كثيرًا ما نسمع تحذيرات عن خطر ارتداء العدسات اللاصقة لفترات طويلة وما قد يترتب على ذلك من أمراض في العين. لكن ما مدى الخطر الذي يمكن أن يحدث إن ظلت العدسات فترة طويلة في العين؟ ولنفترض إن لم يتم إزالتها أبدًا!
هذا ما سيحدث إن ارتديت العدسات اللاصقة بدون نزعها!
ما يساعد العدسات على البقاء ملتصقة داخل عينيك وتتحرك بحرية ودون إزعاج هو الطبقة الرقيقة من السائل الدمعي الموجود على سطح العين. هذا السائل يتم إنتاجه في كل مرة ترمش بها، كما أنه مسؤول عن إزالة أي أوساخ قد تلتصق بالعدسة.
إن كنت سترتدي العدسات أثناء نومك، فلن ترمش عينيك بشكل مستمر بما يسمح للسائل الدمعي بالانتشار، وبالتالي عملية الحفاظ على نظافة العدسة أثناء ساعات النوم ستتوقف.
ما سيحدث أن البكتيريا ستبدأ بالتراكم على العدسة، وستلاحظ عند الاستيقاظ احمرارًا وربما حكة في عينيك.
هذا ما سيحدث في اليوم الأول، لكن ما مدى السوء الذي يمكن أن يحصل بعد ذلك؟
ربما قد تستغرب أن البعض لا يزيل العدسات اللاصقة باستمرار لترطيبها وغسلها بالسائل الخاص بها. لكن مع حقيقة أن ارتداء العدسات أصبح شائعًا للغاية، سواءً للتجميل أو طبية أو حتى للحماية من الأشعة فوق البنفسجية، فإن نسيان نزع العدسة أو إهمالها في مكانها أمر وارد للغاية، وقد وردت حالات مسجّلة لأشخاص تعرضوا لأذى بليغ بسبب ذلك.
المشكلة الحقيقية لا تتعلق بنسيان جسم غريب في عينك بقدر ما يمكن أن ينمو على هذا الجسم. فإن لم تنظف العدسات باستمرار، فإن رواسب البروتين والمواد المسببة للحساسية والكائنات الحية الدقيقة ستتراكم عليها، ما يؤدي إلى عدم وضوح في الرؤية. كما يمكن أن تؤدي البكتيريا المتراكمة إلى ما يسمى بالتهاب القرنية، وهي عدوى نافذة في العين.
التهابات خطيرة واحتمال العمى الكلي
في الحالات الشديدة، يمكن أن يؤدي التهاب القرنية إلى تندب القرنية وفقدان البصر والعمى الكامل. حتى في الحالات الأقل خطرًا، سيعاني المصاب من حساسية الضوء، احمرار العينين، ودرجات متفاوتة من الألم وعدم الراحة.
بمجرد أن تبدأ الأعراض في الظهور، لن يكون هناك عودة للوراء. ما لم تقم بإزالة العدسة في الوقت الآمن، سيكون كل يوم أسوأ من الذي يسبقه. من الحساسية إلى الصداع وحتى تدفق شلال من الدموع لا يمكنك السيطرة عليها.
بالتأكيد، فإن ارتداء العدسات لفترة طويلة وما يترتب عليه من مشاكل سبق ذكرها سيجعلك شخص سريع الانفعال طوال الوقت. مع كل هذه الفوضى في عينيك لن تكون قادرًا على القيادة أو ممارسة الرياضة أو القراءة وحتى مشاهدة التلفاز والعمل على الحاسوب سيكون ضبابيًا.
ربما سيلجأ أي شخص يعاني من هذه المشكلة إلى المضادات الحيوية لعلاج عدوى العين، لكن التعرض الطويل لهذه الأدوية يمكن أن يؤدي إلى مقاومة المضادات الحيوية. كما أنها قد تعطل التوازن الطبيعي للبكتيريا الجيدة والسيئة في الجسم.
اقرأ أيضًا:
لهذا السبب، امتنع عن الاستحمام أثناء ارتداء العدسات اللاصقة !
لن تُصدق كيف كانت توضع العدسات اللاصقة قديمًا!