هل يُساعد الشاي الأخضر على حرق الدهون أم مجرد خرافة؟

يُعتبر مستخلص الشاي الأخضر أحد أكثر المكملات الغذائية شعبيةً في السوق، ويتم استخدامه على نطاقٍ واسع من قبل لاعبي كمال الأجسام، العدّائين، ومن يتّبعون أنظمة غذائية محدّدة للتخلص من الوزن الزائد وحرق الدهون.

وحيث أنه المشروب الأول في أي برنامج حمية غذائية، فهل يمتلك الشاي الأخضر مركبات معيّنة قادرة على حرق الدهون بكفاءة كما هو شائعٌ عنه؟ أن أنها مجرّد خرافة صحية لا أكثر؟

 

ما حقيقة قدرة الشاي الأخضر على حرق الدهون؟

واحد من أهم المركبات الكيميائية الرئيسية في الشاي الأخضر هو مركّب Epigallocatechin gallate أو ما يُعرف اختصارًا بـ EGCG، وهو أحد مضادات الأكسدة القوية التي يُعتقَد أنها نوع من الكريبتونيت kryptonite لدهون الجسم. أنصار الشاي الأخضر يدّعون أنه يُقلل بفعالية كبيرة من زيادة الوزن عبر تعزيز حرق الدهون، لكن الأبحاث في هذا الخصوص أشارت إلى أن كمية المواد الكيميائية الفعالة المتخصصة بحرق الدهون في كوب واحد من الشاي الأخضر غير كافية لإحداث فرق كبير.

وتم توضيح هذا الأمر في تقرير نُشر في مجلة Cochrane Database of Systematic Reviews. التقرير حلّل عشرات التجارب التي عاشها شهود لمدة ثلاثة أشهر على الأقل. ووُجد أن شرب الشَاي الأخضر بانتظام لم يكن له تأثير ملموس على فقدان الوزن لدى البالغين الذين يُعانون من زيادة الوزن.

حتى أن مستخلصات الشاي الأخضر ذو التركيز المرتفع من مادة EGCG لم تكن أفضل لكثير. في دراسة صغيرة نُشرت في مجلة Medicine & Science in Sports & Exercise, scientists، درس العلماء آثار مستخلص الشاي الأخضر على مجموعة من 31 رجلًا أصحاء تمت مراقبتهم عن كثب واتّبعوا أنظمة غذائية معيّنة. خلال أسبوع واحد، تناولت إحدى المجموعات مكملات من مستخلص الشاي الأخضر مرتّين يوميًا، أي ما يُعادل ثمانية أكواب من الشاي الأخضر باليوم الواحد، بينما حصلت المجموعة الأخرى على دواء وهمي خالٍ من المستخلص. وأُعطيت مجموعة ثالثة دواء وهمي لمدة ستة أيام والمستخلص في اليوم السابع. وفي نهاية الأسبوع، قام الرجال بعدة تماين رياضية خاصة لانتزاع أكسدة الدهون.

في نهاية الدراسة، تم إجراء فحوصات مكثّفة على عينات دم من المشتركين، وتبيّن أن مستخلص الشاي الأخضر لم يُحسّن من أكسدة الدهون في الجسم. هذا الأمر جعل الباحثون يجزمون أنه ما من تأثير ملموس لمستخلص الشاي الأخضر على قدرة الجسم في حرق الدهون.

ولنكون مُنصفين، دراسات أخرى في نفس المجال سلّطت الضوء على بعض المواد الكيميائية الفعّالة في الشاي الأخضر مثل الكافيين ونوع من الفلافونويد يُسمى الكاتيكين catechin، وهو مضاد أكسدة معروف. هذان المركّبان كان لهما تأثير إيجابي طفيف على تسريع عمليات الأيض التي يتم عبرها حرق الغذاء لاستخلاص الطاقة.

ووجدت مراجعة نُشرت عام 2010 أن مكملات الشَاي الأخضر التي تحتوي على الكاتيكين أو الكافيين كان لها تأثير صغير لكنه إيجابي على حرق الدهون وتسريع العمليات الأيضية، لكن نتيجته لن تكون ملموسة إلى حدٍ كبير، وخلُص الباحثون إلى أنه من غير المرجّح أن تكون هناك أهمية سريرية لمكملات الشاي الأخضر.

ومن المهم ملاحظة أن فوائد الشَاي الأخضر لفقدان الوزن قليلة جدًا، وتأثيره على حرق الدهون لا يُشبه البتّة تأثير التمارين الرياضية في هذا الخصوص. حيث أن اتّباع نظام غذائي معيّن مع ممارسة التمارين الرياضية بانتظام والإكثار من الخضروات هو الاستراتيجية التي يُعوّل عليها لفقدان الوزن، وشرب الشَاي الأخضر ما هو سوى خطوة إضافية لتحسين المزاج والتخفيف من أعراض الصداع على أكبر تقدير.

وإن كُنت من محبي شرب الشَاي الأحضر، يجب أن يكون مجموع ما تشربه بين 2 – 3 أكواب يوميًا. وتجنّب الإكثار منه لأنه يحتوي على الكافيين، والجرعات الكبيرة من الكافيين مقترنة بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم لأولئك المعرّضين لذلك.

 

المصادر

1 ، 2

اقرأ أيضًا:

ماذا يحدث لك عند الإفراط في شرب الشاي؟

هل من الآمن شرب الشاي والقهوة على متن الطائرة ؟

Exit mobile version