من لا يثق بالتاريخ؟ بعد كل شيء، فالتاريخ والصور التاريخية اختزلت لنا العديد من الأحداث وقصص الشعوب التي تناقلتها الأجيال حتى أصبحت من المسلمات بالنسبة لنا.
لكن، يبدو أنّك لن تثق بالتاريخ بعد قراءتك هذا المقال! فحتى الصور التاريخية القديمة نالت نصيبها من عمليات التعديل والتزوير على الرغم من أن الفوتوشوب لم يظهر سوى في الألفية الحديثة!
في هذا المقال، نستعرض عددًا من أبرز الصور الشائعة التي عكست أحداث تاريخية شهيرة، تبيّن بعد التدقيق من المؤرّخين وأصحاب المجال أنها “مزوّرة”!
أشهر الصور التاريخية التي تعرّضت للتعديل والتزوير!
صورة رفع العلم على جزيرة أيو جيما
تُعتبر صورة رفع العلم على جزيرة أيو جيما بعد الاستيلاء عليها أحد أكثر الصور إلهامًا في تاريخ الجيش الأمريكي. فالصورة تكشف بشكلٍ صريح عن رفع العلم الأمريكي الضخم ورفرفته ليعكس الانتصار الأولي للجيش.
لكن تبيّن أن الصورة الفعلية كانت مختلفة، إذ لم يكن العلم بهذه الضخامة، بل كان أصغر بكثير وأقل إيحاءًا للوضعية البطولية.
عند الاستيلاء على الجزيرة عام 1945، بعد سلسلة من المعارك العنيفة في المحيط الهندي، تم رفع علم صغير، والتُقطت صور أقل إثارة.
لكن عندما سمع المصوّر جو روزنتال أن المسؤولين أمروا باستبدال صورة العلم الصغير بصورة أكبر وأكثر فخرية، انتهز الفرصة وقام بذلك من خلال التقاط الصورة من أعلى لتبدو بهذا الشكل.
تناول الغداء على قمة ناطحة سحاب قيد الإنشاء
بدلًا من أن تكون لقطة صريحة للعمال وهم يستمتعون باستراحة الغداء بعد ظهر يوم الأول من سبتمبر 1932، فإن الصورة هي سلسلة من لقطات أخرى لأهداف دعائية للترويج للمبنى نفسه، 30 Rockefeller Plaza.
شملت اللقطات الأخرى عمال يركلون كرة القدم أو يأخذون قيلولة. لكن الأمر برمته كان مجرد حيلة دعائية.
الصورة الأكثر شهرة لمذبحة ولاية كينت الأمريكية
تعد صورة ماري آن فيكيو البالغة من العمر 14 عامًا بجانب جثة جيفري ميللر، أحد المتظاهرين الذي أطلق عليه الحرس الوطني في ولاية كينت النار وأرداه قتيلًا، واحدة من أكثر الصور أيقونيةً في ذلك العصر.
من السهل معرفة السبب، نظرًا لأن القليل من الصور تلتقط بشكل مثالي رعب حدث تاريخي بنفس وضوح هذا الحدث، حتى في شكله الأصلي.
إن جدية الموضوع تجعل من الصعب القبول بأن معظم النسخ المنتشرة للصورة قد تم تغييرها قليلًا زيادةً في تأثير الحدث.
فازت الصورة الأصلية لجون فيلو بجائزة بوليتزر، لكنها تضمنت أيضًا عمودًا سياجيًا متموضعًا مباشرةً فوق رأس فيكيو والذي يُضفي نوعًا من التشتيت للصورة.
لذلك، اختارت العديد من الجهات الصحفية تعديل الصورة عبر إخفاء العمود لتبدو أكثر جدّيةً وبما يتناسب مع طبيعة الموقف.
رفع العلم فوق الرايخستاغ
الصورة المعروفة باللغة الإنجليزية باسم “رفع العلم فوق الرايخستاغ” هي أحد الصور التاريخية المهمة في تاريخ الاتحاد السوفيتي.
ومع ذلك، لن يتمكن معظم الطلاب الذين نشأوا في نظام التعليم السوفيتي من رؤية الصورة الأصلية.
في حين أن الصورة الأيقونية للجنود الروس وهم يرفعون العلم السوفيتي فوق مبنى الحكومة الألمانية هي مصدر إلهام، فقد تم طلب بعض التغييرات لإخفاء بعض الحقائق التاريخية.
من أجل منع انتشار شائعات النهب السوفيتي، تم تحرير الصورة لإزالة ساعات اليد المتعددة الموجودة على ذراع الجندي الذي يرفع العلم.
لمزيد من التأثير الدراماتيكي، تم إضافة المزيد من الدخان إلى الخلفية، إلى جانب بعض التغييرات التجميلية الأصغر التي يصعب أيضًا ملاحظتها عن قرب. تم إجراء هذه التعديلات بواسطة المصور يفغيني خالدي بنفسه.
صورة موسوليني الفارس
تم تزيين إيطاليا الفاشية بصورة مميّزة لموسوليني، القائد الفاشي، ويبدو فيها يعتلي صهوة حصانه مرتفع الذقن وبصفة عامة، فارس مثالي!
بالتأكيد هذه الصورة تتطابق مع الجمالية العامة للديكتاتور الإيطالي الفاشي، لكن ذلك بفضل بعض التعديلات.
فقد قام موسوليني بتحرير الصورة ليبدو كأنه هو المسيطر على الفرس، كاستعارة عن حكم موسوليني القوي بشكلٍ عام، عبر تمويه يد الشخص الذي يُمسك بلجام الفرس.
اختفاء المفوّض
جوزيف ستالين هو الأسوأ سمعةً بين السياسيين الذين استعانوا بتقنيات تعديل الصور المتوافرة آن ذاك. فقد جعل خصومه يختفون بطريقة مثيرة للاهتمام في صوره!
في الصورة التي خضعت للتعديل، يبدو ستالين وهو يمشي على طول الواحهة البحرية مع نيكولاي ييجوف، وقد تم اقتصاص المفوّض Yezhov من الصورة تمامًا.
ستالين يقف وحده
إن عادة جوزيف ستالين في قص خصومه من الصور الفوتوغرافية هي أسطورية، إحدى هذه الصور ظهرت بعدة نُسخ، الأولى كان ستالين يقف بجانبه ثلاثة حلفاء سياسيين، ثم اثنين، ثم واحد، وفي آخر إصدارٍ لها كان يقف وحده!
نظرًا لأن كل من نيكولاي أنتيبوف وسيرجي كيروف ونيكولاي شفيرنيك لم يحظوا بالرضا لدى الديكتاتور السوفيتي، فقد تم حذفهم من الصورة بدورهم.
وادي الظل
التقطت الصورة من قِبل روجر فينتون أثناء حرب القرم، وتصور طريقًا بعد القتال مليئًا بقذائف المدفعية. ومع ذلك، فإن الصور الأخرى التي التقطها فنتون في وقت سابق من اليوم تظهر طريقًا خالٍ تمامًا.
تمت مناقشة صحة الصورة منذ ذلك الحين، مع الاستنتاج العام هو أن شخصًا ما حرك قذائف المدفع على الطريق من الخندق في وقت ما بعد القتال.
ما إذا كانت إعادة الترتيب قد تمت لأغراض الصورة – وما إذا كان قد تم إجراؤها بواسطة فينتون نفسه – يظل لغزًا لن يتم حله على الأرجح أبدًا.
الوقوف مع الملكة
في اللقطة الأصلية يمكن رؤية كينغ يضحك إلى جانب جورج والملكة إليزابيث الثانية على خلفية بانف الجميلة، لكن النسخة التي نشرتها الحكومة الكندية أظهرت أن رئيس الوزراء كان يسحر الملكة بمفرده.
اقرأ أيضًا:
صور تاريخية غريبة بحاجة لإعادة النظر والتفسير
5 أحداث تاريخية مشهورة لم تحدث مطلقًا!