ما هي أسوأ رائحة يُمكن أن تُفكّر بها ولا يُمكنك تحملّها؟ عند سؤالك عن ذلك، يتبادر إلى ذهنك روائح عديدة، كرائحة الجبنة العفنة، ورائحة السمك الكريهة، ورائحة البيض الفاسد، وغيرها مما لا يحتمل الأنف البشري شمّه!
لكن هل سمعتَ من قبل عن متلازمة أو مرض يجعل رائحة الشخص كرائحة السمك الكريهة؟ تُعرف هذه الحالة باسم متلازمة رائحة السمك، علميًا Trimethylaminuria. فما هي هذه الحالة؟ وهل يُمكن علاجها؟
ما هي متلازمة رائحة السمك Trimethylaminuria ؟
Trimethylaminuria هو اضطراب نادر تفشل فيه عمليات التمثيل الغذائي في الجسم في تغيير مادة كيميائية تُسمى تريميثيلامين. تمتاز مادة Trimethylamine برائحتها الكريهة، وهي المادة الكيميائية التي تعطي الأسماك الفاسدة رائحة كريهة. عندما تفشل عملية التمثيل الغذائي الطبيعي، يتراكم ثلاثي ميثيل أمين في الجسم، ويتم الكشف عن رائحته في عرق الشخص وبوله وتنفسه. يمكن أن تكون عواقب انبعاث رائحة كريهة ضارة اجتماعيًا ونفسيًا بين المراهقين والبالغين.
يحدث النقص الأيضي نتيجة فشل الخلية في صنع بروتين معيّن، في هذه الحالة الإنزيم هو lavin-containing monooxygenase 3 FMO3. يعمل هذا الإنزيم على تسريع العمليات الكيميائية الحيوية. بدون هذا الإنزيم، تتم معالجة الأطعمة التي تحتوي على الكارنيتين والكولين و / أو ثلاثي ميثيل أمين أكسيد النيتروجين إلى ثلاثي ميثيل أمين وليس بعد ذلك، مما يتسبب في رائحة سمكية قوية.
بشكلٍ عام، يُمكن أن تقف عدة عوامل خلف الرائحة السمكية الكريهة التي تنبعث من بعض الأشخاص. من هذه العوامل إضافةً إلى الخلل الجيني:
- النظام الغذائي: فالأشخاص الذين يُكثرون من تناول البروتينات خاصةً البحرية في وجباتهم معرّضون للإصابة بالروائح الكريهة أكثر من غيرهم.
- اختلال بعض وظائف الجسم: مثل خلل في عمل وظيفة الكبد أو البنكرياس.
أعراض الإصابة بمتلازمة رائحة السمك:
ليس هناك أعراض عضوية معيّنة سوى أن الشخص الذي يُعاني من المتلازمة تنبعث رائحة سمك كريهة من فمه وعرقه وبوله، وذلك نتيجةً لتراكم مادة “ثلاثي ميثيل أمين” في جسمه.
هل هناك علاج لهذه الحالة؟
ليس هناك علاج صريح يضع حدًا نهائيًا لهذا الخلل، لكن يُمكن تقليل انبعاث رائحة كريهة عبر الابتعاد عن تناول أطعمة معيّنة تحتوي على مركّب ثلاثي ميثيل أمين، مثل الحليب البقري للأبقار التي تتغذى على الحنطة أو القمح.
بعض المضادات الحيوية يُمكن وصفها والتي تعمل على قتل الجراثيم المعويّة. كما يُمكن تناول مليّنات أو مسهلات بعد تناول الطعام خاصةً الغني بمركب ميثيل أمين، لطرحه سريعًا في الفضلات وتجنّب تراكمه في الجسم.
اقرأ أيضًا:
ماذا تعرف عن متلازمة التحذلق النحوي ؟