأحدث الأبحاث، فإن الكابسيسين له نفس التأثير على خلايا سرطانية معينة مثل الأدوية القوية لمكافحة السرطان.
على ما يبدو، فإن المادة الكيميائية قوية جدًا لدرجة أنها يمكن أن تقتل خلايا سرطان الدم وتبطئ نمو الأورام القاتلة.
على سبيل المثال، في حالة سرطان البروستاتا، يقلل الكابسيسين من نمو خلايا سرطان البروستاتا عن طريق التسبب في استنفاد الأنواع الأولية لخطوط الخلايا السرطانية.
يمكن العثور على تأثيرات مماثلة في سرطان الثدي والبنكرياس والمثانة.
يُقلل من آثار الصدفية ويعالج الشعر والجلد
الصدفية هي حالة جلدية تسبب حكة تؤدي إلى ظهور بقع جلدية غير مرغوب بها.
تُقلل مادة الكابسيسين بشكلٍ كبير من عدد الخلايا المراد تكاثرها وتُساعد في عكس آفات الجلد المناعية الذاتية.
كما أن فيتامين سي الموجود في الفلفل الحار لا يقوّي جهاز المناعة فقط، بل أنه ينتج الكولاجين ويحافظ عليه، وهو بروتين أساسي موجود في صحة الشعر والجلد.
الفلفل يُحارب الإنفلونزا، الرشح، والاتهابات الفطرية
يحتيو الفلفل على كمية كبيرة من مادة البيتا كاروتين ومضادات الأكسدة التي تدعم جهاز المناعة وتُساعد على محاربة نزلات البرد والإنفلونزا.
وجدت الأبحاث أن بخاخات الأنف المحتوية على الكابسيسين تقلل الاحتقان. تؤدي زيادة درجة حرارة الجسم من تناول الفلفل الحار إلى تحفيز جهاز المناعة على مكافحة فيروس نوروفيروس (البرد) وفيروسات الأنفلونزا.
كما أن استهلاك الفلفل يحارب 16 سلالة فطرية عن طريق الحد من مسببات الأمراض الفطرية.
الطعام الحار يُخفف من الصداع النصفي
أظهر الكابسيسين الموجود في الفلفل الحار إمكانية علاج الصداع والصداع النصفي.
وفقًا لدراسة أجرتها الأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب في فيلادلفيا، تم علاج 18 مريضًا يعانون من حالات الصداع باستخدام مادة الكابسيسين داخل الأنف.
نتيجة لذلك، شعر 13 مريضًا بالارتياح التام. شعر غالبية المرضى الآخرين ببعض الراحة، ولم يشعر سوى مريض واحد بعد وجود تأثير.
فقد وجد الباحثون أن الكابسيسين يزيل حساسية العصب الثلاثي التوائم ويقلل من CGRP – وكلاهما مسؤول عن إحداث ألم الصداع النصفي.
فوائد إضافية للطعام الحار:
- مسكّن لآلام المفاصل: بالإضافة إلى كونه مصدرًا طبيعيًا لتسكين الآلام للصداع والصداع النصفي، يمكن استخدام الفلفل الحار لتقليل آلام المفاصل، ويُمكن تطبيق الفلفل الحار على الجلد لتسكين آلام المفاصل عبر تثبيط المواد الكيميائية المسؤولة عن نقل رسائل الألم إلى الدماغ.
- يُقلل من مخاطر مرض السكري النوع الثاني: بالإضافة إلى الحفاظ على صحة قلبك، يمكن أن يُقلل الطعام الحار من خطر الإصابة بارتفاع مستويات الأنسولين في الدم، وهو عرض شائع لمرض السكري من النوع 2.
- قد يُحسّن الوظائف المعرفية: إحدى الطرق الرئيسية للحفاظ على الأداء الإدراكي القوي هي كمية مناسبة من الأكسجين والحديد. لحسن الحظ، الفلفل الحار غني بالحديد، ما يؤدي إلى زيادة تدفق الدم وإنتاج الهيموجلوبين في دماغك.
- قد يرتبط بطول العمر: اكتشفت دراسة أجرتها الأكاديمية الصينية للعلوم الطبية أن الأشخاص الذين يستهلكون الطعام الحار الغني بالتوابل لديهم فرصة أفضل لعيش حياة أطول. بعبارة أخرى، تمتلك التوابل الشائعة القدرة على زيادة فرصة الشخص ليعيش حياة أطول وأكثر صحية.
- يعزز نمو خلايا الدم الحمراء: يمكن أن يساعد الطعام الحار أيضًا في تكوين خلايا الدم الجديدة. هذا يرجع إلى حقيقة أن الفلفل الحار غني بالنحاس والحديد، وهما عنصران قادران على علاج أعراض فقر الدم والتعب.
المصادر
اقرأ أيضًا:
أكثر أنواع الفلفل حرارة في العالم