“إن كنت تريد إجراء شيء ما بشكلٍ صحيح، فافعله بنفسك”! قولٌ مأثور كثيرًا ما نسمعه، لكن هل كان صاحبه يشمل بمقولته إجراء العمليات الجراحية؟!
إن فكرة إجراء شق بجلدك من تلقاء نفسك تبدو مرعبة للغاية، لكن بعض الظروف التي فُرضت على الأشخاص في قائمتنا دفعتهم لأن يُجروا جراحة لأنفسهم، وفي كثيرٍ من الأحيان بدون تخدير!
أشخاص أجروا عمليات جراحية على أنفسهم!
ليونيد روجوزوف
خلال رحلة استكشافية سوفييتية ضمت 12 شخصًا في القطب الجنوبي في أبريل 1961م، بدأ الشاب البالغ من العمر 27 عامًا يشعر بالألم وأعراض الإعياء والمرض.
بفضل قدرته على تحديد موضع الألم بالتحديد في الجهة اليمنى من بطنه، أدرك أنه كان التهابًا في الزائدة الدودية – وهي حالة تتطلب عادةً إزالة سريعة للزائدة الدودية.
مع عدم وجود رحلات جوية أو السفر بسبب الطقس السيء وبعد المكان، واجه روجوزوف، الطبيب الوحيد في الرحلة، حلًا واحدًا فقط: إزالة الزائدة بنفسه.
بعد الحصول على موافقة رؤسائه، قام الجراح بتجنيد زملائه المستكشفين كمساعدين جراحيين وخدر نفسه بمخدر موضعي.
أدخل روجوزوف مشرطًا في نفسه، من خلال الإحساس بدلاً من البصر، واضطر للراحة كل بضع دقائق لتجنب الإغماء.
أخيرًا، بعد ساعتين، أزال الزائدة الملتهبة وأغلق جرحه. لقد نجا وتلقى ترحيبًا من الأبطال عند وصوله إلى المنزل.
منذ ذلك الحين، فرضت بعض البلدان، مثل أستراليا، على الأطباء المتجهين إلى القطب الجنوبي إزالة الزائدة الدودية عن طريق الجراحة الاختيارية قبل السفر إلى هناك.
آرون رالستون
في عام 2003، كان المتسلق آرون رالستون البالغ من العمر 27 عامًا يستكشف وادٍ في ولاية يوتا عندما انزلقت يده اليمنى بجانب صخرة وحوصرت بشكلٍ لم يتمكن من تحريرها,
مع عدم استقبال الهاتف – وعدم وجود هاتف – والقليل من الأكل والشرب، قرر أن يأخذ الأمر بيده الحرة ويقطع ذراعه المحاصرة ببطء باستخدام سكين جيب.
أُجبر آرون على الانحناء وكسر عظامه لإتمام المهمة، ونجح في فصل ذراعه. ما ساعده في إتمام هذه المهمة المستحيلة نوعًا ما هو العقل الباطن الذي أوحى له أن اليد هي العضو الذي سيتسبب بقتله، ويجب التخلص منه، ما سهّل عليه المهمة.
تشارلز أوغوست كليفر دي مالديني
في القرن التاسع عشر، كانت عمليات إزالة حصوات المثانة سيئة السمعة، وكثيرًا ما انتهى المطاف بالمرضى بالموت.
لذلك، بدلًا من إخضاع نفسه لمباضع الجرّاحين آن ذاك، حمل أوغوست على نفسه إجراء العملية الجراحية للتخلص من حصوات المثانة المؤلمة مستعينًا بتقنية بدت أقل سواءًا من الإجراء المعتمد.
بمساعدة امرأة، قام بعمل شق فوق عظم الحوض مباشرةً، وقطع في مثانته، وإزالة ما بدا كحجرٍ بحجم حبة جوز وقد تبيّن أنه قطنة طبية تركها الأطباء سهوًا داخل جسده خلال إحدى العمليات الجراحية السابقة.
كورتيس كاسر
أثناء العمل في مزرعته بالقرب من بيندر، نبراسكا، في عام 2019، أصيب كورتيس كاسر البالغ من العمر 63 عامًا بساقه بالخطأ في آلة ثقب الحبوب.
بدأ الجهاز يلتهم قدمه اليسرى وهدد بتشويه المزيد منه إذا لم يتصرف بسرعة. استخدم كاسر سكين جيبه لقطع بقايا ساقه، ثم زحف على مرفقيه لمئات الأقدام للوصول إلى الهاتف.
في المستشفى، أجرى الموظفون بترًا “نظيفًا” بين ركبته وكاحله. استغل كاسر اهتمام الصحافة الذي تلا ذلك لتذكير الناس “بأخذ الوقت والتفكير” عندما يكونون في موقف محفوف بالمخاطر.
إينيس راميريز بيريز
في مارس من عام 2000، وجدت امرأة حامل تدعى إينيس راميريز بيريز نفسها بموقفٍ صعب مع جنين يوشك أن يُولد وتعسّر هذه الولادة.
لم يكن لديها هاتف في منزلها في جنوب المكسيك، ولا توجد وسيلة لقطع مسافة 50 ميلاً للوصول إلى أقرب عيادة.
بدلاً من المخاطرة بحياة الطفل، قامت إينيس بإجراء شق عرضي ببطنها وهي جالسة للأمام لتقليل فرصة قطع أمعائها، ثم سحبت الجنين إلى الخارج.
بعد ذلك، أرسلت ابنها الأكبر لطلب المساعدة وتم نقلها للمشفى لتلقي الرعاية الصحية المناسبة.
يُعتقد أن إينيس هي المرأة الوحيدة التي تملكتها الجرأة لإجراء عملية قيصرية بنفسها والنجاة منها.
أماندا فيلدينج
المرأة الوحيدة التي قامت بإجراء ثقف في جمجمتها لاعتقادها أن هذا الإجراء المستمد من القرون الوسطى قادر على تنشيط الدورة الدموية في المخ.
قامت أماندا بتخدير جبهتها بمخدر موضعي، ثم إجراء الثقب. وحرصت على تسجيل ذلك حيث تم عرض اللقطات في معرض Suydam في نيويورك عام 1978، وتسببت بإغماء العديد من الجمهور.
بيتر فروشن
كان بيتر مستكشفًا للقطب الشمالي وقد أقام معسكرًا في عام 1926 بمنطقة متجمدة، عندما قرر العودة والحصول على بعض الإمدادات، لكن عاصفةً هبّت وقطعت به الطريق دون مأوى أو طعام.
عندما استيقظ، كان مصابًا بجروح خطيرة في قدمه اليسرى، على الأرجح قضمة الصقيع.
بسبب اشتداد الألم وعدم قدرته على الحركة والخوف من التجمد في مكانه، استعان بيتر بمطرقة ومبرد أظافر لبتر أصابع قدمه. وعندما عاد لمكانٍ مأهول، كان لا بد من بتر قدمه، لكن هذه المرة مستعينًا بفريق جراحي مناسب.
مهاب فؤاد
في حين أن العديد من العمليات الجراحية الذاتية تحدث بسبب الاستعجال والخوف من الموت، اختار جراح أوهايو مهاب فؤاد إجراء الجراحة على يده فقط بدافع الفضول.
قام بجدولة جراحة على يده لإصلاح تمزق في الأربطة في أغسطس 2021، ولكن بمجرد حقنه بمخدر موضعي، بدأ يشعر وكأن طرفه المخدر قد انفصل تقريبًا عن بقية جسده.
قال لاحقًا لصحيفة سينسيناتي إنكوايرر: “لقد كان الأمر كثيرًا كما لو أنه لم يكن إبهامي، بل كان لأي شخص آخر”، وقرر أن يطلب مشرطًا ويجري الجراحة لنفسه. ثم قام فؤاد بتبادل الخطوات الجراحية مع زميل قبل خياطة جرحه.
فيكتور يازيكوف
في عام 1998، كان فيكتور يازيكوف يتنافس في مسابقة إبحار فردية تكلف المتسابقين بالسفر لمسافة 27000 ميل حول العالم في تسعة أشهر.
خلال الرحلة، وفي وسط جنوب المحيط الأطلسي، أصيب يازيكوف بمرفقه الأيمن وأصابه القلق عندما بدأت تظهر عليه علامات الإصابة الخطيرة.
تواصل يازيكوف عبر البريد الإلكتروني مع الجراح في بوسطن دانيال كارلين، الذي كان تحت الطلب بصفته طبيب السباق.
قال يازيكوف لكارلين إن ذراعه تبدو كأنها “ميتة” و “مثل وسادة بها سائل بداخلها”. أرسل له كارلين عبر البريد إرشادات خطوة بخطوة حول كيفية ثقب الخراج وتصريفه.
مع أدوات الطوارئ التي قدمتها عيادة وورلد كلينيك لكل منافس (مشرطان، قفازات، اليود، مقشر، وشاش قطني) بدأ العمل.
اتضح لاحقًا أن ثقب الخراج لم يكن المشكلة؛ جاء الخطر الحقيقي من حقيقة أن يازيكوف عانى من نزيف حاد، جزئياً بسبب بعض الأسبرين الذي تناوله والذي أدى إلى سيولة دمه.
خلال انقطاع الاتصال، تمكن يازيكوف من الحفاظ على ذراعه من القطع بالصغط المباشر على الجرح للمساعدة بوقف النزيف، ثم حصل على الرعاية الطبية المناسبة بعد إعادة الاتصال.
إيفان أونيل كين
بكان إيفان جراحًا في بنسلفانيا نشطًا في أوائل القرن العشرين، وقام ببتر إصبعه المصاب، وفي سن السبعين، قام بإصلاح فتق نفسه، بالإضافة لاستئصال الزائدة الدودية بنفسه.
كان الهدف من استئصال الزائدة الدودية هو تحديد ما إذا كان يمكن إجراء العمليات الجراحية بأمان باستخدام مخدر موضعي بدلاً من إجراء عمليات عامة للأشخاص الذين يعانون من حالات موجودة مسبقًا وكانوا معرضين لخطر التخدير.
اقرأ أيضًا:
أغرب 8 عمليات تجميل جراحية لم تعلم أنها موجودة!
ماذا يحدث حين تُترك فوط جراحية في جسم المريض؟
