علاجات غريبة كان يعالجون فيها قديماً

التقدم الطبي البشري قطع شوطا طويلا خلال القرن الماضي، لكن جسم الإنسان يبقى لغز ليس من السهولة حله. لذلك فمن المتوقع استبدال علاجات وأدوية معروفة حاليا بأخرى مختلفة تماما في المستقبل، وليس فقط كذلك، يمكن من الممكن جدا أن تصبح ممارسات اليوم أضحوكة القرن ال23!

نقدم لكم بعض الطرق العلاجية التي كانت أثبت الزمن أنها شكلت خطرا على الإنسان، وليس علاجا له:

الحقنة الشرجية من دخان التبغ:

في القرن السابع والثامن عشر، كان يعتقد أن علاج الجهاز التنفسي الضعيف يمكن أن يتم من خلال تسخينه من خلال حقنة شرجية بدخان التبغ!

وتضمنت الحقيبة المستعملة للعلاج أنابيب مطاط ومنفاخ. استخدمت هذه الأدوات في وقت لاحق كعلاج لكل شيء من نزلات البرد إلى الكوليرا والى السباحين الذين تعرضوا لاختناق نتيجة الغرق. المادة الفعالة في هذا العلاج هي النيكوتين، الذي كان بمثابة منبه للغدد الكظرية التي تنتج الأدرينالين. وتوقف استخدام هذه الأدوات بعد أن تم كشف زيفها وفشلها في الشفاء في أوائل القرن التاسع عشر، حيث بدأ العلماء بمعرفة الآثار الضارة للتبغ على القلب والرئتين.

الهيروين:

استعملت شركة تصنيع الأدوية الألمانية Bayer الهيروين، وهو مادة مخدرة ممنوع تداولها في كل دول العالم، في علاج الكحة. وكان الإعتقاد السائد أن الهيروين يسبب إدمانا بنسب أقل من المورفين، النبات الأصل للهيروين. وقال الأطباء في ذلك الحين أن كلمة هيروين جاءت من كلمة “هيرويك” وتعني “بطولي”. ونظر إلى العلاج بالهيروين ك كمعجزة لمواجهة مرض السل. وبعد أن لاحظت الشركة المصنعة أن متلقي هذا العلاج أصيبوا بالإدمان توقفت عن استعماله كعلاج في سنة 1913.

 

العلاج بالصدمة:

في القرن الثامن عشر، اعتقد بعض العلماء أن الكهرباء تمتلك خصائص الشفاء، واعتبروا أن التعرض لصعقة كهربائية بسيطة كفيل بعلاج شامل للجسم، كما رأوا أن التأثير فعال جدا على الأعضاء التناسلية للرجل. وكان يعتقد خطأ أن ممارسة العادة السرية هي سبب العجز الجنسي لدى الرجال، وأن صعقة بسيطة يمكن أن تعالج هذا العجز. وبيع الكثير من الأجهزة الكهربي التي وصفت لعلاج العجز الجنسي.

 

الخبز المتعفن والروث:

استعملت مصر القديمة الأدوية والمراهم الطبيعية في العلاج الطبي والروحي للمرضى. ولكن محتويات هذه الأدوية كانت مثيرة للاشمئزاز لكل من يتلقاها. و من بين هذه المحتويات كان دم السحلية و الخبز المتعفن الذي استعمل ضد الإلتهابات و معجون الفأر الميت الذي اعتقد أنه يخفف الألم. فضلات الحمار والطيور وحتى الإنسان أعتقد أن لها خصائص علاجية، في حين كان روث التماسيح أحد وسائل منع الحمل التي كانت تحقن في المهبل.

شراب المورفين:

كان هناك إختراع اسمه “مسكن السيدة ينسلو” في القرن ال19 للأطفال والرضع، وتم تسويقه كعلاج الأرق، خصوصا أثناء التسنين. في عام 1910 أوردت صحيفة نيويورك تايمز مقالا يلفت إلى المكونات الخطرة للشراب، بما في ذلك مواد كيميائية مثل المورفين والكحول.

جراحة الفصوص الصدغية للمخ:

استخدمت طرق بدائية في علاج الأمراض النفسية في وقت متأخر من منتصف القرن ال20. في الأربعينيات، اعتاد جراحين ثقب الجمجمة للوصول إلى الدماغ وإزالة جزء منه. وابتكر الطبيب والتر فريمان طريقة أسرع وأكثر رعبا من خلال ادخال أداة كحط الجليد في عين المريض وهو فاقد للوعي، وأسفرت هذه العمليات عن نتائج ايجابية محدودة جدا للمرضى، وفي بعض الأحيان سببت شللا عقليا لهم.

 

الزئبق:

يعرف الزئبق هذه الأيام بسميته الشديدة، ولكن منذ قرون اعتقد أن هذه المادة بمثابة إكسير الحياة. استخدمها الإغريق كمرهم ومطهر ضد الجروح والخدوش، في حين يعتقد الصينيون القدماء أن الزئبق يطول العمر، حيث كان الإمبراطور الصيني تشين شي هوانغ أحد أشهر ضحايا الزئبق. حتى في أوائل القرن العشرين وقبل التعرف على البنسلين، استخدم الزئبق لعلاج الأمراض المنقولة جنسيا مثل الزهري، كما يدخل الزئبق كمكون أساسي في كثير من المراهم. لكن في الحقيقة، الزئبق يسبب كفيل بفقدان الأسنان و فشل الأعضاء و تلف دائم في الجهاز العصبي وهو سبب رئيسي للموت.

وضع الحديد الساخن في مكان حساس:

جراحات البواسير ليست بسيطة، لكن بفضل وسائل التخدير الحديثة، يمكن للمرضى إجرائها بسهولة دون الشعور بأي ألم. لكن في العصور الوسطى، من كان يعاني من البواسير يوصف له طريقتين للعلاج: اما الجلوس على حجر منحني مرة واحدة وتلقى تعويذة على يد القديس Fiacre أو حقن قضيب من الحديد من أسفل الجسم إلى أعلاه. ولم يكن أي طريقة فعالة.

حفر في الرأس:

أقدم أشكال الجراحة وتتم من خلال حفر حفرة في الجمجمة دون مخدر. ويعود تاريخ هذه الطريقة الى العصر الحجري والعيش في الكهوف. واعتبرت هذه الطريقة احدى ممارسات التصوف أكثر من كونها ممارسة طبية، حيث كان يعتقد أن عمل ثقب في الرأس يطرد الأرواح الشريرة الموجودة داخل الجسم. ووجد هذا العلاج طريقه الى أوروبا، حيث كان يستعمل لعلاج الصداع النصفي، والنوبات و حتى الجنون.

المصدر

Exit mobile version