هل ترفض رمي أي شيئ من أغراضك؟!

هل أنت ممن يحتفظون بكل قطعة صغيرة من أغراضك منذ كنت طفلًا، وترفض رمي أي منها، لدرجة أنها قد وصلت إلى صفوف مكدسة ومنتشرة في جميع أنحاء منزلك؟

إن كنت تهوى جمع بعض الأشياء والاحتفاظ بقليل منها، فلا بأس. لكن تكمن الكارثة في الفوضى التي تكمن عن تكديس هذه الأشياء بشكل غير معقول. الأشخاص الذين لا يستطيعون التحكم برغبتهم في تخزين الأغراض وتكديسها بشكل فوضوي مثير على الأرجح أنهم مصابون بما يُسمى بـ “Hoarding disorder” بمعنى “الاكتناز القهري” أو “اضطراب الاكتناز”.

 

لماذا يميل بعض الناس لتكديس أغراضهم؟

وفقًا لدراسة، فالأشخاص الذين لا يحتملون رمي أي شيئ من أغراضهم فإن أدمغتهم تعمل بشكل مختلف. فقد أظهرت مسوحات الأدمغة بأن ضحايا اضطراب الاكتناز لديهم نشاط غير طبيعي في مناطق من الدماغ، والمتخصصة باتخاذ القرارات، خاصة فيما يتعلق بالأغراض التي يمتلكونها. هؤلاء الأشخاص لا يقومون بجمع الأشياء فقط، إنما هم غير قادرين على التخلص منها حتى وإن كانوا لا يحتاجونها على الإطلاق.

 

هل اكتناز الأشياء اضطراب قهري؟


أظهرت دراسة أمريكية بأن هناك مناطق محددة في الدماغ تصبح مفرطة النشاط حين يُطلَب ممن يكدسون الأغراض التي تعود ملكيتها لهم التخلص منها. في حين أنه لم يكن هناك نشاط في أدمغتهم عند سؤالهم عما يمكن فعله في أغراض مكدسة تعود ملكيتها لغيرهم. وتشير الدراسة إلى أن الاكتناز هو اضطراب بحد ذاته، وليس مجرد عرض من أعراض الوسواس القهري.

وقد فحصت الدراسة بالرنين المغناطيسي نشاط أدمغة 43 مشاركًا حول القرارات التي يجب اتخاذها، إما بالاحتفاظ بالأغراض أو التخلص منها. وقد وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الاكتناز كان لديهم نشاط غير طبيعي في القشرة الحزامية الأمامية والمناطق الأخرى المشاركة في اتخاذ القرار والتصنيف. ويرى خبراء بريطانيون أن هذه النتائج ستساعد في تصنيف اضطراب الاكتناز كمشكلة صحية عقلية بحد ذاتها.

لقطة قبل وبعد من برنامج (Hoarding: Buried Alive)

وتنتشر في المجتمعات الغربية عادة تكديس الأشياء في المنزل، لدرجة قد لا يتخيلها العقل. لذلك، وفي عام 2010 انطلقت سلسلة تلفزيونية أمريكية تُسمى (Hoarding: Buried Alive) على قناة (TLC) والتي تتجول في منازل الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب، وتساعدهم على التخلص منه.

 

المصدر

اقرأ أيضًا:

أغرب الاضطرابات التي قد يعاني منها بعض الناس

Exit mobile version