هل سبق وأُصبت أو أُصيب أحد من المقربين بك بجروح بسيطة أدت لسيلان قطرات خفيفة من الدم ؟ حينها شعرت بذعر ودوار ومن ثم إغماء؟
الإغماء من الدم!
هذه تجربة غير سارة على الإطلاق عند رؤية القليل من هذا السائل الأحمر، وكما تبيّن فالإغماء الذي يحدث هو ردة فعل أو استجابة تحدث في أدمغتنا. هناك من 3 إلى 4% من الأشخاص يعانون من رهاب الدم، أو اضطراب ذي علاقة، وتكون الأعراض مختلفة كليًا عن أنواع الرهاب الأخرى.
يشعر بعض الناس بالخوف من منظر الدم، فيحدث ارتفاع مستمر في ضغط الدم ومستوى ضربات القلب، ومن ثم انخفاض مفاجئ في ضغط الدم، وهو ما يؤدي إلى حالة الإغماء.
ما سبب الإغماء؟
السبب الذي يؤدي لذلك هو حدوث ما يُسمّى بـ “النوبة الوعائية المبهمة” أو “الإغماء العصبي القلبي”. يحدث الخلل تحديدًا في العصب المبهم في الدماغ، وهو أحد مكونات الجهاز العصبي اللاودي، والذي يتعرّج من الدماغ إلى الرقبة، والصدر، والبطن. يساهم في التحكم غير الطوعي في وظائف الراحة والهضم، مثل: إبطاء ضربات القلب، وتعزيز إفراز العصارة المعدية.
لكن حين تكون هناك زيادة في درجة تفاعله، كردة فعل على الجوع، أو العطش، أو الوقوف السريع، أو الوقوف لفترة طويلة، أو الضحك الشديد، أو الخوف المفاجئ، أو السعال الحاد، أو الألم، أو التقيؤ، وبالطبع الدم؛ فيؤدي ذلك لحدوث الإغماء الوعائي المبهم، والذي لا يحصل عادة مع أنواع الفوبيا أو الرهاب الأخرى.
كيف يُعالج هذا الرهاب؟
هناك بعض الخبراء المختصين بتخليص الناس من الرهاب الذي يعانون منه بواسطة قبض العضلات عند التعرض للمؤثرات بشكل متكرر. ويعمل الأطباء على تعريض هؤلاء الأشخاص شيئًا فشيئًا لعينات أكثر واقعية من الدم، في البداية نقطة، ثم نقطة حمراء، ثم صورة دم، إلخ… حتى ينظر المرضى مباشرة إلى الدم بدون إغماء. تقنية التعرّض لمؤثرات الخوف، تُستخدم لعلاج أنواع الرهاب المختلفة كرهاب العناكب، حيث أُثبت أنها علاج ناجع وفعال.
اقرأ أيضًا: