تستجيب الجراثيم – كالفيروسات والبكتيريا والفطريات – بشكل مختلف إلى درجات الحرارة الباردة والساخنة. على سبيل المثال، يزدهر فيروس الإنفلونزا في درجات الحرارة المتدنية، لهذا السبب نجده يزداد نشاطًا في فصل الشتاء.
بشكلٍ عام، درجات الحرارة الساخنة مناسبة للقضاء على معظم أنواع الجراثيم، لكن هذا لا يعني أنه يجب عليك البدء في تعقيم كل شيء بالحرارة. مانيش تريفيدي، مدير قسم الأمراض المعدية في “أتلانتيك كير” يقول: (إن استعمال الحرارة لتعقيم كل شيء ليس ضروريًا، والتدخل الأكثر فعالية لمنع انتشار الجراثيم هو غسل اليديْن بشكلٍ صحيح).
بالنسبة لفيروس كوفيد-19، تُحذر منظمة الصحة العالمية من استخدام الطرق الحرارية لقتل الفيروس. وفقًا لتقرير المنظمة، فإن قضاء الوقت في الطقس البارد أو الثلج، والاستحمام بالماء الساخن، واستخدام مجففات اليد الساخنة، أو حتى مصابيح الأشعة فوق البنفسجية، جميع هذه الطرق ليس لها تأثير على سلالة Coronavirus.
لكن في حالاتٍ أخرى، يُمكن للحرارة المرتفعة أن تقتل الجراثيم – الماء المغلي يقتل البكتيريا في المنتجات الغذائية، وغسالة الصحون تستعمل الماء المغلي لتعقيم الأطباق، بنفس طريقة تعقيم الملابس على حرارة مرتفعة في الغسالة. نجاح الحرارة المرتفعة في القضاء على عدد كبير من الجراثيم ومسببات الأمراض يدفعك إلى التساؤل عن درجة الحرارة المُثلى للتعقيم.
ما هي درجة الحرارة المُثلى لقتل الجراثيم ؟
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن درجات الحرارة من 60 إلى 65 درجة مئوية كافية لقتل معظم أنواع الفيروسات، ويُمكن أن يكون الماء المغلي آمنًا من مسببات الأمراض كالبكتيريا والفيروسات والطفيليات. كما تُوصي المنظمات الصحية بتسخين الماء أو المنتجات الغذائية حتى حرارة 70 درجة مئوية للقضاء على أكثر أنواع البكتيريا شيوعًا مثل: Legionella، وهو نوع شائع في الماء.
إن كان لديك ملابس ملوّثة بحاجة إلى تطهير، تُوصي خدمة الصحة الوطنية البريطانية NHS إلى غسلها على حرارة عالية “60 درجة مئوية”، مع استخدم منتج يحتوي على مبيض، ما سيزيد من تأثير المطهر إلى أقصى حد.
هذا الإجراء يُستعمل عادةً عند تطهير ملابس المرضى. أما بالنسبة للملابس العادية، فإن التجفيف هو المهم. لذلك، يُنصح أن تكون درجة حرارة المجفف من 50 إلى 60 درجة مئوية. إذ يُمكن لرطوبة الغسالة أن تسمح بنمو بعض أنواع البكتيريا والفطريات، لكن المجفف يمنع ذلك.
على الرغم من حقيقة أن درجات الحرارة المرتفعة كفيلة بالقضاء على معظم أنواع الجراثيم، لكن غسل اليدين بالماء الساخن أو البارد لا يُحدث فرقًا. فالماء البارد فعّال بنفس القدر لأن غسل الأيدي بالصابون والماء يتعلّق بإزالة الجراثيم بدلًا من قتلها.
نفس الشيء ينطبق على الأطباق، من غير المحتمل أن تتحمل حرارة الماء الساخن عند تنظيف الأطباق يدويًا لضمان قتل البكتيريا. مع ذلك، فإن غسالة الصحون الأوتوماتيكية عادةً ما تكون ساخنة بما فيه الكفاية لتعقيم الأطباق.
إن قُمت بتنظيف الأطباق يدويًا، تقترح إرشادات السلامة استخدام منظف عند درجة حرارة 45 درجة مئوية أو أعلى، وشطفها وتعقيمها بمحلول، أو غسلها بمياه نظيفة تبلع حرارتها 75 درجة مئوية أو أعلى.
درجة التجمد لا تقتل الجراثيم، بل تُبطئ من نشاطها فقط
هناك اعتقاد خاطئ بأن تجميد الطعام كفيل بقتل البكتيريا. في حين أن طريقة التجميد تجعل البكتيريا “خاملة”، لكن أنواع أخرى منها تبدأ بالتكاثر بمجرد أن تُخرج الطعام المجمد إلى حرارة الغرفة، مثل بكتيريا Ecoli، والتي يُمكن أن تسبب التسمم الغذائي. هذا النوع من البكتيريا لا يموت بالتجميد، بل يدخل في مرحلة خمول حتى تعاود درجات الحرارة الارتفاع. لهذا السبب، تُوصي إدراة الغذاء والدواء بإذابة الأطعمة المجمّدة في الثلاجة، حتى لا يدخل الطعام منطقة الخطر في درجة حرارة الغرفة.
الطبخ في درجات حرارة مرتفعة قد يقتل مسببات الأمراض
معظم أنواع البكتيريا تزدهر في حرارة تترواح بين 4 – 60 درجة مئوية، ويُشار لها باسم “منطقة الخطر”. وعندما تنمو البكتيريا، فإنها تتكاثر مرتين كل 20 دقيقة. لتجنب ذلك، يُنصح بعد ترك الطعام خارج الثلاجة أكثر من ساعتيْن على الأكثر.
وحيث أن الجراثيم من بكتيريا أو فيروسات أو طفيليات وفطريات لها درجة حرارة مُثلى لتزدهر وتتكاثر، لكن وبشكلٍ عام جميعها تقريبًا تموت على درجة حرارة 70 أو أعلى، أي خلال دقائق من الطهي. لذلك، من المهم التأكد من تسخين الطعام بشكلٍ صحيح عند طهيه، ويُمكن الاستعانة بمقياس حرارة خاص للطعام للتأكد من وصول حرارته الداخلية إلى درجة مرتفعة.
اقرأ يضًا:
الطريقة الصحيحة لغسل اليدين لمدة 20 ثانية للوقاية من فيروس كورونا