هل عليك غسل الملابس الجديدة قبل ارتدائها؟

إن كُنت من النوع الذي لا يغسل ملابسه الجديدة قبل ارتدائها، فهناك احتمال كبير أنك ستدفع ثمنها مرةً أخرى بعد بضعة أيام، ثمن علاجات الحكة المؤلمة والطفح الجلدي الذي قد يتعرّض له جلده تحسسًا من الملابس الجديدة.

 

هذه الأسباب ستدفعك لغسل الملابس الجديدة قبل ارتدائها!

يُعتبر التهاب الجلد التماسي التحسسي من أنواع الحساسية المتعلّقة بنظام المناعة تجاه مسببات الحساسية التي تُلامس جلدك. ردة الفعل على هذا الالتهاب التحسسي تكون على شكل طفح جلدي يظهر بعدة عدة أيام من التعرض للمسبب، وقد يستمر الطفح لعدة أسابيع. وعادةً ما تُسبب الأصباغ المشتتة “Disperse dyes” المستعملة في تلوين الملابس هذا النوع من رد الفعل التحسسي للجلد.

تُستعمل الأصباغ المشتتة في المقام الأول في أقمشة الملابس الاصطناعية مثل البوليستر والنايلون، وقد تكون نسبتها مرتفعة في الملابس الجديدة غير المغسولة. إذ يُمكن أن تساعد بعض العوامل على تحرير هذه الأصباغ من الملابس مثل التعرق والاحتكاك. وغالبًا ما تكون الملابس الرياضية التي تحتوي على مواد لامعة تعمل على صد الماء والتي تحظى بشعبية كبيرة هذه الأيام، هي الجاني الأول في إصابة الناس بالتهاب الجلد التماسي التحسسي. ويظهر الطفح الجلدي الناتج عنها على شكل احمرار وحكة ممتد حول الجزء الخلفي من الرقبة وعلى طول الجانبين حول الإبطيْن.

هناك طريقة واحدة للحد من مخاطر ردود الفعل التحسسية السيئة للملابس الجديدة، عن طريق غسل الملابس ما يؤدي إلى إزالة الصبغة الإضافية وبالتالي يكون التعرض لها أقل.

طفح الحساسية ليس المشكلة الوحيدة المرتبطة بالمواد الكيميائية في الملابس. في دراسة أُجريت عام 2014، اختبر مجموعة من الباحثين من جامعة ستوكهولم في السويد، 31 عينة من ملابس تم شراؤها من متاجر البيع بالتجزئة، وكانت متنوعة من حيث اللون والعلامة التجارية وبلد المنشأ والسعر. وجد الباحثون نوعًا من المركبات الكيميائية يُسمى “كينولين”، في 29 عينة من الـ31 عينة الكلية، وكانت مستويات هذه المادة مرتفعة للغاية في ملابس البوليستر على وجه الخصوص.

يُستعمل الكينولين في أصباغ الملابس، وصنّفته وكالة حماية البيئة الأمريكية بأنه “مسرطن بشري محتمل” استنادًا إلى بعض الدراسات التي تربطه ببدء نشاط الورم في الفئران، رغم أن نفس الدراسات ذكرت أنه لم يتم إجراء دراسات بشرية لتقييم إمكانية تسبب مادة الكينولين بالسرطان.

إضافةً إلى الكينولين، هناك أيضًا مادتي النترونيلين والبنزوثيازول، وهما مركبان كيميائيان آخران يظهران في الملابس ولهما أضرار محتملة على الصحة بحسب دراسات أُجريت على الحيوانات، بما في ذلك السرطان. في حين أن بعض هذه الكيماويات قد تظل مغلقة في ألياف البلاستيك، إلا أن البعض الآخر قد يتحرر ببطء ويصل إلى جلدك أو إلى الهواء الذي تتنفسه، خاصةً مع تدهور حالة الملابس وقدمها.

وحيث أن الملابس عند تصنيعها تحتوي على مواد كيميائية عديدة بعد تعريضها إلى مواد طاردة للبقع ومثبات ألوان وعوامل مضادة للتجعيد ومعززات للنعومة وعدد كبير من المُعالجات الكيميائية، فإن معظم الخبراء يُوافقون على ضرورة غسل الملابس الجديدة قبل ارتدائها لأن غسلها سيقلل من محتوى المواد الكيميائية، خاصةً المتبقية من عمليات التصنيع. لكن ذلك لن يُزيل هذه المواد بشكل كلي، ما يعني أن احتمال تعرضك لحساسية جلدية وارد إن كان جلدك من النوع التحسسي، لكنه أقل بكثير من احتمال تعرضّك للطفح عند ارتداء الملابس مباشرةً قبل غسلها.

 

كيف تغسل ملابسك الجديدة؟

أهم خطوة في غسل الملابس الجديدة هي غسلها على حدة، بحيث لا تختلط مع ملابس أخرى وتنقل إليها الأصباغ والمواد الكيميائية. كما عليك التأكد من تغيير الماء في كل عملية شطف. أما عن تجفيفها، يُنصح بتعليقها في مكان مُعرّض للهواء الجاف والشمس، للتأكد من تعقيمها بحرارة الشمس قبل ارتدائها.

 

المصادر

1 ، 2

اقرأ أيضًا:

9 عادات يومية تُفسد بها ملابسك

لماذا عليك تجنب ارتداء ملابس النوم لأكثر من يومين؟

Exit mobile version