الدم الذهبي أو Rh-null هي فصيلة دم نادرة للغاية لم يتم التعرف عليها إلا في 43 شخصًا في جميع أنحاء العالم خلال السنوات الخمسين الماضية. تم إيجادها بعد البحث العلمي ونقل الدم، لكن من الصعب على حاملي فصيلة الدم هذه العيش بها، بسبب ندرتها.
ما سر فصيلة الدم الذهبي الأندر والأغلى في العالم؟
لفهم الدم الذهبي، من المهم فهم كيفية عمل أنواع الدم. قد يبدو دم الإنسان نفسه في كل شخص، لكنه في الواقع مختلف تمامًا. على سطح كل واحدة من خلايا الدم الحمراء لدينا ما يصل إلى 342 من مولدات المضادات – الجزيئات التي تؤدي إلى إنتاج بروتينات متخصصة معينة تسمى الأجسام المضادة – وغياب مستضدات معينة هي التي تحدد نوع دم الشخص.
حوالي 160 من هذه المستضدات تعتبر شائعة، وهذا يعني أنها وجدت على خلايا الدم الحمراء لمعظم البشر على هذا الكوكب. إذا كان شخص ما يفتقر إلى المستضد الموجود في 99 في المائة من جميع البشر، فإن دمه يعتبر نادرًا، وإذا افتقر إلى مستضد وجد في 99.99% من البشر، فإن دمه نادر جدًا.
ينتمي المستضدات البالغ عددها 342 مقسّمة على 35 مجموعة من فصائل الدم، ويعد نظام Rh أو “Rhesus” هو الأكبر، حيث يحتوي على 61 مستضد. ليس من غير المألوف أن يفقد الإنسان أحد هذه المستضدات. على سبيل المثال، يفتقد حوالي 15% من القوقازيين مستضد D، وهو مستضد Rh المهم، مما يجعله RhD سالب. في المقابل، أنواع دم Rh السالبة تكون أقل شيوعًا بين السكان الآسيويين (0.3%). ولكن ماذا لو كان الإنسان يفتقد جميع مستضدات Rh؟
حتى نصف القرن الماضى، اعتقد الأطباء أن مثل هذا الجنين لا يمكن أن يعيش حتى في الرحم. ولكن في عام 1961، تم التعرف على امرأة أسترالية من السكان الأصليين تعاني من Rh-null في دمها، وهو ما يعني أنها كانت تفتقر إلى جميع مستضدات Rh في نظام الدم، وهو ما لم يكن له أي معنى في ذلك الوقت. منذ ذلك الحين، تم التعرف على 43 شخصًا فقط بنوع دم Rh-null.
يطلق على Rh-null blood “الدم الذهبي” لسببين. الأهم هو أن الافتقار التام لمستضدات Rh يعني أنه يمكن قبولها من قبل أي شخص لديه فصيلة دم نادرة داخل نظام الدم Rh. إن إمكانية هذه الفصيلة في إنقاذ الحياة هائلة، لكن مُهمة إيجاد الأشخاص المنشودين صعبة للغاية، إلا أن العلماء يُحاولون دائمًا تعقب المتبرعين. مع ذلك، بسبب ندرته، لا يُعطى الدم الذهبي إلا في الحالات القصوى، لذلك يبدو من المستحيل استبداله.
لكن الدم الذهبي يحمل أيضًا قيمة علمية هائلة لأنه يمكن أن يساعد الباحثين على كشف أسرار الدور الفسيولوجي لنظام Rh المُعقّد.