هل لاحظت أن جدتك تبدو أقصر مما كانت تبدو عليه في الصور؟ في الواقع، يتناقص طول الإنسان بشكل يمكن ملاحظته خلال الشيخوخة، فما الذي يحدث بالضبط؟!
كيف يتناقص طول الإنسان كلما تقدم بالعمر؟
مع تقدمنا بالعمر، يميل طولنا للانخفاض. هذه الخسارة في الطول ملاحظة لدى الذكور والإناث على حدٍ سواء، ولا تقتصر على عوامل معينة.
يبدأ الناس عادةً في فقدان طولهم في سن 30 عامًا (أحيانًا حتى 40 عامًا). كل عشر سنوات بعد هذا العمر، يفقد البشر سنتيمترًا واحدًا تقريبًا. وبالتالي، قد نفقد ما بين 2.5 إلى 7.5 سم (1 إلى 3 بوصات) من طولنا مع تقدمنا في العمر.
هذا الانخفاض في الطول يتسارع مع تقدم العمر: فكلما تقدم الشخص في السن، كلما قصر طوله بشكل أسرع.
الفرق في تناقص الطول بين الذكور والإناث
يتناقص طول الرجال والنساء بشكل مختلف. تخسر النساء سنتميترات أكثر من طولهنَ مقارنة بالذكور في نفس العمر.
الأمر لا يقتصر فقط على “كم” ستناقص الطول، بل حتى السرعة في التناقص عند الإناث أكبر من الذكور، خاصةً بعد انقطاع الطمث.
بلعت الخسارة التراكمية في الطول ابتداء من سن 30 إلى 70 سنة بمتوسط 3 سم للرجال. ومع ذلك، كانت نفس القيمة بالنسبة للنساء 5 سم. بحلول سن 80 عامًا، تغيرت هذه القيمة إلى 5 سم للرجال و 8 سم للنساء.
إنها ليست مجرد بوصات أكثر … كما أن النساء يفقدن طولهن بسرعة أكبر من الرجال. علاوة على ذلك ، تفقد النساء طولهن بسرعة أكبر بعد انقطاع الطمث.
وخلصت الأبحاث المنشورة في المجلة الأمريكية لعلم الأوبئة إلى أن طول الرجال والنساء ينخفض مع تقدم العمر في كل من التحليلات المقطعية والطولية.
أيضًا، من المثير للاهتمام، بالنسبة للرجال، أن معدل فقدان الطول يعتمد على ارتفاعهم الأولي.
هذا يعني أن الرجال الأطول يفقدون الطول بسرعة أكبر. ومع ذلك، وجدت الدراسة أن هذا لا ينطبق على النساء.
أسباب تناقص طول الإنسان
يحدد طول عظام الساق والعمود الفقري والجمجمة ارتفاع الشخص. تصل هذه الأطوال عادة إلى الحد الأقصى بحلول نهاية فترة المراهقة، وبعد ذلك لا يزيد طول المرء.
خلال “مرحلة البلوغ”، يظل طول عظام الساق والجمجمة كما هو إلى حد كبير، ولكن تميل عظام العمود الفقري إلى لعب دور في تقليل الطول.
يتكون عمودنا الفقري من 24 عظمة، تسمى كل منها فقرة. هذه الفقرات مكدسة واحدة فوق الأخرى وتمتد من مؤخرة عنقنا إلى وسطنا.
بين كل فقرة وسادة تشبه الهلام تسمى القرص أو الغضروف. تلعب هذه الأقراص الفقرية دورًا أساسيًا في الحفاظ على وضعنا. كونها تشبه الوسادة، فإنها تعمل كممتص للصدمات وتمنح الظهر مرونة.
السبب الأول: انحلال الغضاريف بين الفقرات
مع تقدم العمر، ينضب السائل الشبيه بالهلام، مما يتسبب في أن تصبح الأقراص الفقرية أرق. عندما يحدث ذلك، تقترب الفقرات من بعضها البعض، مما يؤدي إلى انخفاض طول الشخص.
علاوة على ذلك، نتيجة لفقدان السوائل، يصبح الظهر صلبًا بشكل متزايد مع تقدمنا في العمر.
قد تفقد الفقرات أيضًا بعضًا من محتواها المعدني، مما يجعلها أرق وأصغر في الحجم. تفقد العظام الطويلة للأطراف أيضًا محتواها من المعادن، لكنها لا تغير طولها.
السبب الثاني: ضعف أربطة القدم
مع تقدمنا في العمر، تبدأ الأربطة في القدم بالتدهور والضعف التدريجي، ما يسبب تقوس أقدامنا لأسفل، فتصبح القدم مسطحة، وقد يقلل ذلك من طول الإنسان قليلًا.
السبب الثالث: فقدان الكتلة العضلية
بسبب ضمور العضلات أو فقدان أنسجة عضلية جزئيًا، أو ما يُعرف علميًا باسم الساركوبينيا، أي فقدان العضلات المرتبط بالعمر، يبدو الإنسان أقصر.
تتقلص ألياف العضلات ويتم استبدالها بمعدل أبطأ، وينتشر هذا الفقدان في الجذع، ما يجعلنا نبدو أقصر.
هل يمكن أن نوقف تناقص طول الإنسان مع الزمن؟
لا شيء يمكنه فعليًا أن يمنع آثار التقدم بالعمر، لكن بالإمكان تأخير هذا التغيير، من خلال ابتاع بعض العادات الحياتية الصحية، مثل:
- ممارسة التمارين: الحل الأمثل لتقليل المشاكل المتعلقة بالعظام والعضلات، وبالتالي التأثير شكل غير مباشر على طولك
- النظام الغذائي الجيد: عبر اتباع نظام غذائي غني بالكالسيوم وفيتامين د ما يساعدك بالحفاظ على عظامك ويعوض الفقدان في المعادن
- تجنب التخين وشرب كميات كبيرة من الكافيين
اقرأ أيضًا:
لماذا يزداد طول الإنسان بنسبة 3% في الفضاء؟
8 أعضاء في جسم الإنسان تستمر بالعمل بعد الموت!