هل لحس الجروح يساعد على شفائها ؟

بشكل تلقائي يقوم البعض بلحس جروحهم عندما يتعرضوا لكدمة أو إصابة ما. لكن ما هو السر في هذا الأمر، وهل لحس الجروح حقاً يساعد على  شفائها أم أنه مجرد تقليد لتصرف سابق من الآباء أو الأصدقاء أو حتى ربما من الحيوانات الأليفة التي تقوم بلحس جروحها عند التعرض لإصابة.

هل لحس الجروح يساعد على شفائها ؟

المواد الكيميائية في اللعاب يحتمل أن تساعد في التئام الجروح.

خصائص الشفاء في اللعاب

فكرة أن لعاب الإنسان يساعد على شفاء الجروح تنبع من أن الغشاء المخاطي المُبطن لداخل الفم يُشفى أسرع بكثير من الجلد، حيث يحتوي اللعاب على بروتين الثرومبين (الذي يلعب دوراً حيوياً في عملية تخثر الدم). كما أنه يحتوي على بعض الأنزيمات المضادة للجراثيم مثل الليزوزيم، والسايستاتينس، والبيروكسيديز، والديفينسينس.

في دراسة نشرت في عام 2008، وجد العلماء أن اللعاب يحتوي على بروتين يُدعى histatin يساعد على التئام الجروح والحروق، وهذا هو أحد التفسيرات الممكنة لكيفية شفاء الغشاء المخاطي للفم أسرع من جروح العظام والجلد.

المخاطر المحتملة عند لحس الجروح

قد يكون للحس الجروح بعض الفوائد في الالتئام، لكن هذه الممارسة قد تأتي ببعض المخاطر. وعلى الرغم من أن لعاب الإنسان يحتوي على عدد قليل من المركبات التي تساعد على الشفاء، إلا أن الفم هو موطن لمجموعة كبيرة من البكتيريا التي تكون آمانة تماماً في تجويف الفم، على عكس ما قد تكون عليه إذا وُضعت على الجرح العميق.

الخطر الرئيسي هو أن يقوم الأشخاص الذين يعانون من المناعة المنخفضة بلحس جروحهم، أو حتى أولئك الذين يعانون من السكري أو غيرهم ممن يعانون من حالات مرضية. لهذا السبب لا ينصح الأطباء بلحس جرحاً مفتوحاً، خصوصاً لو كان شديداً.

لعاب الحيوانات أكثر فعالية

من جهة أخرى، فإن لعاب الحيوانات يبدو أكثر فعالية بكثير في التئام الجروح الخاصة بهم. ربما هذه هي ميزة تطورية، حيث كافحت هذه الحيوانات منذ القِدم على البقاء على قيد الحياة في البرية، وكانت كثيراً ما تجرح أنفسها ولا تمتلك أي أدوية أو لقاحات، أو حتى أطباء بيطريين، فكل ما كانوا يلجأون إليه هو لعابهم الخاص بهم للعلاج.

ربما يكون لعق الجروح البسيطة بالنسبة للإنسان آمن، أما عند التعرض لجرح شديد، فإنه من الأفضل التوجه لطلب المساعدة من الطبيب.

 

المصدر

Exit mobile version