أقدم الروبوتات التي صُنعت بدون تكنولوجيا حديثة!

عندما نذكر كلمة “روبوت”، فإن تفكيرنا يربط ذلك بالآلات الرقمية الحديثة فائقة الذكاء التي تُحاكي إلى درجة كبيرة قدرات الإنسان. لكن التعريف الصحيح لكلمة “روبوت” لا يرتبط فقط بالحاضر والمُستقبل، إنما بالماضي أيضًا.

فعلى مدار التاريخ، أبدع العديد من علماء القرون القديمة في صناعة روبوتات ورجال آليين قادرين على تأدية مهام بسيطة بدون استعمال التكنولوجيا المتقدمة، ولا تزال بعض هذه الروبوتات أعجوبة هندسية حتى اليوم.

 

أقدم الروبوتات التي لم تُستعمل فيها التكنولوجيا المتقدمة

 

التماثيل المتحركة

أشار الأدب القديم إلى العديد من هذه الصناعات وتم توثيق بعض التماثيل المتحركة لأول مرة من قبل كهنة “عمون” حوالي 1100 سنة قبل الميلاد في مصر القديمة. هذه التماثيل كانت تختار الحاكم التالي من أفراد الأسرة المالكة الذكور. فقد كان لدى المصريين القدماء معرفة كافية بالميكانيكا لتطوير آلات غير رقمية تعتمد على نظام من الحبال والبكرات للحركة.

كما بنى كتسيبيوس اليوناني جهاز أوتوماتيكي يُمكن أن يقف ويجلس لاستعماله في المواكب. وعلى الرغم من أن كتاباته لم تنجُ، إلا أن المهندسين القدماء استعملوا تقنياته لتطوير الانظمة الهيدروليكية.

 

الخادم الآلي

المُخترع اليوناني “فيلون” من بيزنطة، والذي تُوفي سنة 220 قبل الميلاد، كان يُعرف باسم “ميكانيكوس” بسبب مهاراته الرائعة في الهندسة. وكان له كتاب: “خلاصة الميكانيكا”، الذي وصف فيه روبوت قادر على تحضير الشراب وتقديمه في كوب للشخص. لكن اختراعه لم يرَ النور بسبب العدد الهائل من الخدم آن ذاك.

 

المخلب

المخلب كان يعني ذراع روبوتية صناعية تعمل ضد الغزاة الرومان من سيراكيوز في سنة 213 قبل الميلاد. المؤرخ بوليبيوس ذكر مشهدًا للمخلب في كتابه وكيف أن الذراع الطويلة كانت تنقض على السفن الرومانية من مقدمتها لتُمسك بها وتقلبها في المياه رأسًا على عقب.

وكان المخلب تطبيقًا لقوانين أرخميدس، قانون الرافعة وقانون الطفو. وعلى الرغم من عدم وجود أدلة فعلية في التاريخ على تطبيقات لقانون أرخميدس، إلا أن التجارب الأخيرة تُشير إلى بناء رافعة آلية في ذلك الوقت.

 

هيرون الإسكندري المُبرمج

هيرون الإسكندري، هو عالم ومُخترع عاش في الإسكندرية سنة 10-70 ميلادي. تأثر بالعالم فيلون اليوناني وكانت له دراسات في الميكانيكا والهندسة. وكان له العديد من الأجهزة والاختراعات مثل آلات بيع المياه المقدسة التي تعمل بالعملات المعدنية، والأبواب الأوتوماتيكية، ومحركات تسير بقوة البخار. لكن أحد أشهر أجهزته هو عربة ثلاثية العجلات تحمل روبوتات إلى المسرح حيث تؤدي عروض للجمهور.

 

فارس ليوناردو دا فنشي

لا يُمكن تجاهل اختراعات ليوناردو دا فنشي خصوصًا عند الحديث عن الروبوتات الميكانيكية. معظم أعماله كانت عبارة عن تصاميم مفاهيمية، لكن لا يُوجد دليل فعلي على جهاز تم بناؤه.

وكان ليوناردو قد درس علوم هيرون الإسكندري ودمج علم التشريح والنحت بالأجهزة. وتمكن ليوناردو من بناء فارس مدرع قادر على الوقوف والجلوس وتحريك رأسه.

 

الراهب المصلي

جيانيلو توريانو كان ساعاتي ناجح للغاية في إيطاليا في فترة حكم الإمبراطور تشارلز الخامس “1500-1529”. وخلال فترة حكم الإمبراطور، حاول توريانو علاج اكتئاب الحاكم عبر صناعة آلات صغيرة كجنود يتعاركون على طاولة الطعام أو طيور خشبية قادرة على الطيران في الغرف.

أما أحد أبرز أجهزته، هو الرجل الآلي “الراهب المُصلي” والصنوع من الحديد والخشب ويُمسك في يده سلسلة يُحركها ويُقبلها. ولا تزال أعماله الميكانيكية محفوظة في معهد سميثسونيان حتى اليوم.

 

روبوت كاراكوري نينغيو “الدمية الميكانيكية”

الروبوتات واليابان لا ينفصلان عن بعضها البعض منذ القدم. بعض الابتكارات اليابانية الأولى في هذا المجال كانت تُسمى “كاراكوري نينغيو” خلال فترة إيدو (1603-1868)، وتُتَرجم إلى “الدمى الميكانيكية”. وتُشبه هذه الآلات إلى حدٍ كبير الخادم الآلي الذي صنعه فيرون اليوناني، لكنها كانت تُستعمل خلال الاحتفالات الدينية لتقديم الشاي للضيوف.

 

عازف الناي الآلي

جاك دي فوكانسون اشتُهر بصناعة الأجهزة الميكانيكية التي تُحاكي قدرات الإنسان. وامتلك فوكانسون قدرة كبيرة على حفظ تصميم أجهزة معقدة مثل ساعة الكنيسة التي راقبها بينما كان طفلًا، وتمكَّن من تصنيع واحدة مماثلة لها في المنزل.

أما أحد أبرز أعماله، فهو رجل آلي يعزف على أداة الناي الموسيقية. هذه الأداة التي يعجز الكثير من الناس عن العزف عليها بإتقان، تمكن فوكانسون من صناعة آلة تعزفها بإتقان كبير في حركة الأصابع والنفخ وكمية الهواء المطلوب في كل فتحة من فتحات الأداة.

كما بنى فوكانسون آلة قادرة على إصدار 12 إيقاع مختلف من خلال نظام معقد من منفاخ وأنابيب وأوزان مختلفة عبر السيطرة على الهواء المتدفق عبر الممرات.

 

الكاتب الآلي

بيار جاكت دورز، صانع ساعات سويسري وُلد في أواخر السبعينات من القرن التاسع عشر، قام بتقديم عرض في متحف نيوشاتيل للفنون والتاريخ غرب مدينة بيرن السويسرية. العرض شمل صبي صغير يُمسك بريشة إوزة بيده اليُمنى ويهزها في وعاء من الحبر ثم يكتب على ورقة. ويُمكن برمجة الكاتب ليكتب نصوص تصل إلى 40 حرفًا.

 

الصبي الرسام

ساعاتي سويسري آخر يُعرف باسم هنري مايلارديت، تمكَّن من صناعة صبي آلي صغير بوضعية الجلوس ويرسم لوحات بسيطة في أقل من 3 دقائق لكل لوحة. وعندما ينتهي الصبي من الرسم، ينظر للأعلى بعيون مفتوحة كأنه يُفكر في الرسمة المُقبلة!

 

المصدر

اقرأ أيضًا:

صور: روبوتات لن تستطيع تمييزها عن البشر

Exit mobile version