جولة في مطبخ طيران الإمارات
حين تقدم لنا مضيفات الطيران وجبات الطعام، قد نعتقد أنها قد أُعدت بالسهولة هذه، ما لا نعلمه أنها تكون قد مرت بمراحل عديدة حتى وصلت إلينا. ولتحقيق التميز في وجبات الطعام المقدمة على متن الرحلات الجوية أنشأ طيران الإمارات منشأة خاصة لذلك في دبي.
يُحَضر في طيران الإمارات 150 ألف وجبة يوميًا للمسافرين على متن رحلاتها حول العالم في مصنع ضخم في دبي. وقد تجولت كاميرا “التليجراف” داخل المصنع الذي يتم فيه تحضير الطعام، لاكتشاف أسرار الوجبات التي تتناولها في الطائرات. ومع العدد الهائل للوجبات التي يتم تجهيزها، لنا أن نتخيل الجهد الكبير المبذول في المنشأة الخاصة بإنتاج الطعام الخاص بالشركة والتي تقع على مشارف مطار دبي. ويتم تجهيز كل وجبة وتغليفها بإتقان وترتيب.
ويعمل طيران الإمارات على تحسين جودة وجباته التي يقدمها في ظل المنافسة من الخطوط الجوية الأخرى. ومنذ افتتاحها في 2007، أنتجت منشأة “الإمارات لتموين الطائرات” 292 مليون وجبة، بمتوسط 150 ألف طبق يوميًا، ويرتفع هذا الرقم إلى 175 ألف في مواسم الذروة. ولضمان جودة الأطعمة التي تقدم في الرحلات توجد ثلاجة تجميد كبيرة “فريزر” يُخزن فيها السلمون المدخن “14 كيلوجرام منه في كل صندوق”، الكمأ الأسود المعلب، وكونفيت البط الحلال، والتي تصل جميعها في 800 لوح يتلقاها المصنع يوميًا.
ويتم تحضير كافة أنوع الطعام كالخبز العربي، والحلويات الهندية، وتجد أحواضًا كبيرة من البطاطس المتبلة ومكعبات البصل. وتقول “جين زيدورفيكسي” بأن التجانس مهم؛ لأنه إن نظر أحد المسافرين إلى الطبق الذي يجاروه ووجد بأنه يبدو أفضل، فقد يعتقد أن الآخرين يحصلون على خدمات أفضل. تبعث الأطباق المصطفة على الدهشة لأناقة ترتيبها، وتقدم الشركة 451 قائمة طعام حول العالم، والتي تتنوع حسب الوجهة، وفصول السنة، وأذواق المسافرين.
وينقسم المطبخ إلى مأكولات إقليمية، فهناك أجزاء مخصصة للشرق الأقصى والقارة الهندية، والشرق الأوسط، إن أراد أحد تجربة المكبوس! ويشرح “جيمس جريفيث” نائب رئيس الإمارات لتموين الطائرات، السبب الذي أدى لتقسيم إنتاج الطعام بناء على المناطق، فالمسافرون الغربيون يفضلون اللحم، أما المسافرون في الشرق فيفضلون الأرز.
يبدأ إنتاج الطعام قبل خمسة أيام من الرحلة وذلك بتجميد الأطعمة، وقبل الرحلة بيوم يبدأ الفريق بتحضيرها وتقسيمها، وقبل 12-18 ساعة يتم وضعها في أطباق. ويوجد في المطبخ قسم خاض بالخبز، حيث توجد 12 منصة فرن بطوابق لصناعة الحلويات، والمعجنات، والكعكات. ويتم تقديم وصف دقيق للأطعمة ومكوناتها بألبومات صور. وتسير وجبات الطعام على طول آلة ناقلة بمتوسط 25 وجبة في الدقيقة الواحدة، وتختفي بعد ذلك داخلها، ومن ثم تسقط في الطرف الآخر.
ربما كان ذلك مفاجأة لمن يعتقد أن وجبات الطعام تحضر في الطائرات! فكل شيء يتم تحضيره على الأرض، وتغليفه بحاويات من الألمنيوم، ليتم تسخينه أثناء الرحلة. وفي غرفة داخل المنشأة يقوم عاملون بتغليف كل شيء ووضع الشوك والملاعق والسكاكين، حيث يتم تجهيز 1000 وجبة للرحلات السياحية على أيدي نساء فلبينيات، ويشغِّل المصنع حوالي 4200 عامل. ليتم بعد ذلك نقل الصناديق، والبطانيات، وعلب العصائر، والورود، وأقداح الشاي المعدنية إلى الطائرات.
يتم استيراد 80% من مكونات الطعام، مثل: البطيخ من إيران، ولبنان، والخس من السعودية، وجراد البحر من كندا، والدجاج من البرازيل، والسلمون من النرويج، وأنواع البطاطس من الأردن وكاليفورنيا. ويقول طيران الإمارات بأنه يطمح لاستخدام مكونات محلية لكنها تحتاج إلى أن تكون قادرة على توفير الكميات الهائلة المطلوبة.
اقرأ أيضًا: