هل يمكن أن تقي الكمامات الطبية من الإصابة بالأمراض والأوبئة؟

في الوقت الذي تُعاني فيه الصين من تفشّي فيروس كورونا الجديد وحصده لمئات الأرواح مع آلاف الإصابات وعدم وجود عقار طبي مُحدد لعلاج المرض، يخشى العالم بأسره من يُصبح هذا الفيروس عالميًا ويصل إلى معظم دول العالم. من أجل ذلك، قامت منظمة الصحة العالمية بتعميم عدد من الإرشادات الوقائية من الفيروس الوباء، وانتعش سوق الكمامات الطبية التي تُغطي الوجه ظنًا أنها تحمي من دخول الفيروس إلى الجسم.

وإن كُنتَ متابعًا لأخبار انتشار الفيروس الجديد، فلعلك شاهدتَ الحياة الجديدة في الصين، وكيف أن كُبرى المدن، مثل مدينة ووهان معقل انتشار المرض، قد أصبحت مُدن أشباح خشية الخروج من المنزل والتقاط العدوى. وكيف أن الناس لا يخرجون إلا بكمامات طبية تُغطي وجوههم خشية الإصابة بالفيروس.

وهنا نطرح السؤال الجوهري في هذا المقال، هل تنجح هذه الكمامات الطبية حقًا في منع دخول الفيروس إلى أجسامنا؟ سواء كان فيروس كورونا الجديد أو أي فيروس شديد العدوى!

 

هل تنجح الكمامات الطبية في حمايتنا من الفيروسات شديدة العدوى والأمراض؟

يُجيب على ذلك الدكتور ويليام شافنر، أخصائي الأمراض المعدية في جامعة “فاندربيلت” في تينيسي، والجواب هو “لا”، في حالة كان القناع الذي يرتديه الشخص يُشبه أقنعة الأطباء في غرف العمليات الجراحية. وكما أضاف الطبيب شافنر، فإن هناك كمامات طبية وأقنعة أكثر تخصصًا تُعرف باسم أجهزة التنفس N95، يُمكن أن تحمي ضد الفيروسات شديدة العدوى من ضمنها فيروس كورونا الجديد.

يمتاز قناع N95 بأنه أكثر سُمكًا من الكمامات الطبية المُخصصة لغرف العمليات، لكن حتى اللحظة لا يُنصح باستعماله بشكلٍ عام. هذا لأنه من الصعب ارتداء هذه الأقنعة لفترات طويلة من الزمن. كما أن ارتداء هذه الأقنعة المتخصصة يجعل من عملية التنفس أكثر صعوبة لأنه يقوم بترشيح كل الهواء الداخل إلى الجهاز التنفسي، ولن يتمكّن أي شخص من ارتداؤه لأكث من نصف ساعة.

 

الكمامات الطبية الجراحية..

تؤدي هذه الأقنعة دورًا جيدًا في منع مسببات الأمراض من دخول أنف وفم الطبيب قبل دخوله إلى الحقل الجراحي. في بعض الدول الآسيوية، أصبح شائعًا للغاية رؤية الناس يرتدون مثل هذه الكمامات الجراحية في الأماكن العامة لحمايتهم من ملوّثات الهواء.

لكن عند الحديث عن فيروسات شديدة العدوى وقوية، فإن الكمامات الطبية الجراحية لن تُساعد كثيرًا في الوقاية من الفيروس، وفقًا لحديث الطبيب شافنر. فهي ليست مُصممة لمنع دول الفيروسات، كما أنها لا تُثبّت بإحكام حول الأنف والفم مثل قناع N95.

أما عن السؤال إن كانت هذه الكمامات الطبية الشائعة نافعة لمسببات المرض الشائعة؟ فالجواب هو نعم لكن بتأثير متواضع للغاية. بعض الناس يرتدون هذه الأقنعة بطريقة معيّنة إن كانوا مُصابين بالإنفلونزا أو الزكام ولا يريدون نقل العدوى للآخرين. لكن إن كُنت مريضًا، فمن الأفضل عدم الخروج إلى الأماكن العامة، خاصةً في هذا الوقت الذي تُهدد فيه فيروسات مميتة الحياة.

 

كيف تحمي نفسك من فيروس كورونا الجديد؟

من أفضل الطريق للوقاية من الإصابة بالفيروس التاجي، أولًا وقبل كل شيء، تأجيل رحلتك إلى الصين إن كُنتَ تُخطط لذلك، حيث منشأ الفيروس. احرص على غسل يديك بشكل جيد؛ مع تجنّب ملامسة العينين والأنف والفم بأيدي غير مغسولة؛ وتطهير كل الأسطح حولك والتي تلمسها كثيرًا.

أما بالنسبة لأصحاب الحيوانات الأليفة الذين يضعون أقنعة على وجوه الكلاب، فليس هناك دليل مُثبت أن الحيوانات خاصةً الكلاب قد تُصاب بالفيروس، وليس هناك حاجة لهذا الإجراء، بحسب الدكتور شافنر.

 

المصدر

اقرأ أيضًا:

هل يُمكن أن ينتقل فيروس كورونا عبر الطرود البريدية؟

ما هو فيروس كورونا ؟

Exit mobile version