بعض الأشخاص يميلون إلى التأخر عن مواعيدهم باستمرار حتى تظن أن ذلك جزءٌ من طبيعتهم البشرية ولا يُمكنهم العيش بدون هذه الصفة! وتُشير بعض الأبحاث إلى أن ميل البعض إلى التأخر على الدوام عن مواعيدهم لا ينجم دائمًا عن سلوك طائش أو وقح، إنما قد ينتجة عن عوامل مختلفة لا يُمكن التحكم بها!
هل التأخر الدائم في المواعيد سلوك وقح أم له أبعادٌ أخرى؟
بغض النظر عن عدد الإنذارات التي قد يتلقّاها هؤلاء، إلا أنه دائمو التأخير، ويخرجون من المنزل بعد الوقت المتفق عليه ويصلون لأعمالهم بعد الجميع وقد يفوتهم اجتماع الصباح، أو تفوتهم رحلتهم الجوية بسبب تأخيرهم. لكن يبدو أن العلم توصّل إلى أسباب نفسية تقف خلف هذه الصفة البغيضة.
فقد خلُصت العديد من الدراسات في علم النفس أن التأخير المستمر عن المواعيد مرتبط بالعديد من الأسباب، أهمها الخوف والقلق من كون الشخص غير مثالي – أو هكذا يظن نفسه على الأقل – والخوف من خيبة الأمل المرتبطة بهذا الشعور. وبدلًا من التغلب على هذه المشاعر السلبية، يستخدم هؤلاء الأشخاص التأخير حجة لخلق الأعذار.
الدكتورة وأستاذة علم النفس وعلوم العقل بجامعة ماساتشوستس “سوزان كراوس”، علّقت على الأمر أنه مستندٌ للوقت، وذلك وفقًا لدراسة أُجريت في عام 2016 في جامعة واشنطن والتي بحثت في نظرية “الذاكرة المستندة للوقت”. حيث ترى الدكتورة سوزان أن الأشخاص الجيدين في مهام الذاكرة المستندة إلى الوقت يكونون أكثر قدرة على تنظيم سلوكياتهم وضبطها مع الوقت، وبالتالي تجنب التأخير المتكرر على مواعيدهم المهمة.
فيما يرى علماء نفس آخرون أن صفة التأخر عن المواعيد ترتبط بنزعة التدمير الذاتي لدى البعض، وذلك بترك أنفسهم محاصرين في دائرة التأخير عن المواعيد، ثم معاقبة أنفسهم على ذلك. كما أن مسألة التأخر عن المواعيد لدى بعض الأشخاص هي مجرد بديل لشيء ما، فالبعض لا يحب أن يصل في وقت مبكر. وفي بعض الأحيان يتعلق الأمر بالشعور بعدم الارتياح أو الإحراج عند الانتظار أو ترقب وصول شخص ما.
وفي جميع الحالات، هناك العديد من الأسباب التي يمكن أن تُفسر لماذا يصل البعض في وقت متأخر بشكل مستمر، لكن إذا كنت تستطيع تضييق نطاق الجانب الشخصي الخاص بك، فقد تكون قادرًا بالفعل على الخروج من هذه العادة إلا إذا كنت لا تريد ذلك.
اقرأ أيضًا: