أي من وضعيات النوم المختلفة تُشعرك بالراحة خلال نومك؟ هل تستلقي على ظهرك بشكلٍ مسطّح؟ أم على جانبك، أو على بطنك؟ أو لعلّك تتّخذ وضعية الجنين خلال النوم؟!
إن لم تفكر مطلقًا في الوضع الذي تنام فيه، فقد حان الوقت لذلك. فوضعية نومك لا تؤثر فقط على شعورك الجيد عندما تستيقظ في الصباح، بل يمكن أن تزيد أو تقلل من خطر إصابتك بحالات مرضية معينة.
نُساعدك في هذه المقالة على اختيار وضعية النوم الأنسب لك وفهم المخاطر والفوائد المترتّبة على أشهر الوضعيات وأكثرها شيوعًا.
مقالات ذات صلة: كيف تتمتع بإنتاجية وراحة أكثر مع ساعات النوم الأقل؟
هل وضعيات النوم مهمة؟
مع إيلاء الكثير من الاهتمام لطول مدة نومك كل ليلة وما تشعر به عند الاستيقاظ، من السهل أن تنسى أن هناك لاعبًا رئيسيًا آخر في معادلة النوم الجيد – وضع النوم.
هل ذلك مهم؟ نعم بالتأكيد! فوضعية النوم يمكن أن تُسبب أعراضًا مثل آلام الظهر والرقبة والتعب وتوقف التنفس أثناء النوم وتشنجات العضلات والصداع وحرقة المعدة. وقد تؤدي حتى إلى التجاعيد المبكرة.
جميع أوضاع النوم لها سلبياتها، ولكن بالنسبة للبعض، فإن هذه الجوانب السلبية تحمل عواقب صحية خطيرة.
من أجل ذلك، هل تنام بالوضعية الصحية الصحيحة؟
مخاطر وفوائد وضعيات النوم المختلفة
النوم على الظهر
من النادر جدًا أن تنام على ظهرك – فقط 8٪ من الناس يفعلون ذلك. إذا قمت بذلك، فإن الخبر السار هو أن النوم والوجه لأعلى يعد أمرًا رائعًا لمنع آلام الرقبة والظهر.
فالاستلقاء على ظهرك يحافظ على رأسك وعنقك وعمودك الفقري في وضع محايد، ويزيل الضغط الإضافي على المفاصل في تلك المناطق.
يساعد النوم والوجه لأعلى أيضًا على تقليل مخاطر ارتداد الحمض، طالما أنك تستخدم وسادة لإبقاء رأسك أعلى من صدرك ومنع محتويات معدتك من الخروج إلى الجهاز الهضمي.
العيب الرئيسي للنوم على ظهرك هو أنه يزيد من خطر الشخير و/أو توقف التنفس أثناء النوم مقابل النوم على جانبك.
فعندما تستلقي بشكل مسطح على ظهرك، يمكن للسانك أن يسد أنبوب التنفس، مما يزيد من صعوبة التنفس بشكل طبيعي.
فإذا كنت تشخر أو تعاني من نوبات توقف التنفس أثناء النوم، فحاول النوم على جانبك للمساعدة في تحسين الأعراض.
النوم على الجنب
عندما يحين وقت النوم، هل تستلقي على جانبك مع الحفاظ على استقامة ظهرك ورجليك؟ وكذلك الحال بالنسبة لـ 15٪ من البالغين، وهو وضع رائع للنوم.
على عكس النوم على ظهرك، فإن النوم على جانبك يقلل من أعراض انقطاع التنفس أثناء النوم ويمكن أن يخفف من الشخير.
فالنوم على جانبك بظهر مستقيم يحافظ على محاذاة عمودك الفقري، مما يمكن أن يساعد في تقليل خطر الإصابة بألم العمود الفقري والرقبة.
لكن هناك مشكلة. فالنوم على جانبك يمكن أن يضغط على الورك الذي تستلقي عليه. ويمكنك تخفيف ذلك عن طريق وضع وسادة ناعمة أو بطانية مطوية بين ركبتيك.
وإذا كنت حريصًا على أن تظل شابًا لأطول فترة ممكنة، فضع في اعتبارك أن دفع نصف وجهك على الوسادة قد يؤدي إلى ظهور التجاعيد المبكرة.
وعند الحديث عن النوم الجانبي، فيجب التفريق بين النوم على الجانب الأيسر والأيمن.
النوم على الجانب الأيسر
يُعرف أيضًا باسم الموضع الجانبي، حيث يتم وضع الجسم مع وضع الرأس والجذع على الجانب الأيسر.
وقد تكون الذراع تحت الجسم أو قد تكون للأمام أو ممتدة قليلًا، مع بعض الضغط على الكتف الأيسر.
قد تكون الأرجل مكدسة مع الساق اليسرى تحتها أو متعرجة قليلاً. في وضع الجنين، تنحني الأرجل ويتم سحب الركبتين نحو الجزء العلوي من الجسم.
يُعتبر النوم على الجانب الأيسر مفيدًا لتقليل الشخير وعلاج توقف النفس خلال النوم.
وإذا كُنت تعاني من آلام في الجانب الأيمن، كآلام الكتف والورك، فقد يتم تخفيف هذه الآلام بوضعية النوم على الجانبك الأيسر.
لكن وعلى الرغم من هذه الفوائد، فالجانب الأيسر لليس ملائمًا للجميع للنوم عليه!
قد تتحرّك الأعضاء الداخلية في القفص الصدري، وتضغط الرئتان بثقلهما على القلب.
وقد يؤثر هذا الضغط المتزايد على وظيفة القلب، مما قد يؤدي إلى تفاقم إجهاد القلب في حالة قصور القلب.
النوم على الجانب الأيمن
في هذا الوضع الجانبي، يتم وضع الجسم مع استلقاء الرأس والجذع على الجانب الأيمن.
كما في السابق، قد تكون الذراع تحت الجسم أو قد تكون للأمام أو ممتدة قليلاً، مع بعض الضغط على الكتف الأيمن.
كما هو الحال في النوم على الجانب الأيسر، فالنوم على يمينك يُقلل من آلام الكتف أو الورك في جانبك الأيسر.
لكن مع تحويل الجاذبية للأعضاء الداخلية إلى اليمين، فإن القلب سيحول المنصف نحو الرئة اليمنى.
وسيؤدي ذلك إلى تقليل حجم الرئة، وقد يكون هذا خطرًا في بعض الحالات الرئوية.
وقد يُضعف الحجم المنخفض مستويات الأكسجين في الدم ويجهد نظام القلب والأوعية الدموية لدى الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية ذات صلة.
النوم على البطن
فقط 7٪ من البالغين يفضلون هذا الوضع من وضعيات النوم. إذا كنت جزءًا من تلك الـ 7٪، فإن الأمر يستحق تجربة وضع جديد لأن النوم على بطنك يحمل العديد من المخاطر.
أولاً، من الصعب الحفاظ على عمودك الفقري في وضع محايد عند الاستلقاء على بطنك، وقد يؤدي ذلك إلى آلام الرقبة والظهر.
ثانيًا، يضغط هذا الوضع على مفاصلك وعضلاتك، مما قد يؤدي إلى الشعور بالألم والخدر والوخز.
من الأفضل تجنب النوم في هذا الوضع تمامًا، ولكن إذا كان هذا هو الوضع الوحيد الذي يمكنك النوم فيه، فيُمكن التقليل من المخاطر المحتملة من خلال:
- النوم والوجه لأسفل بدلاً من رأسك مقلوبًا إلى الجانب. سيساعد هذا في إبقاء مجرى الهواء مفتوحًا
- ضع وسادة ناعمة تحت جبهتك قليلاً
النوم في وضعية الجنين
يُعد وضع الجنين أكثر وضعيات النوم شيوعًا إلى حد بعيد – حيث يلتف حوالي 40٪ من الأشخاص على جانبهم ليلاً.
إنها أخبار جيدة إذا وقعت في هذه المجموعة لأن وضع الجنين يحافظ على العمود الفقري محايدًا، مما يساعد على منع آلام الظهر.
وتشير الأبحاث التي أجريت على الحيوانات إلى أن الالتفاف على جانبك قد يساعد في تقليل خطر الإصابة بأمراض الدماغ، مثل مرض الزهايمر ومرض باركنسون.
لكن وضع النوم هذا يجلب مزايا أخرى. فقد تستفيد المرأة الحامل من الاستلقاء في وضعية الجنين ليلاً لأن ذلك:
- يحسن الدورة الدموية في الجسم
- يحسن الدورة الدموية للطفل
- يمنع الرحم من الضغط على الكبد
في حين أن هناك بعض الجوانب السلبية للنوم في وضعية الجنين، إلا أن هناك جانبًا جديرًا بالملاحظة: يمكن أن يؤدي الالتفاف بشدة طوال الليل إلى تقييد تنفسك وجعلك تشعر بالألم.
فإذا شعرت بأوجاع عند الاستيقاظ، فحاول فرد جسمك في المرة القادمة التي تنام فيها.
ما هي أفضل وضعيات النوم على الإطلاق؟
إذًا، من بين الوضعيات التي ذكرناها، أي هذه الوضعيات الأفضل للنوم من حيث الفوائد وتقليل المخاطر؟
يحمل النوم على جانبك مخاطر صحية أقل من الوضعيات الأخرى، بينما يحمل النوم على بطنك عيوبًا ملحوظة.
مقالات ذات صلة: هذه الوضعية هي الأفضل لـ النوم بحسب رأي الخبراء!
ومع ذلك، نظرًا لاختلاف الجميع، فمن الصعب القول إن وضعًا معينًا للنوم هو الأفضل.
إذا كنت تعاني، أو تعتقد أنك مصاب بحالة صحية يمكن أن تتأثر بوضعية نومك، فتحدث إلى الطبيب.
وتذكر أنه على الرغم من أنك تنام في وضع معين، فمن غير المرجح أن تقضي معظم الليل في هذا الوضع.
إذ يتحرك معظمنا من 10 إلى 12 مرة في الساعة أثناء النوم، مما يعني أنه يمكنك تغيير وضعيتك عدة مرات في الليلة.
المصادر
اقرأ أيضًا: