تبدو أصغر من سنّك، ربما سمعتَ هذه الجملة من قبل، من أشخاص يجدون أن ملامح وجهك وشكلك تُوحي أنّك أصغر من عمرك الحقيقي، وأحيانًا يرى البعض أنك أكبر من عمرك! فهل هناك سبب خلف هذه العبارة الشائعة؟ لماذا يبدو بعض الناس أصغر أو أكبر من العمر الحقيقي لهم؟
العمر الزمني مقابل العمر البيولوجي
يُمكننا أن نختصر الإجابة على هذا التساؤل بالجملة أعلاه! فإلى جانب العمر الطبيعي للإنسان، هناك عمر آخر بيولوجي قد يجعله أكبر أو أصغر من سنّه الحقيقي!
التقدّم في العمر في أبسط وصفٍ له، هو عملية بيولوجية، تحدث مع أي شيء حي سواء كان ذلك قطعة فاكهة، أو زهرة، أو حيوان، أو إنسان.
فكر في الأمر. ماذا يحدث لقطعة الفاكهة أو الزهور عندما تتقدم في العمر؟ يتغير مظهرها بشكل جذري من حيوية ونضرة إلى العكس. تتعفن الثمار وتتحلل وتذبل الزهرة، وتُسمى هذه العملية بالشيخوخة.
عندما يتعلق الأمر بالناس وعملية الشيخوخة، يميل البعض إلى أن يبدو أكبر سنّا مما هم عليه بينما قد يبدو آخرون في نفس العمر أصغر سنًا، بسبب الاختلافات في تسارع عمرهم البيولوجي بالنسبة إلى عمرهم الزمني، كما هو موضح في مقالة نشرها موقع EBioMedicine .
ما هو العمر الزمني؟
عمرك الزمني هو عدد السنوات منذ الولادة وحتى الوقت الحاضر. إنه الرقم الذي نقرأه عندما يسألنا أحدهم عن عمرنا، ويُسجّل في أي وثيقة رسمية تحمل اسمنا.
ما هو العمر البيولوجي؟
يصف عمرك البيولوجي التطور الجسدي لجسمك بناءً على المؤشرات الحيوية، وهي عمليات خلوية وجزيئية قابلة للتسجيل في الجسم. يتم تحديده أيضًا من خلال طول التيلوميرات الخاصة بالفرد، وهي أغطية في نهايات خيوط الحمض النووي. تؤثر التيلوميرات في كيفية تقدم خلايا الجسم في العمر.
لذلك، لا يبدو الشخص ذو العمر البيولوجي الأصغر أصغر سنًا فحسب، بل إنه أصغر سنًا لجميع الأغراض العملية (بيولوجيًا)! والقول بأن العمر ليس شيئًا سوى مجرّد رقم ينطبق في هذا السياق!
قد يدفعك ذلك إلى التساؤل،،
هل يُمكن أن يُبطئ المرء من الشيخوخة البيولوجية؟ وكيف يتم ذلك؟
الإجابة هي: نعم!
يمكنك إبطاء معدل تقدمك في العمر أو يمكنك تسريع ذلك، اعتمادًا على الاختيارات التي تقوم بها. من المؤكد أن هناك عوامل تساهم في الشيخوخة خارجة عن إرادتنا مثل التعرض لتلوث الهواء والعوامل الوراثية والوقت. لكن، هناك العديد من الأشياء التي نتحكّم بها ويمكننا تغييرها للتأثير على طريقة تقدمنا في العمر.
5 من أهم العوامل التي تؤثر على الشيخوخة البيولوجية
ممارسة التمارين الرياضية
اللياقة البدنية لاعب رئيسي في درء آثار الشيخوخة. لماذا؟ لأن الحفاظ على لياقتك يتضمن تحريك الجسم وزيادة مرونته. يمكنك الحصول على العديد من الفوائد من ممارسة الرياضة. فهي تُعزز حركة الدورة الدموية، وتحفز الهضم، وتقوي القلب، وتساعد على إطلاق السموم في الجسم ومجموعة من الفوائد الجيدة الأخرى التي تساعد في تقليل الالتهاب في الجسم، والذي يرتبط بالشيخوخة والأمراض.
أما إن لم تحرص على ممارسة الرياضة، فأنت تشجع على تراكم السموم في الجسم والاستجابات الالتهابية التي يمكن أن تؤدي إلى آثار سلبية مثل اضطرابات المناعة الذاتية وأمراض أخرى.
تظهر الأبحاث أن ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة على الأقل 3 إلى 4 مرات في الأسبوع ستحافظ على لياقة جسمك
التدخين
تدخين السجائر من أسوأ الأشياء التي يمكنك القيام بها للإساءة لجسمك. يمكن أن يؤدي التدخين إلى تسريع عملية الشيخوخة الطبيعية للبشرة. تحتوي السجائر على أول أكسيد الكربون، وأكثر من 4000 مادة مسرطنة (عوامل مسببة للسرطان). ذكرت جمعية السرطان الأمريكية أن تدخين السجائر يسبب 30٪ من جميع وفيات السرطان بشكل عام و 87٪ من وفيات سرطان الرئة على وجه التحديد.
آثار سيئة أخرى للتدخين:
- أحد الآثار السلبية للتدخين هو تجاعيد الجلد والبقع الناتجة عن التقدم بالعمر، وذلك بسبب ضيق الأوعية الدموية وانخفاض تدفق الدم إلى الجلد بسبب استهلاك النيكوتين.
- استنفاذ الأكسجين في العظام، مما قد يساهم في هشاشة العظام.
- يمكن أن يؤدي التدخين إلى تساقط الشعر، والصدفية، وإعتام عدسة العين، ومشاكل الأسنان، وترهل الجلد، والربو، ومرض الانسداد الرئوي المزمن، ومجموعة من الحالات الأخرى.
- يؤثر تدخين السجائر بشكل سلبي على أعضاء الجسم وخاصة الرئتين والقلب ويمكن أن يؤدي إلى تجلط الدم نتيجة لتضييق الشرايين مما قد يؤدي إلى الإصابة بالسكتات الدماغية والنوبات القلبية.
التغذية
القول القديم: “أنت ما تأكله” لهو حقيقي بالفعل، إذا كنت تفكر فيه حقًا. أو ربما يجب أن تقول “تبدو مثل ما تأكله”. فحقيقة الأمر هي أن الصحة والبشرة السليمة تنبع من الداخل إلى الخارج وتتجاوز الجلد.
كثير من الناس لا يدركون كيف يلعب الطعام دورًا في مظهرهم. تؤدي عادات الأكل غير الصحية إلى تقدم العمر من الداخل إلى الخارج، ناهيك عن زيادة الوزن.
التغذية (جيدة أو سيئة) هي الوقود الذي يؤثر على جودة ومرونة كل عضو وخلية ونظام في الجسم تقريبًا.
سبب سوء الأطعمة غير الصحية هو أنها مليئة بالدهون المشبعة والسكر والصوديوم والمكونات السامة الأخرى، مثل MSG والدهون المتحولة والنتريت، على سبيل المثال لا الحصر. إن الاستهلاك المفرط لخيارات النظام الغذائي السيئة يمكن أن يؤثر سلبًا على مظهرك ويجعلك تبدو كبيرًا ومريضًا.
التعرض المستمر لأشعة الشمس
بعض التعرض لأشعة الشمس مفيد لصحتك لأنه أفضل طريقة للتأكد من أن فيتامين (د) في المستوى المطلوب. مع ذلك، فإن التعرض المفرط للشمس يضر بالجلد ويمكن أن يؤدي الإفراط في التعرض لأشعة الشمس إلى إتلاف خلايا الجلد، مما يتسبب في ظهور بقع الشيخوخة والتجاعيد ما يجعلك تبدو أكبر سنًا.
تتضرر ألياف الجلد التي تسمى الإيلاستين بمرور الوقت بسبب الأشعة فوق البنفسجية القادمة من الشمس. هذا هو السبب في أن التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية من أشعة الشمس المباشرة يمكن أن يعرضك لخطر متزايد للإصابة بسرطان الجلد وكذلك الشيخوخة المبكرة بنسبة تصل إلى 80٪.
عدم شرب كمية كافية من الماء
يحتاج الجسم إلى كمية كافية من الماء ليعمل بشكل صحيح. يستخدم الجسم الماء جيدًا. ينظم التفاعلات الأيضية والكيميائية ويحافظ على درجة حرارة الجسم للحفاظ على أجهزته ووظائف جميع أعضائه وأنسجته وخلاياه. يساعد الماء أيضًا في نقل العناصر الغذائية في جميع أنحاء الجسم ويساعد في التخلص من الفضلات والحفاظ على صحة الجلد.
كل ما يفعله الماء للجسم له علاقة كبيرة بكيفية تقدم الجسم في العمر. إذا لم يتم ترطيب الجلد والخلايا والأعضاء والأنسجة بشكل كافٍ، فسوف تبدأ في الجفاف والخلل الوظيفي.
اقرأ أيضًا:
لماذا نصبح مرهقين أكثر مع التقدم في العمر ؟