هل سمعتَ من قبل بالتكنولوجيا البيومترية؟ قبل يبدو الاسم غريبًا، لكنه مُشابه في مضمونه من معنى “إلكتروني”. هذه التكنولوجيا الحديثة التي وُظّفت في العديد من المجالات والقطاعات خاصةً في المطارات، ساهمت بشكلٍ كبير بتطوير أنظمة المراقبة والحماية من خلال ربط ميّزات حيوية في جسم الإنسان بتكنولوجيا التحقق الذكية!
جواز السفر البيولوجي، جواز السفر الإلكتروني، جواز السفر الرقمي، تختلف المسميّات لكنها جميعًا تعني نفس الشيء؛ جواز سفر مزوّد بشريحة ذكية. هل جواز سفرك بيومتري؟ ببساطة، إن كان يحمل هذا الرمز على غلافه الأمامي كما في الصورة أعلاه، فهو بالتأكيد كذلك!
ماذا تعرف عن جواز السفر البيومتري؟
تحتوي جوازات السفر البيومترية أو الإلكترونية على شريحة إلكترونية صغيرة microprocessor تُثبّت في الغلاف الأمامي للجواز، وتُخزّن معلومات شخصية لصاحب الجواز. إلى جانب هذه البيانات الشخصية التي يُمكن العثور عليها كذلك في الصفحة الأولى من جواز السفر، تتضمّن الشريحة أيضًا صورة لحامل جواز السفر وبصمته. وهو بمثابة تدبير أمان إضافي يجعل جوازات السفر مقاومة لعمليات الاحتيال وسرقة الهوية. حيث تُوفر هذه الجوازات الحماية الكاملة لصاحبها ضد أي استعمال غير شرعي في حالة ضياعها أو انتحال الشخصية.
بالإضافة إلى البصمة، تُخزّن الشريحة معلومات حيوية أخرى عن حامل الجواز؛ منها بصمة العين، صورة ثلاثية الأبعاد بالمزايا والملامح البيولوجية المتعلّقة بالوجه، مثل منطقة الأنف والمنطقة المحيطة بالفم والوجنتيْن وخطوط الجبين، وبصمات الأصابع كذلك.
كما تُخزّن الشريحة معلومات حساسة عن حامل الجواز، مثل صور غير مرئية مخصصة لكل صفحة من صفحات الجواز، ورمز الباركود الذي يعرض المعلومات الأساسية المُدرجة في الجواز على القارئ البصري المُخصص في المطارات والمعابر الحدودية.
حاليًا، هناك 96 دولة تُصدر جوازات سفر إلكترونية، وهذا الرقم قابل للزيادة. وحيث أن جواز السفر البيومتري يشمل إجراءات أمان إضافية، إلا أن هذه الإجراءات تختلف من دولة إلى أخرى حسب التقنيات المُتاحة في كل بلد. وفي القريب العاجل، من المتوقّع أن تُصبح أقفال المنازل ومفاتيح السيارات بيومترية كذلك تعمل عبر بصمة الأصبع أو العين!
عند تقديم طلب إصدار جواز سفر بيومتري، فإن العديد من التقنيات تُستعمل من أجل الحصول على معلومات بيولوجية حول حامل الجواز، وأكثر هذه التقنيات شيوعًا هي برامج أخذ بصمة العين. حيث تتوافر في المطارات أجهزة متخصصة في قراءة البصمة البصرية المتواجدة في الشريحة الذكية، وما إن يتم قراءة البصمة حتى تظهر بيانات حامل الجواز. بهذه الطريقة يُمكن كشف المحتالين وأصحاب جوازات السفر المزوّرة بفضل هذه التقنية البيولوجية بواسطة الاستدلال.
التقنيات البيومترية..
لا تقتصر هذه التقنية الحديثة على جوازات السفر، بل لها العديد من التطبيقات الأخرى، مثل: تقنيات التعرف على الوجه أو بصمة العين أو شكل الأذنيْن، تقنية الاستدلال على التوقيع اليدوي، تقنية مطابقة الحمض النووي DNA، تقنية مطابقة بصمة الصوت ورائحة الجسد، وغير ذلك الكثير من التقنيات التي تربط بين ميّزات حيوية في الجسم وتكنولوجيا الاستدلال الذكية.
هذه التقنية الحديثة سهّلت من إجراءات التعامل مع المسافرين في المطارات وكشف المحتالين وساهمت بتسريع عملية فحص الجوازات. ويتم تطبيقها واعتمادها في المطارات الأوروبية وبعض الدول العربية وعلى بوابات التحكم “كتلك المتواجدة في ألمانيا”. حتى أن بعض المطارات استغنت عن العنصر البشري واكتفت بتثبيت قارئ الباركود الضوئي وكاميرات متطوّرة على بوابات العبور من أجل المقارنة بين صورة الشخص أمامها والصورة المُخزّنة في الجواز الإكتروني.
اقرأ أيضًا: