تكسوباكتين أول مضاد حيوي خارق يتم تطويره منذ عام 1987 ،ويستطيع أن يقضي على أقوي أنواع البكتيريا مثل بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين (MRSA) ،وبكتيريا المتفطرة السلية المسببة لمرض السل ،هذه بشرة خير طال انتظارها لأن تكسوباكتين سيكون السلاح الفتاك في مواجهة البكتيريا المقاومة لأقوى المضادات التقليدية .
بعد سنوات عجاف تزايدت فيها أنواع البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية ،وسيطر اليأس والقنوط على الأطباء والعلماء ،تم بنجاح مذهل تطوير تكسوباكتين نتيجة تعاون مشترك بين أربعة مؤسسات بحثية في الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا بالإضافة إلى شركتين من كبار شركات الأدوية ،ركزت الأبحاث على العودة إلى جذور وأساسيات تصنيع المضادات الحيوية وهي الفحوصات على البكتيريا الموجودة في الطبيعة ،فالبكتيريا تحمي نفسها من المنافسين والأعداء بإفراز مضادات حيوية ،فقام المشروع على دراسة البكتيريا الموجودة في الحقول العشبية في ولاية ماين الأمريكية .
شعر الباحثون أن التربة فيها أكثر مما تبدي لهم ،فتم فحصها بدقة والتعرف على 10000 نوع من البكتيريا منها 25 نوع تفرز مضادات حيوية يمكن الاستفادة منها وأكثرها تميزا كان تكسوباكتين .
عندما أجريت الاختبارات على الفئران ،نجح تكسوباكتين في القضاء على بكتيريا المستشفيات الغير قابلة للعلاج (بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين) ،وتمكن من سحق بكتيريا المطثية العسيرة المسببة لالتهاب القولون الغشائي الكاذب ،بالإضافة إلى قتل انواع مختلفة من الجراثيم المؤذية للقلب .
هذا المضاد الحيوي يبشر مرضي السل بإمكانية العلاج باستخدام نوع واحد من الأدوية بدلاً من العلاج الحالي المكون من تشكيلة حبوب مجمعة من أدوية مختلفة .
أكثر ما أسعد العلماء ان هذا المضاد الحيوي ليس له أثار جانبية ،وأنهم لم يستطيعوا ان يخلقوا صناعيا بكتيريا تقاوم هذا المضاد على الرغم من محاولاتهم الحثيثة ،مما يدل على القوة الخارقة التي يتمتع بها تكسوباكتين ،وتوقع العلماء أن تحتاج البكتيريا عشرات السنين لتطور مقاومة ضده .
يقوم العلماء حاليا بالمراجعة النهائية لتركيبة تكسوباكتين ،حيث ستبدأ تجربته على البشر خلال عامين ،اذا نجحت التجارب على البشر سيطرح في الأسواق في عام 2019 ،وسيؤخذ عن طريق الحقن .