ظاهرة الوعي خلال العمليات الجراحية
التخدير علم مستقل بذاته، فقد نعتقد أن مهمة طبيب التخدير سهلة، لكنها قد تكون عكس ذلك، فعليه حمل كبير في تخدير المريض جزئيًا أو كليًا خلال العمليات الجراحية، ومراقبة حركته، وعلاماته الحيوية. لكن وتحت ظروف معينة، قد يستيقظ المريض وهو تحت التخدير. فما سبب ذلك؟ وكيف يتصرف الأطباء في هذه الحالة؟!
ظاهرة طبية تسمى الوعى تحت التخدير العام
وتحدث حين يستيقظ المريض خلال العملية الجراحية التي تتم بالتخدير الكامل، وقد يعاود الاستيقاظ بعد الانتهاء من العملية. وقد يتذكر المرضى ما حدث معهم بعد العملية مباشرة، أو بعد أيام أو أسابيع لاحقة. ويقوم الأطباء بجهد كبير حتى لا يحدث ذلك.
يحدث عندما يفشل التخدير العام
من المفترض أن يؤدي التخدير العام مهمتين، الأولى جعل المريض غائبًا عن الوعي، أي نائمًا خلال العملية الجراحية، وبدون ذاكرة لكل ما جرى في الجراحة. وإن كانت جرعة التخدير غير كافية لأي سبب من الأسباب فمن الممكن أن يستيقظ المريض. وتتكون مواد التخدير من أدوية مسكنة وأخرى لشل حركة الجسم. وحين يفشل التخدير، قد يكون من الصعب على المريض الإشارة إلى أنه مستيقظ.
وخلافًا للاعتقاد فإنه لا يحدث دائمًا في منتصف العملية الجراحية
فطبيب التخدير يعلم بأن ذلك قد يحدث، فقد يحدث قبل بدء العملية الجراحية وليس هناك جرعة تخدير كافية. وإنه من الآمن أن تقل كمية التخدير ببطء وتدريجيًا حتى وصول نهاية العملية، ويعتمد ذلك على العملية الجراحية وعلى المريض.
قد يسمع المرضى الأصوات
الشيء الأكثر شيوعًا بين المرضى سماعهم للأصوات والمحادثات في غرفة العمليات، وقد يبدو شيئًا مرعبًا أن يكون صوت الأدوات الجراحية مسموعًا. وبالنظر إلى فعالية مواد التخدير فإن تأثيرها يكون بطيئًا على النظام السمعي في الدماغ، فهو آخر ما يتم تغييبه عن الوعي.
وقد يبدو فتح العينين خلال العملية لرؤية الجراحين أمرًا ممكن الحدوث. تعمل مواد التخدير على إخضاع المريض للنوم، ما يؤدي إلى إغلاق الجفون. وإن استعاد المريض الوعي تعمل مواد التخدير على تقييد العضلات لذا تبقى الأعين مغمضة.
قليل من المرضى يعانون من الألم
يفيد قليل من المرضى ممن حصل معهم الوعي تحت التخدير من معاناتهم الضغط والألم، وذلك لأنهم يكونوا على علم بما يحدث لهم، لكنهم غير قادرين على الحركة، وهو أمر مرعب.
لذا يتم إعطاء المرضى في التخدير مسكنات ألم، حتى لا يشعروا بالألم عند الاستيقاظ. ويتم إعطاؤهم مسكنات ألم مختلفة قد يكون المورفين من ضمنها. فيجب أن تكون جرعة التخدير كافية لإبقاء المرضى نائمين كي لا يشعروا بالألم.
قد يؤدي الاستيقاظ تحت التخدير إلى الإصابة بالقلق أو اضطراب ما بعد الصدمة
تتنوع تأثيرات الاستيقاظ تحت التخدير، فقد تسبب القلق، أو الخوف، أو الشعور بالوحدة، أو حتى اضطراب ما بعد الصدمة. فقد يصاب بعض المرضى بها. فإن عرف الأطباء بحدوث الاستيقاظ خلال العمليات، فإنهم يلجأون لإخضاع المريض لجلسات علاج نفسي، قبل أن تسجل ذاكرته الألم الذي عايشه خلال العملية.
قد يحدث غالبًا بسبب عطل في المعدات
قد تُعطى مواد التخدير للمريض إما بالوريد، أو من الغاز عبر قناع. وإن حدث عطل، ولم يكن طبيب التخدير على دراية بأن الغاز لا يعمل، فسيبدأ المريض بالاستيقاظ. وهناك أداة يتم استخدامها لمراقبة العلامات الحيوية للمريض، كنشاط الدماغ، وإن فشلت في أداء وظائفها لإخبار فيستيقظ المرضى دون علم الطبيب.
قد يكون خطأ طبيب التخدير
قد تحدث الأخطاء الطبية، فمطلوب من طبيب التخدير والأطباء مراقبة العلامات الحيوية للمرضى من ضربات القلب، وضغط الدم، ونشاط الدماغ. لكن قد يخضع المرضى لأدوية تقمع أي استجابة للجسم، وتمنع الأطباء من رصد الحركة كتسجيل علامات الوعي.
تحدث غالبًا في العمليات الجراحية التي تتطلب تخديرًا خفيفًا
قد يصاحب التخدير عوامل خطورة، وبالتالي تعتمد على العملية نفسها وعلى المريض. ويحدث الوعي في العمليات ذات التخدير الخفيف، وهو ما يشكل خطورة كبيرة. فقد يتم إعطاء المريض جرعات قليلة من التخدير لوجود مخاطر صحية كمعاناته من مشاكل في القلب، أو السمنة. فقد تحبط المخدرات الطبية عمل القلب، لذا فإن الجرعة الطبيعية قد تهدد حياة المريض.
اقرأ أيضًا:
أشياء غريبة صارت في العمليات الجراحية