هل حقًا يُمكن أن تُدمن على السكر ؟
السكر عاملٌ أساسي في حياتنا من جميع الجوانب. فهو ليس فقط تحلية تُضاف إلى الأطعمة والمشروبات. بل أيضًا مكافأة تُدخل السرور على قلب الجميع صغارًا أم كبارًا عندما تأتيتهم على شكل سكاكر أو حلاوة.
لكن العديد من الأبحاث في الآونة الأخيرة تُشير وبقوة إلى أن الإدمان على السكريات أصبح يوازي الإدمان على المخدرات في نسبة حدوثه ومخاطره! كما أن له العديد من الآثار السلبية المرتبطة بالدماغ!
الطبيب في صحة الأطفال “ألان جرين” يقول: (أن الإدمان كلمة كبيرة وقوية، حيث يُستعمل وصف الإدمان في الطب عند حدوث تغيير كيميائي في آلية عمل الدماغ وإجباره على تكرار نشاط ما أو تناول مادة ما). لذلك، فإن قولنا إدمان السكر ليس مجرد وصف عابر لتناول السكريات بشراهة، إنما هو حالة جدية خطيرة تُشبه تمامًا الإدمان على الكوكايين!
الخطر لا يتعلق فقط بإكثار الأطفال من تناول السكريات، إنما يزداد خطورة عندما يُقرر شخصٌ بالغ تناول كميات كبيرة منها مُدركًا الخطورة المحدقة بالإكثار من السكريات، لكنه لا يستطيع كبح جماح نفسه!
ويرى الأطباء أن هناك نظريتين حول إدمان السكريات، فالبعض يرى أن هذا الإدمان مرتبط بذكريات طفولية بسبب الشعور بالسعادة الذي يترافق مع تناول سكاكر أو حلويات. وذلك بسبب إفراز الدماغ لمادة الدوبامين التي تزيد من الشعور بالسعادة والنشوة.
آخرون يرون أن هذا النوع من الإدمان مشابه تمامًا لإدمان التدخين والكحوليات والمخدرات، ذلك لأن عدم تناول المُدمن للسكر يرتبط بشعوره بالحزن والغضب.
وخلال تجارب على الفئران، لاحظ الخبراء أعراض الانسحاب من الرعشة والاهتزاز وقعقعة الأسنان، وذلك عند إيقاف إمدادات الماء بالسكر للفئران لمدة تسعة أيام. وهي نفس الأعراض المُصاحبة للانسحاب من التدخين وبعض أنواع المخدرات.
وتبرز المشكلة الأساسية أن السكريات ما هي إلا كربوهيدرات سريعة الحرق في الجسم، ما يعني أنك ستشعر بالحاجة إلى تناول المزيد بعد فترة قصيرة. ما يعني أنك لن تخرج من هذه الحلقة المفرغة سوى بقطع الإمدادات من السكر واستبداله بسكريات طبيعية صحية تتواجد في الفواكه.
مشكلة أخرى لا تقع على الشخص نفسه إنما على مصنعي الأغذية، هي أن السكر يتواجد تقريبًا في كل منتج غذائي في السوبر ماركت، سواءً في الحلويات والسكاكر أو صلصة الطماطم والكاتشب أو حتى المسليات المالحة! إذ يصعب التمييز في قائمة المحتويات بين الأطعمة التي تحتوي على سكر وتلك الخالية منه! وذلك لتعدد أسماء السكريات من جلوكوز، فركتوز، شراب الذرة، كراميل، وغيرها من المسميات التي تعني في النهاية شيء واحد: سكر!
ما الخطر من إدمان السكر ؟
صحيحٌ أن إدمان السكريات أمرٌ خطير، لكنه لا يرتقي إلى درجة الإدمان على المخدرات. لكنها تبقى خطيرة في الآثار السلبية التي تُصيب الجسم مثل مخاطر السمنة وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم ومرض السكري والفطريات ومشاكل الجهاز الهضمي ومشاكل الجلد وتقلبات المزاج ونقص الفيتامينات مثل B و C وحصى الكلى وغيرها الكثير من المشاكل المرتبطة بالسكريات.
كما وأُثبت علميّا أنّ الزيادة في تناول السكريّات تُؤدّي إلى إخماد الآليات المناعية في الجسم. إذ يؤدّي السكر الفائض في الجسم إلى انخفاض عدد كريات الدم البيضاء الأكولة، التي تقوم ببلع الجراثيم وقتلها، وبالتالي تتضرّر قدرة جهاز المناعة في الدفاع عن الجسم من حالات التلوث المختلفة.
كيف نعالج إدماننا على السكريات ؟
يحتاج الأمر إلى تدرج في قطع إمدادات السكر الصناعي اليومي، وقبل أي شي، عزيمة ونية في التوقف عن أكل السكريات. كما وأن النتيجة لا تحصل في يومٍ وليلة، إنما تحتاج إلى الصبر والتدريج.
ويُمكن استبدال السكريات الصناعية بأخرى طبيعية نحصل عليها من الفواكه والعصائر الطبيعية.
إضافةً إلى تحسين العادات الغذائية والإكثار من تناول الخضروات والفواكه الغنية بالألياف للشعور بالشبع لفترة طويلة. وتقليل تناول السناكس المصنعة بين الوجبات واستبدالها بفواكه أو خضار سهلة الهضم.
ومع مرور الوقت، ستعتاد الطعم الأقل حلاوة من الذي كنت تفضله وستُصبح أكثر قدرة على اختيار أطعمة حلوة صحية وأنت راضٍ تمامًا عن اختيارك.
المصادر
اقرأ أيضًا: