إنترنت الأشياء Internet Of Things، أو كما يُشار إليه عادةً باختصار IOT، هو أكثر ما وصلت إليه التكنولوجيا خيالًا وجنونًا! فيبدو أن العالم لم يعد قرية صغيرة فحسب بفضل الإنترنت، بل حتى الأشياء والجمادات أصبح بالإمكان أن تتصل مع بعضها البعض عبر الإنترنت بدون تدخل بشري!
ما هو إنترنت الأشياء IOT ؟
مصطلح تقني حديث يُشير إلى اتصال أشياء متمثّلة بالأجهزة وأجهزة الاستشعار، وتوصيلها بشبكة الإنترنت لتتواصل مع بعضها البعض في تأدية المهام دون الحاجة إلى تدخل اليد البشرية، وبشكل تلقائي تمامًا بشرط توافر خدمة الإنترنت في المكان.
من خلال الجمع بين هذه الأجهزة المتصلة والأنظمة الآلية، من الممكن جمع المعلومات وتحليلها وإنشاء “إجراء” لمساعدة شخص ما في مهمة معيّنة، أو التعلم من عملية. في الواقع، يتراوح استعمال إنترنت الأشياء من المرايا الذكية إلى الإشارات في المتاجر وغير ذلك الكثير.
تشرح كارولين جورسكي، رئيسة قسم إنترنت الأشياء في شركة Digital Catapult: “إن إنترنت الأشياء مصطلح يتعلّق بالشبكات، بالأجهزة، وبالبيانات” حيث يسمح إنترنت الأشياء للأجهزة بالاتصال بشبكة الإنترنت الخاصة والتواصل فيما بينهم ومع الأشخاص أيضًا. فهو يُتيح للأجهزة التواصل داخل عالم من شبكات مختلفة وتُصبح أكثر اتصالًا من ذي قبل.
لماذا نحتاج إلى ربط الأجهزة المختلفة على شبكة واحد ومشاركة البيانات؟
الحجة التي أُثيرت لشرح التوسع الكبير لتقنية إنترنت الأشياء، هي أن كل جهاز يجمع البيانات لغرض معيّن قد يكون مفيدًا للمشتري ويؤثر على العملية الاقتصادية بشكلٍ أوسع.
ضمن التطبيقات الصناعية، يُمكن لأجهزة الاستشعار على خطوط الإنتاج زيادة الكفاءة وخفض النفايات. وتُشير إحدى الدراسات إلى أن 35% من الشركات المصنّعة في الولايات المتحدة تستخدم بيانات من أجهزة استشعار ذكية داخل تشكيلاتها بالفعل. وقامت شركة Sens Sensors الأمريكية بإنشاء جهاز يُمكن إدراجه في الخرسانة لتوفير بيانات عن حالة المادة، على سبيل المثال.
لماذا نحتاج إنترنت الأشياء في حياتنا؟
تُوفر الأجهزة التي تعمل وفق مبدأ إنترنت الأشياء الوقت والمال لنا، كما أنها تسمح للشركات والسلطات العامة بتقديم الخدمات وإنتاج السلع بطريقة أكثر كفاءة. كما أن هناك العديد من المجالات لتطبيق هذه التقنية في قطاعات مهمة في الدولة. على سبيل المثال:
- قطاع الاتصالات: يُعتبر القطاع الأكثر تأثرًا بتقنية إنترنت الأَشياء سواءًا في مجال الاتصالات السلكية أو اللاسلكية. بهذه التقنية، تتصل جميع الأجهزة الذكية من هواتف حديثة وأجهزة حاسوب شخصية وأي أجهزة أخرى مع بعضها البعض لضمان استمرارية العمل بفعالية كبيرة.
- قطاع الصحة: بتطبيق تقنية إنترنت الأَشياء في مجال الرعاية الصحية، سيكون من الأسهل مراقبة المرضى عن بعد وتسجيل حالاتهم في سجلات إلكترونية يُمكن أن ترجع إليها أي جهة صحية مرخّصة في البلد. كما يُمكن تفعيل أجهزة قابلة للارتداء لمراقبة أسلوب نوم المريض وممارسته للتمارين الرياضية، أو تذكيره بمواعيد تناول الأدوية وما إلى ذلك. كما ستقوم هذه الأجهزة بإنذار الجهة المسؤولة عن صحة المريض في حال وقوع خطر على صحته.
- القطاع الصناعي والخدماتي والتجاري: من أكثر القطاعات التي يُمكن أن ترفع الكفاءة وتُخفّض التكاليف وتقلل من كمية النفايات هو القطاع الصناعي بتطبيق تقنية IOT بالماكينات الخاصة في أقسام المصنع. حيث تتعقّب الأجهزة المتصلة مع بعضها البعض عملية التصنيع بدءًا من الموارد المتوافرة وكميتها وحل مختلف المشاكل التي تحدث أثناء العملية الصناعية، وانتهاءًا بتقديم منتَج نهائي مُطابق للمواصفات وتقليل نسبة الخطأ في الناتج النهائي.
هل هناك مخاوف من اختراق الخصوصية بتطبيق تقنية IOT؟
يُمكن اختراق أي جهاز متصل بالإنترنت، والأجهزة التي تعمل بتقنية IOT ليست مستثناه من هذه القاعدة. العديد من الشركات التي تُوظّف التقنية في عملها فقدت بياناتها بفعل عمليات الاختراق، مثل شركة VTech لصناعة ألعاب الفيديو، والتي فقدت مقاطع فيديو وصور لأطفال يستخدمون أجهزتها المتصلة.
مسألة أخرى وهي مسألة المراقبة، إن أصبح كل منتَج متصلًا بالإنترنت، فهناك احتمال مراقبة حرية المستخدمين المطلقة. فما الذي يمنع المخترقين من تهديد مريض سكر على سبيل المثال إن كان يستعين بمضخة إنسولين إلكترونية من اللعب في إعدادات المضخة عن بعد وقتله أو دفع مبلغ من المال لمنع حدوث ذلك؟
وما الذي يمنع أجهزة المخابرات في أي دولة من الحصول على بيانات شارحة ووافية عن شخص ما بتتبّع الأجهزة في منزله والاعتماد على بيانات المستخدم التي يُزوّدها لأجهزة منزله؟
يظن الخبراء أن الحل الأمثل للحفاظ على الخصوصية هو توحيد الأجهزة لتتصّل جميعها على شبكة واحدة. ولا يزال هناك إمكانية لتستفيد أي جهة مشبوهة من هذه التقنية طالما أن الجهزة متصلة بالإنترنت! فالحذر واجب.
اقرأ أيضًا: