لعبة فيديو تحظى بشعبية كبيرة بعد انتشار فيروس كورونا!

مع تزايد المخاوف من انتشار فيروس كورونا وتعدّيه حدود بؤرة المرض المتمثّلة في مدينة ووهان الصينية، والخوف المتزايد من تحوّل الفيروس إلى وباء بسبب عدم تطوير علاج طبي شافٍ حتى اللحظة، انتعشت أوساط أخرى من هذه الأزمة وإن كان بطريقة غير مُخطَّط لها!

في الوقت الذي تُحارب فيه الصين فيروس مُميت عنيد حصد أرواح أكثر من 900 شخص مع إصابات بعشرات الآلاف وفق آخر التحديثات حتى تاريخ كتابة هذا التقرير، لفتت لعبة فيديو الأنظار لها وازداد الطلب عليها نظرًا لأن أحداثها تُشبه إلى حدٍ كبير ما يحدث في الصين اليوم، لكن بطريقة معكوسة!

 

فيروس كورونا يساهم برفع شعبية لعبة فيديو بطريقة غير متوقعة!

لعبة .Plague Inc أو شركة الطاعون، لعبة فيديو تم تطويرها للحاسوب والهواتف الذكية في عام 2012. تقوم فكرة اللعبة على تطوير فيروس أو بكتيريا أو ميكروب فطري مهمّته هي إبادية البشرية عن بكرة أبيها. حيث يتحكّم اللاعب بالميكروب ويسعى إلى نشره بشتى الطرق وتوسيع رقعة المرض حتى تفنى البشرية.

في الأسابيع الماضية، انتعشت مخططات لعبة الفيديو الاستراتيجية .Plague Inc في Apple لتُصبح واحدة من أكثر الألعاب التي تم تنزيلها في العالم الآن. اللعبة التي أنشأها استوديو Ndemic Creation ومقره في المملكة المتحدة، تُحدِث طفرة لدى المستخدمين في كل مرة يتفشّى فيها فيروس مُميت في العالم الحقيقي. فقد ازداد عدد لاعبي اللعبة بشكل ملفت في الفترة التي انتشر فيها فيروس إيبولا وفيروس إنفلونزا الطيور والخنازير.

ومع انتشار فيروس كورونا في الصين وظهوره بصورة محدودة في دول أخرى، وصل عدد لاعبي لعبة .Plague Inc إلى أرقام مهولة، ما جعل القائمين على تطوير اللعبة يُصدرون بيانًا حثّوا فيه المستخدمين على عدم أخذ اللعبة كنموذج علمي لدراسة تفشّي فيروس كورونا الحالي الذي يُعتبر حالة حقيقية مرعبة.

خبيرة الصحة العقلية ميشيل كولدر كاراس، المتخصصة في استخدام ألعاب الفيديو، علّقت على الأمر لموقع Business Insider بقولها أن رواج وصعود نجم لعبة الفيديو .Plague Inc كان متوقعًا ولم يكن مفاجئًا. خلال سنوات البحث، تبيّن أن الألعاب المحزنة التي تُحاكي أحداث حقيقية في العالم يُمكن أن تكون شكلًا من أشكال “العلاج بالتعرض”، ما يمنح المستخدمين شعورًا بالسيطرة.

 

في لعبة .Plague Inc، اللاعب هو الفيروس!

تبدأ اللعبة بتعليق صوتي يقول: (في الوقت الذي كان هناك أكثر من 7 مليارات نسمة في العالم، حيث الجنس البشري هو الحاكم، ثم صوت “سعال”، أجد صعوبة الآن في تصوّر شكل العالم!). يقوم اللاعبون باختيار مسبب مرض ويضعون استراتيجية حول كيفية تقدّم الأعراض ونقل الأعراض إلى أكبر عدد ممكن من الأشخاص بالعدوى ومحاولة إحباط كافة الإجراءات المضادة التي يتخذها العلماء والحكومة. وبمجرد أن تُمحى البشرية، تكون فزتَ باللعبة! لكن إن تمكّنت البشرية من القضاء على مسبب المرض، فأنت تخسر!

 

ألعاب الفيديو الحزينة كوسيلة علاجية!

في عام 2009، حذّرت جمعية علم النفس الأمريكية من أن ألعاب الفيديو العنيفة ضارة بالشباب خاصةً في المرحلة العمرية الحرجة التي يشترك بها اللاعبون بشكل عام.

لكن، وعلى نحو متزايد، تُظهر الدراسات أنه حتى أكثر أنواع ألعاب الفيديو إثارة للحزن يُمكن أن تكون شكلًا من أشكال العلاج للأشخاص الذين يُعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، أو الاكتئاب السريري. وليس من الغريب أن يلجأ الناس للعب هذه الألعاب كوسيلة للتغلب على القلق أو وضع الأمور في مجراها الصحيح.

في الواقع، على موقع التواصل الاجتماعي الصيني Weeibo، قال أحد لاعبي لعبة Plague Inc. أن جاذبية اللعبة تكمن في التظاهر باحتلال منصب الجاني. بالنسبة للبعض، فإن اللعبة تعتبر بمثابة وسيلة لتفريغ القلق المتزايد من انتشار المرض.

على الرغم من ذلك، علّق استديو Ndemic Creation على التزايد الكبير في أعداد لاعبي لعبة Plague Inc. على حساب اللعبة في تويتر: (صدرت Plague Inc. منذ ثماني سنواتٍ من الآن، وكلما تفشى مرضٌ في العالم، كلما شهدنا زيادةً في أعداد اللاعبين؛ في سعيٍ من الناس لفهم الآلية التي تنتشر بها الأمراض في العالم، وكرغبةٍ منهم أيضًا لاستيعاب التعقيدات وراء التفشي الفيروسي).

وأضاف: (مع ذلك، تذكروا جميعًا أن Plague Inc. مجرَّد لعبة، وليست نموذجًا علميًا، هذا فضلًا عن تواجد فيروس كورونا في عالمنا الحقيقي ويؤثر على عددٍ كبيرٍ من الناس. ونوصي اللاعبين دائمًا بالحصول على المعلومات من الهيئات والمنظمات الطبيَّة والصحيَّة المحلية والعالمية بشكلٍ مباشر).

وفقًا لآخر التحديثات، فإن أعداد لاعبي لعبة Plague Inc. وصل إلى أكثر من 17500 لاعب متصل في آنٍ واحد على متجر Steam، وهو رقم هائل لم يحدث سوى بعد أربع سنوات تقريبًا من إطلاقها على الحواسيب الشخصية. وليس من الغريب أن يتعطّل الموقع الرسمي للاستوديو بسبب إقبال الناس الهائل عليه من مختلف أنحاء العالم.

 

المصدر

اقرأ أيضًا:

تعرف على الفيلم الذي ارتفعت مشاهداته بعد فيروس كورونا الجديد!

Exit mobile version