الحظ السيء يجلب السرطان

طفرات عشوائية وراء الإصابة بالسرطان

في سابقة جديدة، وفي مفاجأة علمية هي الأبرز مع بداية العام الجديد. فلطالما شاع الحديث عن مسببات السرطان، من المواد المسرطنة، إلى النظام الغذائي. لكن ثمة نتائج علمية جديدة توصل إليها علماء والتي تقول بأن الحظ السيء سبب الإصابة بالسرطان؛ لتلغي الاعتقاد بأن النظام الصحي والغذائي، أو الجينات الوراثية هي السبب. سابقًا، قال العلماء بأنه يمكن تجنب 30 – 40% من السرطانات بالنظام الحياتي الجيد.

ولأول مرة يتخذ باحثون من الولايات المتحدة خطوة لقياس نسب السرطان التي لا يمكن تجنبها. فنظروا إلى الأخطاء العشوائية أو الطفرات التي تحدث في الحمض النووي “DNA” حين يحدث انقسام في الخلايا خلال دورة حياة الإنسان. تصل درجة الخطورة حين تتراكم هذه الطفرات في الخلايا، وهذا هو المسبب الأول للسرطان. ولم يكن معروفًا أن هذه الطفرات العشوائية قد تساهم في تطور المرض.

ويقول البروفيسور “بيرت فوجلشتاين” من كلية الطب في جامعة جون هوبكينز:” كان يُعتقد بأن عدم إصابة الشخص بالسرطان على الرغم من تعرضه لمسببات السرطان مثل التبغ لوجود الجينات الجيدة، لكن الحقيقة، هو أن الحظ الجيد كان حليفه”. وقام الباحثون بإجراء نظام إحصائي حسابي لقياس عملية الانقسام التي تحدث في الخلايا الجذعية في متوسط العمر في 31 من الأنسجة المختلفة. وتمت مقارنة حالات السرطان مع هذه الأنسجة، وقد كان هناك علاقة قوية بين الانقسام في الخلايا الجذعية وهذه الأنسجة واحتمال الإصابة بالسرطان.

وقد خلُصت الدراسة إلى أن الطفرات العشوائية التي ترجع لحدوث الانقسام في الخلايا الجذعية تفسر 65% من حالات الإصابة بالسرطان. ويقول البروفيسور فوجلشتاين بأن كل السرطانات مزيج من الحظ السيء، والبيئة، والوراثة. وعرضت الدراسة بأنه يمكن إضافة مخاطر محتملة للإصابة بالسرطان، مثل التدخين، وعوامل لها علاقة بالنظام الحياتي السيء.

وقام الباحثون بدراسة 31 نوعا من أنواع السرطان، ووجدوا أن 22 نوعًا منها سرطانات الدم، والبنكرياس، والعظام، والخصية والمبايض، تعزى لهذه الطفرات العشوائية. أما الأنواع التسعة المتبقية فهي لأسباب متعلقة بالبيئة وبالعوامل الوراثية مثل سرطان الرئة المرتبط بالتدخين، وسرطان الجلد المرتبط بالتعرض للشمس، وأنواع أخرى من السرطان المرتبطة بمتلازمات وراثية.

المصدر

Exit mobile version