احذر.. أمراض تنتقل خلال السفر

السفر تجربة ممتعة لا مثيل لها، لكنها قد تتحول إلى كابوس موحش إذا لم تتخذ معايير السلامة والأمان والنظافة والصحة، فتكون عرضة لمجموعة من الأمراض التي قد تؤدي إلى الوفاة. وقد كثُر الحديث خلال الفترة الأخيرة عن فيروس زيكا القاتل، لكن هناك مجموعة من الأمراض التي قد تفوق خطورته، والتي عليك الحذر منها خلال رحلات السفر.


أمراض تنتقل خلال السفر

 

حمى الضنك

نفس البعوض الذي ينقل فيروس زيكا، فإنه ينقل الفيروس المسبب لحمى الضنك. تُعرف بـ “حمى تكسير العظام”، يمكن أن تتسبب بآلام حادة في المفاصل والعظام، وارتفاع الحرارة، والغثيان. ويمكن أن تتطور الحالة لحمى الضنك النزفية، والتي تتسبب بتجمع الدم في العينين، وتُعد من أسرع الأمراض الاستوائية نموًا وانتشارًا في العالم.

ومع استخدام مصطلح “استوائي” لوصف المرض قد يحدث بعض اللبس، حالات مرض حمى الضنك كانت محدودة في عدد من الدول خاصة في الدول الآسيوية والأفريقية، لكن الفيروس اليوم موجود في أكثر من 100 دولة في العالم، مع حالات مسجلة في فرنسا وكرواتيا وهاواي. حوالي نصف سكان العالم عرضة لهذا المرض، كما أن ملايين من الناس يصابون به سنويًا.

 الوقاية

حاليًا، لا يوجد علاج أو لقاح فعال لهذه الحمى. لكن بإمكانك أن تتجنّب أن تكون عرضة لهذا المرض بارتداء السراويل والقمصان الطويلة التي تغطي كامل الجسم؛ لمنع ملامسة البعوض لجسمك في الدول التي يكثر انتشاره بها.

 

داء الكلب

 

هناك عدد من قليل من الأمراض المرعبة، مثل داء الكلب. غالبًا ما تصوّر أفلام هوليوود هذا المرض بكلاب عدوانية تسيل رغوة من أفواهها. أما الأعراض لدى الإنسان فهي مختلفة، كما أن آثار الأعراض تختلف من شخص لآخر، تعتمد على الطريقة التي انتقلت بها إليه العدوى.

قد يتسبب المرض بفرط النشاط لدى البعض، أو الشلل لدى البعض الآخر. لكن العلامة المنبهة لحدوث داء الكلب، هو الخوف من الماء، وبغض النظر عن الأعراض، فالنتيجة دائمًا قاتلة. فهو من أكثر الأمراض القاتلة على وجه الأرض، من حيث معدل البقاء على قيد الحياة. أحيانًا قد يبقى الشخص مصابًا بالمرض لأشهر أو عام قبل ظهور الأعراض، حيث لا يمكن الكشف عنه حتى ظهورها، لكن سيكون قد فات الأوان. هناك عدد قليل من الناس ممن نجوا من المرض بعد اكتشاف الأعراض. يوجد هذا المرض في جميع القارات، باستثناء القارة القطبية الجنوبية، فيما تحدث معظم الحالات في آسيا وأفريقيا، وينتشر عادة من عضات الكلاب.

الوقاية

إن كنت تعلم أنك ستقضي فترة طويلة في المناطق المفتوحة، وفي المناطق الريفية، حيث من الممكن أن تحدث عضات الكلاب، فيُفضّل الحصول على اللقاح قبل السفر، إلا أنه لن يمنع الإصابة بالعدوى بشكل كامل، لكنه قد يجعل العلاج أكثر سهولة. 

 

التهاب السحايا بالمكورات السحائية

تخيّل أنك اليوم بصحة جيدة، وبعد يومين تواجه خطر فقدان أصابع يديك أو قدميك، فهذا قد يحدث مع التهاب السحايا بالمكورات السحائية! تحدث هذه الحالة نتيجة عدوى الالتهاب السحائي؛ ما يسبب تورم وانتفاخ البطانة الحامية للدماغ والحبل الشوكي والمعروفة باسم “السحايا”. النتيجة قد تكون قاتلة في معظم الحالات حتى مع العلاج. أما أولئك الذين ينجون من المرض، فإنهم قد يعانون من بتر الأطراف، وتلف الدماغ، وصعوبات التعلم.

تنتقل البكتيريا المسببة لهذا المرض من شخص لآخر بعد الاتصال بينهما لفترة طويل، كذلك خلال السعال أو العطس. قد لا يعاني المصابون بالمرض، لذلك فإنهم لا يكتشفونه سريعًا. أعلى مستويات الإصابة توجد في أفريقيا، وتُعرف بـ “حزام التهاب السحابا” والتي تمتد من السنغال حتى إثيوبيا، إلا أن العدوى قد تحدث في أي مكان في العالم.

الوقاية

تتوفر اللقاحات ضد هذا المرض، حيث يُنصح المسافرون المتوجهون إلى منطقة حزام التهاب السحايا خلال موسم الجفاف من ديسمبر إلى يونيو، والمسافرون إلى موسم الحج بأخذ اللقاح؛ حيث يكون الحجاج عرضة للإصابة نتيجة العدد المهول للناس القادمين من جميع أنحاء العالم.

 

النغف

إن كانت الطفيليات تشكل كابوسًا للمسافرين، فيجب أن يضعوا في الاعتبار داء النغف، وهو مرض تسببه يرقات الذبابة الحلزونية. تدخل اليرقة أو بيوضها إلى الجلد من خلال الجروح المفتوحة، أو من لدغات البعوض، أو حتى بالاختباء تحت الجلد، حيث تكبر. أنت عرضة للإصابة بهذا الداء إن كانت لديك جروح مفتوحة، أو إن شربت مياه غير معالجة، خاصة في البيئات الاستوائية أو شبه الاستوائية في أمريكا اللاتينية، وأفريقيا، ومنطقة الكاريبي.

الوقاية

تجنّب عدوى هذه اليرقات باستخدام البخاخ المضاد للحشرات لمنع لدغات الذباب، والبعوض، كما عليك ألا تشرب إلا المياه المعالجة والنقية، احرص على نفض ملابسك دومًا حتى لا تعلق أي من الحشرات الخطيرة فيها.

 

حمى التيفوئيد

ينتج هذا المرض من تناول المواد الغذائية الملوثة بأنواع معينة من السلمونيلا، فيتسبب بإصابة 22 مليون شخص سنويًا، غاليًا في أفريقيا، وأوروبا الشرقية، وآسيا، ودول أمريكا اللاتينية. هذا المرض مسئول عن وفاة 200 ألف شخص سنويًا حول العالم. بالإضافة إلى آلام البطن، وفقدان الشهية، تسبب حمى التيفوئيد الإمساك أو الإسهال، ارتفاع الحرارة، الصداع، الهزال. في حالات نادرة قد تتسبب بالنزيف الداخلي.

لحسن الحظ، البكتيريا المسببة للمرض يمكن معالجتها بالسوائل والمضادات الحيوية. لكن، وعلى نحو متزايد، فقد أصبح التيفوئيد مقاومًا للعديد من العقاقير الفعالة.

الوقاية

كغيره من الأمراض التي تؤثر على القناة الهضمية، تجنّب تناول الأطعمة المكشوفة والملوثة، وكذلك يُنصح بأخذ اللقاحات التي تكون فعالة بنسبة تتراوح بين 50 – 80% في علاج هذه الحالة.

 

الإنفلونزا

الإنفلونزا ليست مجرد نزلة برد، بل إنها مرض تنفسي خطير. تمامًا مثل مرض زيكا، قد تؤدي لمشاكل خطيرة خلال الحمل. تتسبب بوفاة 250 ألف – 500 ألف شخص سنويًا حول العالم. يواجه الملايين أعراضًا سيئة، من بينها: آلام حادة في الجسم، التعب، الحمى، السعال، العطس، التهاب الحلق. أحيانًا قد تتطور الأعراض إلى الالتهاب الرئوي. الأدوية المضادة للفيروسات متوفرة في بعض الدول، والتي قد تخفف من حدة المرض إن تم أخذها بعض ظهور الأعراض مباشرة.

يزداد احتمال إصابتك بالإنفلونزا خلال السفر أكثر من أي وقت آخر، لأنك تتعرض إلى عدد كبير من الناس في تجمعات، مثل: الأحياء الضيقة، الحافلات، الطائرات، والسفن. يأتي موسم الإنفلونزا خلال أشهر الشتاء من أكتوبر إلى أبريل في نصف الكرة الشمالي، ومن أبريل إلى سبتمبر في نصف الكرة الجنوبي. وهناك احتمال للإصابة بالعدوى في أي وقت في السنة، خاصة في المناطق الاستوائية.

الوقاية

أفضل سبل الوقاية هو الحصول على اللقاح، خاصة إن كنت تتوقع أن تكون على اتصال بعدد كبير من الناس، وكذلك لا تنسَ أساسيات الصحة والنظافة كغسل اليدين.

 

مرض السيلان المقاوم للمضادات الحيوية

مرض جنسي تسببه البكتيريا التي تنتقل خلال الاتصال الجنسي، وللأسف أصبح علاجه صعبًا، حيث أصبح مقاومًا لجميع أنواع المضادات الحيوية خاصة في شمال أوروبا، الصين، اليابان، أستراليا. العديد من الأشخاص المصابين بهذا المرض من بينهم النساء قد لا يلاحظون الأعراض. ومع عدم علاجه، قد يسبب العقم لدى الرجال أو النساء، كما قد ينتشر في جميع أنحاء الجسم، ويؤثر على المفاصل وصمامات القلب، وهناك فرص لانتقال مرض نقص المناعة البشرية.

الوقاية

تجنّب العلاقات الجنسية غير المشروعة التي تزيد من فرص الإصابة بالأمراض الجرثومية المنقولة جنسيًا.

 

 المصدر

Exit mobile version