العطس هو واحد من الحوادث الجسدية التي نعاني منها. إذ إنه في كثير من الأحيان، يأتي من العدم، أو حتى بفعل تأثير رائحة التوابل أو أثناء المشي بيوم عاصف، حيث نقوم بإطلاق زفير هواء سريع من الأنف والفم مصحوباً بالصوت العالي، وغالباً ما نصدم الناس من حولنا.
يبدو وكأننا لا يمكننا السيطرة على العطس، إذ إنه يحدث في أي وقت من اليوم إذا كانت الظروف مواتية. لكن ما الذي يحصل عندما نكون نائمين؟ هل يمكن لهذا الحدث “الغير قابل للسيطرة” أن يحدث أثناء النوم؟
لماذا لا يمكننا العطس ونحن نائمون؟
الحقيقة هو أن العطس عبارة عن أسلوب دفاعي للجسم لحمايتنا من الجسيمات الخارجية، وعادة ما يحدث بسبب المواد المسببة للحساسية مثل الفلفل.
وهو أيضاً رد فعل لاإرادي يأتي من العصب القحفي كاستجابة لانزعاج الأغشية. في الأساس، يحاول جسمنا التخلص من الجسيمات الغريبة أو المواد التي يمكن أن تضر بالجسم. وعندما تكون مريضاً بالإنفلونزا أو نزلات البرد، يقوم الجسم بالعطس كمحاولة لطرد العدوى الفيروسية التي تهيج الغشاء.
كما أن العطس هو جهد مشترك من الجهاز العصبي السمبتاوي والجهاز التنفسي، والجهاز العضلي الهيكلي، حيث يتم طرد الهواء والمهيجات من أجسامنا بسرعة 100 ميل بالساعة. بسبب هذه الطريقة التي يحدث بها العطس، يبدو بأنه من الطبيعي أن يحدث وقت النوم. أليس كذلك؟
النوم والعطس
عندما الاستلقاء للنوم، فإنه من الطبيعي أن تُؤثر قوة الجاذبية والضغط على الأغشية المخاطية التي تميل إلى الانتفاخ، وبالتالي تصبح أكثر عرضة للتهيج. لكن عندما نكون نائمين فإن هناك فرصة أقل بكثير لحدوث هذا التهيج الاصطناعي.
علاوة على ذلك، فإن معظم المحفزات لا تحدث بينما نكون نائمين في السرير. لكن ربما يقوم البعض بتذكر فترة الاصابة بالإنفلونزا، عندما يكون العطس ملازماً لنا طوال اليوم لكن عندما نذهب للفراش فإننا لا نشهد أي أثر لهذا العطس! ما السر وراء ذلك؟
حسناً، إلى جانب قلة الحركة والتحفيز، فإن أنماط النوم في الدماغ تساعد أيضاً على الحفاظ على العطس في أدنى حد ممكن. أثناء النوم فإن بعض المسارات الكيميائية والناقلات العصبية تتوقف عن العمل. هذا يعني أنه حتى إذ كان هناك مسببات أمراض فيروسية وتهيج للغشاء في الأنف، فإن الدماغ ببساطة لن يحصل على رسالة العطس. وهذا ما يساعدنا على متابعة النوم بشكل مريح.