رجل يقدم على عملية زراعة رأس بشري

تعتبر عملية زراعة رأس بشري عملية بعيدة المنال لا نراها إلا في الأفلام الخيالية، كما يقول معظم الأطباء، فهي عملية مستحيلة من الناحية الطبية. لكن رجل روسي، يعاني من حالة قاتلة مستعد على وضع إيمانه في الدكتور “Sergio Canavero” المثير للجدل بإدعاؤه قدرته على قطع الرأس ووضعه في جسم جديد صحي وإجراء العملية المشكوك جداً في نجاحها.

عانى “فاليري سبيريدونوف” البالغ من العمر 30 عاماً طوال حياته من مرض الهزال للعضلات، ويعتبر اضطراب وراثي نادر. حيث تم تشخيص حالته واكتشاف بأنه مصاب وهو في سن الواحدة، وقد قال “سبيريدونوف” لوسائل الإعلام: “توقفت عضلاتي عن أي تطور في مرحلة الطفولة ولم تنمو، وبسبب هذا حصل تشوه في الهيكل العظمي، وعضلات الظهر لا يمكن أن تدعم الهيكل العظمي”، يضيف “سبيريدونوف” أنه بالكاد يمكنه السيطرة جسده الآن،لذلك هو بحاجة للمساعدة في كل دقيقة.

وبعد أن عانى لمدة ثلاثة عقود تقريبا مع هذا المرض -على الرغم من أن الانسان نادرا ما يعيش لأكثر من 20 مع هذا المرض-،أراد الآن فرصة في هيئة جديدة قبل أن يموت، بغض النظر عن المخاطر التي تنطوي عليها، لذلك عندما سمع عن الدكتور “Canavero” وعملية زرع الرأس، تواصل معه عبر البريد الإلكتروني وعرض نفسه عليه لجعل العملية ممكنة، وتحدثا مدة عامين عن الفكرة والتخطيط للعملية، وقرر انه مستعد لإجرائها بالرغم من عدم التأكد من صحة نجاحها.
تدعى هذه العملية باسم “Heaven”، وهو مصطلح يستخدم لوصف جراحة ربط اثنين من أجزاء الجسم، وأوضح الدكتور “Canavero” أن االعملية تنطوي على قطع رأس كل من المتبرع والمريض في نفس الوقت، وذلك باستخدام شفرة حادة جدا، عندئذ توضع رأس المريض على جسم المتبرع وتعلق باستخدام “العنصر السحري”، وهي مادة تشبه الغراء تسمى البولي ايثيلين جلايكول، ومن المتوقع أن تلتحم طرفي الحبل الشوكي معا بهذا الغراء.

وبعد العملية يدخل المريض في غيبوبة لمدة أربعة أسابيع بحيث أن الرأس والجسم يمكن أن يشفيا معاً، وعندما يستيقظ المريض، ينبغي أن يكون قادر على التحرك، ويشعر بوجهه وحتى التحدث بالصوت الأصلي، وسوف تستخدم عقاقير لكبت المناعة القوية.

وستستغرق العملية 36 ساعة وستكلف 10 مليون دولار، وحتى الآن، فشل الطبيب في تأمين التمويل اللازم للعملية الجراحية نفسها ولطاقم الموظفين  وهم 150 طبيبا وممرضة ليتم إنجاز ذلك.

يقول منتقدون أن خطط “Canavero” هي ضرب من الخيال، وبعض الأطباء قارن الدكتور بالشخصية الوهمية الدكتور “فرانكشتاين”، في حين أن البعض الآخر بين بساطة العملية واصفاً إياها بـ”المكسرات”، معظمهم يقولون أن “Canavero” يتجاهل تعقيدات اعادة ربط الحبل الشوكي.

“لا أود هذا على أي شخص”، يقول الدكتور “Hant Batjer”، الرئيس المنتخب للجمعية الأمريكية للعلوم العصبية: “لن أسمح لأحد أن يفعل ذلك بالنسبة لي كما أن هناك الكثير من الأشياء التي من الممكن أن تحدث أسوأ من الموت”

ومع ذلك يبدو الدكتور “Canavero” غير مبالي بكل تلك الإنتقادات، وكذلك “سبيريدونوف” الذي قال بأنه لا يفهم مخاطر هذه الجراحة فالرأس عضو كالقلب الذي يتم زراعته أيضا، وأعرب عن خوفه من النتيجة ولكنه يشعر بالإثارة والتشويق، وأضاف بأن عائلته تؤيده بشكل كامل في رغبته الغريبة لإجراء العملية ومن المتأخر جداً التراجع عنها.
ومن المثير للاهتمام، أنه قد تمت عملية زرع لوجه قرد منذ أكثر من أربعين عاما، وكانت النتائج كارثية، في عام 1970، زرع الدكتور “روبرت وايت” رأس قرد واحد على جسم آخر في مدرسة جامعة “كيس ويسترن ريزيرف للطب”، وللأسف، مات القرد بعد ثمانية أيام لأن الجسم يرفض الرأس، وكان الحيوان غير قادر على التنفس من تلقاء نفسه، ولا يمكنه التحرك لأن الحبل الشوكي لم يكن مرتبطا.

 

المصدر.

Exit mobile version