ليش بعض الناس ترتاح وتنام على صوت المكيف ؟!

لتتمكن من النوم بشكل جيد، تقوم بتشغيل المكيف ليُغطي صوته على أصوات أخرى وتحصل على ليلة هانئة وأحلام سعيدة! أليس هذا ما تفعله؟ البعض الآخر من الناس يجد الراحة بالنوم على صوت جهاز تجفيف الشعر الاسشوار على الرغم من كمية الضجيج التي يُصدرها أو صوت المروحة! فلماذا يرتاح بعض الناس بالنوم على أصوات ضجيج تُعرف علميا باسم الضوضاء البيضاء؟

ما علاقة صوت المكيف بالضوضاء البيضاء؟

إن كنا نستعمل التعريف التقني لها، فالضوضاء البيضاء هي ضجيج ثابت يجمع كافة الأصوات والترددات التي يُمكن للإنسان سماعها والواقعة في مجال الطيف الترددي بين 20 إلى 20 ألف هيرتز. ويجمع الضجيج الأبيض كلا الضجيجين النبضي والعشوائي، وغالبا ما يُستعمل فطريا للتغطية على الأصوات المزعجة تماما كاستعمال المكيف أو المروحة للتقليل من سماع الأصوات في الغرفة المجاورة بالمنزل أو الفندق. كما أن هذه التغطية توُفر الراحة والتركيز وتُخفف من الصداع كونه يُغطي على الأصوات الأخرى ضمن تردداته كما أفاد العلماء بذلك.

لماذ سُمي بالضجيج الأبيض؟

تعود تسمية الضوضاء البيضاء بهذا الاسم واستعمال اللون الأبيض كونه يُنتج جميع ألوان الطيف الأخرى (تماما كما يعمل المنشور الزجاجي على فصل اللون الأبيض إلى ألوان الطيف السبعة). ومن أمثلة الضجيج الأبيض صوت المكيف، المروحة، الاسشوار، أمواج البحر، المكنسة الكهربائية وموجات الراديو أو التلفاز عندما لا تكون المحطة موجودة.

فعلى ما يبدو، فإن الضوضاء البيضاء تصنع نوعا من الإخفاء على الأصوات الأخرى ما يُدخل الشعور بالراحة ويساعد الناس على النوم، وذلك وفقا لما قاله عالم الأعصاب ومؤلف الكتاب العالمي (How Hearing Shapes the Mind)، العالم سيث هورويتز.

الفرق بين الضجيج الأبيض والوردي والأزرق

مصطلح تقني آخر يظهر من قبل علماء الفيزياء يُعرف باسم الضجيج الوردي، وهو يُشبه إلى حد كبير الضجيج الأبيض لكن اختلف عنه بعدة نقاط جعلته أفضل من الضجيج الأبيض. فهو يتميز بأنه ضجيج متسق ويخرج بترددات أعلى لكن بشدة أقل، وهو يساعد على تهدئة من يشعرون بطنين الأذن المزعج كما يُشعر براحة أكبر وله تأثير إيجابي على النوم.

أما الضجيج الأزرق، فهو عكس الضجيج الوردي تماما، حيث يأتي بنبرة صوت عالية على غرار صوت الماء المتساقط. يُذكر أن العديد من الألوان استعملت لوصف أنواع مختلفة من الضجيج كاللون البني، البنفسجي والبرتقالي، لكنها لم تكن بأهمية الضجيج الأبيض الذي انتشر اسمه حتى أن بعض الشركات أصبحت تُنتج تسجيلات باسم الضوضاء البيضاء أو أجهزة تُصدر ضجيجا مشابها لمساعدة الناس على النوم والاسترخاء والتركيز.

كما انتشرت العديد من مقاطع الفيديو على الإنترنت وخاصة موقع يوتيوب تحت عنوان الضوضاء البيضاء أو الضجيج الوردي لمساعدة الناس على الاسترخاء.

مقطع فيديو من إنتاج تسجيلات Ambient وهو عبارة عن عشر ساعات متواصلة من الضجيج الأبيض الذي يُشبه صوت تشغيل التلفاز على محطة غير موجودة.

مقطع فيديو للضجيج الوردي والذي يساعد على ذهاب الأرق، النوم بشكل جيد والاستيقاظ أكثر حيوية ونشاطاً.

بالنهاية، لقد عرفت أخيرا التفسير العلمي المنطقي وراء ارتياحك للنوم على صوت المكيف على الرغم من كونه مرتفع أحيانا، فأنت تصنع ضوضا بيضاء للتغطية على ضوضاء أخرى مجاورة لتتمكن من النوم بكل راحة وهدوء!

 

المصادر

1 ، 2

Exit mobile version