هل أنت ممن يصابون بـ الاضطراب العاطفي الموسمي ؟

هل تشعر في أوقات معينة من السنة بحالة غير مريحة وغير مستقرة، فتشعر بعدم الرغبة في فعل أي شيء، أو أنك تشعر بالحزن أو العجز، أو يتعكّر صفو المزاج ككل؟ تلك الأحاسيس وما تمر به أمر طبيعي جدًا، يُصاب به كثير من الناس حول العالم، فهذه أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي ” Seasonal Affective Disorder” والمعروفة اختصارًا بـ “SAD”.

بحسب الدكتور “تيودور بوستولاشي” أستاذ الطب النفسي في كلية الطب في جامعة ميريلاند، فالاضطراب العاطفي الموسمي شكل من أشكال الاكتئاب الذي يتزامن مع أشهر الشتاء. قد يعتقد البعض أنه مصاب بالوهم فيما يتعلق بشعور الاكتئاب خلال الشتاء، لكن الدكتور “أليكس كورب” الأستاذ المساعد في علم الأعصاب يؤكد أن ذلك ليس مجرد افتراض من رأسك، إنما هو شيء حقيقي.

أما عن أسباب الإصابة بالاكتئاب الموسمي فهي متعددة

أولها غياب ضوء الشمس، فلو أخذنا الولايات المتحدة كمثال والتي توجد بها أقاليم مناخية متنوعة، تختلف فيها معدلات الشعور بالاكتئاب الموسمي تبعًا لدوائر العرض، بالتالي ستجد أنه أقل في فلوريدا عنه في ألاسكا والتي تنخفض فيها درجات الحرارة بمستويات كبيرة جدًا، أي أن فرصة الاكتئاب نتيجة غياب الشمس فيها تكون أقوى.

فكما لنظام العمل بالورديات، أو السفر إلى منطقة زمنية مختلفة تأثيرات سلبية على إيقاعات الجسم الطبيعية، فالافتقار إلى الضوء خلال فصل الشتاء يؤثّر على دورة النوم والاستيقاظ والساعات الداخلية، وهو ما قد يؤدي إلى حالة من عدم التوازن في مستويات السيروتونين والدوبامين وغيرها من الناقلات العصبية التي تتحكم بمستويات المزاج والشهية والطاقة.

هل هناك أسباب أخرى للاكتئاب الموسمي غير غياب أشعة الشمس؟

نعم، السبب لا يرجع فقط إلى الشمس، فبحسب دكتور علم النفس “ديفيد كير” في جامعة أوريغون الذي يرى أنه بلا شك يؤثّر غياب الشمس على أولئك الذين يعيشون في المناطق ذات خطوط العرض العالية، لكنه لم يجد أن هناك صلة بين الاضطراب العاطفي الموسمي والتعرض للشمس!

لذا، ما الذي قد يفسّر أيضًا أسباب الاكتئاب الموسمي؟

من المرجّح أن نمط حياتنا العصرية لا يتوافق مع الطريقة التي خُلقت أجسادنا لتعمل فيها خلال الأيام الباردة والقصيرة. فبرأي الدكتور كورب أننا أقلمنا أجسادنا لتكون أقل نشاطًا خلال الشتاء لحفظ الطاقة داخلها بالمقارنة مع الحيوانات التي لديها نظام البيات الشتوي، لكن بإدراك حقيقة أن عادات النوم والعمل لا تتغير من الصيف إلى الشتاء من شأنه أن يجعلك تعيد تفسير سبب اكتئابك في مواسم معينة.

وتلعب العوامل الجينية والبيولوجية دورًا في الإصابة بهذا النوع من الاكتئاب بحسب دكتور طب النفس “نورمان رونتال” مؤلف كتاب “Winter Blues” والذي يدور حول الاكتئاب الموسمي، حيث يرى أن المرأة أكثر عرضة للشعور بمستويات عالية من هذا النوع من الاكتئاب خاصة في سن الإنجاب.

ماذا يمكن أن تفعل لمواجهة الاضطراب العاطفي الموسمي؟

يُنصح من يمر بالاكتئاب الموسمي بالعلاج بالضوء وذلك بالتعرض لضوء الشمس أو لأطوال موجية معينة من الضوء، وذلك لمدة 20 – 30 دقيقة صباحًا والذي من شأنه أن يحسّن المزاج. العلاج بالضوء بحسب الأبحاث لن يساهم بعلاج اكتئاب الشتاء فقط، إنما له تأثير على أشكال الاكتئاب الأخرى.

وإلى جانب العلاج بالضوء، يمكن القيام بالتمارين الرياضية بشكل منتظم، وكذلك الاهتمام بالعلاقات الاجتماعية، وقضاء المزيد من الوقت بالقرب من النوافذ أو الهواء الطلق، والذهاب برحلات إلى الأماكن المشمسة. كما وليس من الخطأ زيارة الطبيب وشرح حالتك له إن استدعى الأمر ذلك.

 

المصدر

Exit mobile version